زيادة حقيقية للأجور.. مطلب ملح
يتناقل المواطنون أخباراً تؤكد بأن زيادة للرواتب والأجور ستصدر قريباً، بل أكثر من ذلك يحددون صدورها مع افتتاح المدارس. كما أن أقاويل أخرى تتردد حول قرب صدور عفو عام يشمل المعتقلين العشرة وسجناء الرأي كافة. ونشرت بعض الصحف اللبنانية تأكيداً عن قرب إرسال مشروع قانون الأحزاب إلى مجلس الشعب.
لقد أصبحت زيادة الرواتب مطلباً ملحاً، وبخاصة، مع افتتاح المدارس والجامعات، والمصروفات التي يتوجب دفعها لتأمين حاجات الأبناء المدرسية التي تعجز الرواتب الحالية القيام بها، فضلاً عن أن الشتاء قادم وما يستتبعه من مصروفات جديدة تتعلق بالتدفئة واللباس الشتوي وغيره.
والغريب في الأمر أن الموازنات التي تعتمدها الدولة تزداد مبالغها سنوياً ولكن لا تتضمن أية زيادة حقيقية في الأجور تؤثر في مستوى معيشة الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم، مع العلم أن القدرة الشرائية للمواطنين قد تراجعت إثر الزيادة الأخيرة على الأسعار.
إن كل الإمكانيات متوفرة لزيادة رواتب العمال والموظفين وجميع الكادحين ومن مصادر غير تضخمية، وإن قراراً بهذا الشأن يجب أن يصدر بسرعة من أجل أن يخفف من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها أكثرية المواطنين.
كما أن زيادة الأجور تعد أساساً لدعم الصناعة الوطنية المنهكة وانتشالاً من كبوتها، مما سيحرك السوق الداخلية، بشرط أن تشمل هذه الزيادة جميع العاملين وخصوصاً عمال القطاع الخاص الذين يتعرضون للاستغلال البشع من قبل أرباب العمل.
وستكون لهذه الزيادة، فيما لو تحققت، أهمية سياسية كبرى، في وقت تتوالى فيه التهديدات الأمريكية بالعدوان على العراق الشقيق، ولن تكون سورية بمنأى عن هذه التهديدات، ولذلك فإن جبهة داخلية متراصة سياسياً ومتينة اقتصادياً ستساعد على الصمود أمام أي عدوان محتمل ومقاومته وإفشاله.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 182