«قاسيون» تفتتح النقاش حول «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين»

تبدأ «قاسيون» اعتباراً من عددها الحالي بفتح باب النقاش حول «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين». ويمكن للراغبين إرسال آرائهم على عنوان الصحيفة، أو عبر البريد الالكتروني.

ونفتتح النقاش برسالة الرفيق فريد القره من درعا ننشر مقاطع  هامة منها:

نحو حزب شيوعي سوري موحد

النظرية العلمية الوحيدة القادرة على تحليل القضايا في الماضي والحاضر والمستقبل

الحزب

وقد يتساءل البعض: وكيف لنا بمثل  هذا الحزب ؟ وأقول ببساطة إن هذا الحزب موجود.

ليس بحاجة إلى تأسيس . هو غالبية كل الذين ينتمون إلى الفصائل والجماعات الموجودة وكل أولئك الذين أرهقتهم عمليات الأنانية والبلطجة والقمع و التطفيش،  فجلسوا في بيوتهم محافظين على نقائهم وولائهم لفكرهم الماركسي اللينيني. ينتظرون بنهم وشوق ساعة الصفر لإزالة هذا الركام من ( الأنا ). ومن المصالح الشخصية والمطامع الفردية , قد لا تكون القضية بهذه البساطة وقد تكون أكثر تعقيداً فليس من السهل التخلي عن  المكاسب 

لكن الإيمان بحتمية انتصار الوحدة. وبمقدار الوعي لدى أكثرية الرفاق وبضرورة وجود حزب قوي وفعال يجعل من فكرة الوحدة أمراً ضرورياً، ومن هذا المنطلق أنا مع كل الأشكال المؤدية إلى الوحدة على أن تكون وحدة قواعد تنبع من  قناعة وليس وحدة قيادات  .

وهنا يبرز السؤال الهام والرئيسي:   كيف تتم هذه الوحدة وعلى أي أساس وبأي اتجاه ؟

إن المحرك الأساسي لوحدة الشيوعيين  السوريين يجب أن يكون عبر القضايا الثلاث

1-  الفكرية

2- السياسية

3-الاقتصادية والاجتماعية

وباختصار سأحاول أن أضع تصوري على كل منها ومن منظور ماركسي لينيني

1  - الفكرية: كانت النظرية الماركسية اللينينية وما زالت مرشدنا في العمل . وستبقى كذلك طالما هي النظرية العلمية الوحيدة القادرة على تحليل القضايا في الماضي والحاضر والمستقبل والنظرية الأكثر علمية ووضوحاً ودقة من بين مجمل النظريات المطروحة، على أن ننظر إليها بعين المسترشد المؤمن بالعلم لا بعين المتعبد المؤمن بقدسيتها. فالعلم تطور وكثير من القضايا بحاجة إلى مناقشة جادة، هذا لا يعيب النظرية أبداً فهي ليست عملية حسابية أو فيزيائية بل هي نظرية في الاقتصاد والسياسية والاجتماع كما هي  في الفن والجمال وفي الحياة بكاملها والمفروض أن نطبقها بشكل مبدع مستندين إلى فهم عميق لظروف بلادنا الملموسة

من هنا يمكن القول إن الأساس الفكري للحزب الواحد موجود  وهو فكر متطور وعلمي وليس فكراً جامداً

2- القضية السياسية: نحن ننطلق في رسم سياستنا من مجموع ثوابت , حرية الوطن والمصلحة الأساسية للطبقة العاملة وسائر الكادحين ونعترف أننا لسنا الحزب الوحيد الذي يحدد رسم سياسة هذه الأهداف فهناك أحزاب أخرى لها أهداف قريبه أو مشتركة من أهدافنا. ولكن هذه الشراكة يجب أن تكون كاملة غير منقوصة، بمعنى أنها شراكة الند للند بعيدة كل البعد عن الوصاية والإملاء ويمكن لشكل الجبهة الوطنية التقدمية أن يكون وعاءً لمثل هذه الشراكة بميثاق متقدم متحرك يماشي الزمان والتطور همه  الأول والأخير خدمة الشعب والوطن، في هذا الميثاق تحدد مهام وحقوق , وتحفظ فيه  حقوق الأحزاب المعارضة الأخرى بحقها في النضال بطرقها الخاصة وبرؤياها المميزة إلى جانب أحزاب الجبهة، وعلى هذا الميثاق أن يضمن كحد أدنى  حقوق الإنسان  في الفكر والسياسة والاعتقاد بما لا يشكل خطراً على مصالح الوطن أينما كانت.

3 - الاقتصادية والاجتماعية: إن الحزب كشريك في الجبهة معني بوضع تصوراته عن الوضع الاقتصادي وطرق حل  صعوباته , ليس من باب المشورة فقط بل من باب الضرورة ومصلحة الوطن , وعلى الحزب أن يكون له برنامجه الاقتصادي المميز يتناول فيه حل المشكلة الزراعية، وحل مشكلات القطاع العام وتطويره .

وحل المشكلة السعرية، وتصوره لتحسين أوضاع الجماهير من خلال سياسة ضريبية حديثة ومن خلال محاربة الهدر والفساد وتهريب رؤوس الأموال ومنع التلاعب بقوت الشعب ومحاربة الفساد . 

ورؤيا واضحة حول الاستيراد والتصدير وحماية  الفلاح ووجود تصور واع  حول قطاعات الدولة الثلاث: العام  والمشترك والخاص إضافة للقطاع التعاوني .

أما فيما يخص القضية الاجتماعية فعلى الحزب أن يضع تصوره حول قضايا الشباب والنساء والديمقراطية وكيفية حلولها , وتبني هذه الحلول بشكل جاد ووضعها أمام الحلفاء  تمهيداً لحلها .

ليس من حق أي  إنسان وضع برامج تفصيلية فهي أكبر من جهد إفرادي , ولكن في الحزب من يستطيع صياغة مثل هذه البرامج وأجزم أنها موجودة في كل الفصائل ولكن عيبها الوحيد أنها مجرد حبر على ورق , وقد أجزم أن قلة من الناس داخل هذه الفصائل أو خارجها قد قرأها أو عرف مضمونها .  

الوحدة

وهنا لا بد أن أنتقل من العام إلى الخاص , ويطرح السؤال نفسه، كيف يمكن أن تتم هذه الوحدة وخاصة عندما نقول إنها قاعدية تفرضها الضرورة والقناعة.؟

اعتقد أن الوطن بكامله  في حالة  مخاض واضح 

والحزب أيضاً  كجزء  من هذا الوطن ينتظر شيئاً جديداً. فالأزمة في فصيل الرفيقة وصال واضحة ,  وفصيل الرفيق فيصل ليس أفضل , ويمكن القول أن الأزمة بدت واضحة بعد انتهاء أعمال المؤتمر التاسع, وان هناك قلقاً في صفوف من لايزال يتعاطف مع رياض الترك , كما أن الخارجين عن التنظيم ينتظرون  هذا الجديد , فكيف نبدأ ؟ ؟

1ــ   أقترح على الشيوعيين في داخل التنظيم وخارجه في كل المحافظات تشكيل لجان تنسيق في محافظاتهم ولا علاقة للنسبة الفصيليه في هذا التشكيل.

2 ـ تصوغ هذه اللجنة مشروعاً سياسياً يتضمن الخط والاتجاه الواضح للحزب.

3 ـ تصوغ هذه اللجنة مشروعاً اقتصادياً يتضمن رؤية الحزب لكل المسائل الاقتصادية والاجتماعية وما هي الحلول لها .

4 تصوغ هذه اللجنة ( مستفيدة بآخرين إذا لزم الأمر) مشروعاً لنظام داخلي يعايش العصر والتقدم وروح التغيير والتبديل يؤمن الشكل الديمقراطي للعمل الحزبي ضمن  حدود الفكر الماركسي اللينيني. ويتضمن بشكل واضح حقوق وواجبات أعضاء الحزب وهيئاته ويحدد بصورة واضحة شكل هذه الهيئات ومدة تواجدها الزمني في قيادة الحزب، وخاصة  في الأمانة العامة والمكتب السياسي واللجنة المركزية ولجنة المراقبة ,وعلى هذا المشروع أن يكون شكلاً حضارياً لحزب جديد يعمل من أجل المشاركة في الحياة السياسية ومن أجل بناء الاشتراكية.                        

تطرح مجمل هذه الوثائق على مجمل أعضاء الحزب من كل الفصائل ويطلب من كل الذين هم حول الحزب مناقشتها. وينظر بعين مدققة إلى كل التعديلات والتي يجب أن تدخل إليها كي يخرجَ من هذه المشاريع برامجاً للحزب، وعلى أساسها يدعى إلى مؤتمرات منطقية يشارك بها كل الشيوعيين لمناقشتها والتصديق عليها، وينتخب كل اجتماع مندوبيه إلى المؤتمر العام  بنسب عدديه يتفق عليها وليس هناك أي ضرورة لتمثيل الفصائل لكي لا يكون هذا تكريساً لواقع مستقبلي , ينعقد المؤتمر العام ,وينتخب هيئته القيادية , ويمكن أن تكون مرحلة مؤقتة  حتى استكمال هيكله التنظيمي ووضع منظمات الحزب القاعدية على ارض صلبة.                              

شعارات

 في كل الحالات يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار .

- أن يكون خطابنا السياسي خطاباً جديداً واضحاً بعيداً عن التطرف وعقلانياً وعلمياً.

- أن يكون واضحاً أننا حزب يؤمن بالصراع الطبقي وإننا ننحاز بلا أي لبس إلى العمال والفلاحين والمثقفين الثوريين.

- إننا نسعى بشكل واضح لبناء مستقبل جديد لوطن حر و شعب سعيد  بالاشتراك مع كل القوى  الخيرة  في هذا الوطن                                   

- إن الماركسية اللينينية هي مرشدنا  إلى العمل .

- إننا لسنا أصوليين  ولا إشتراكيين  ديمقراطيين.

- إننا على استعداد لنقد أخطائنا دون جلد الذات وإهانة تاريخ الحزب .

- إننا حزب الشعب والوطن ولا ندين إلا لهما.

- إننا نؤمن بأن لكل مواطن الحق في العيش بكل حرية وكرامة .

- إننا ندعو وبكل قوة إلى التضامن العربي وصولاً إلى التكامل الاقتصادي والوحدة العربية .

-  إننا نتضامن وبلا حدود مع كل حركات التحرر العربية وعلى رأسها الحركة الوطنية الفلسطينية

- إننا مع نضال كل الشعوب من أجل الخلاص من الهيمنة الأمريكية والقطب  الواحد . 

- إننا بكل تواضع نضحي بأرواحنا فداءً للدفاع عن أرضنا وتحريرها.

 

*درعا ـ فريد القره

معلومات إضافية

العدد رقم:
171