حمزة منذر - ريف دمشق

أولاً، يجب أن نحل مشاكلنا لا عبر جلد الذات موضوعياً أو إنشائياً، بل عبر دراسة ومراجعة نقدية لما سبق وعلى أقل تعديل لمناقشة جدية لما هو بين أيدينا. لن أتحدث بشأن الورقة التنظيمية لأني أراها منظومة من المفاهيم، والنقاش سيتكرر حولها لاحقاً، لكن سأتحدث عن قضية جلد الذات بصراحة.

فمنذ عامين عنوان اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أصبح معروفاً في كل سورية، والذي لايستطيع تمييز أين تكمن الرؤية وأين يكمن الخطاب السياسي المواكب لذلك، وأين هي الممارسة العملية على الأرض، أعتقد بأن هذا ليس خطأ اللجنة الوطنية وهذه قضية مهمة جداً.

يتصور البعض بأنه لم يعد هناك شباب، فما قولكم في مكان بطرطوس يعتصم فيه 800 شخص، إن هذا لأقدر وأهم مؤشر على أنه هناك منعطفاً وهناك تحولاً، لكن علينا أن نلاقي هذا التحول بالعمل أكثر من أن نلاقيه بالمنبر العالي والجدل الذي لايفضي إلى شيء إن لم يوضع بإطار بنية تنظيمية.

من أستغرب بأن يقول أحدهم بأني أرفض هذه الورقة التنظيمية وكأن الموضوع بأن نتحدث سجالاً كما رابع الخيل، وليس من ضرورة بمكان بأن نوجد تلك البنية.

- ماذا نقول بأكثر من 140 اعتصاماً جرى في مدينة دمشق؟

- ماذا نقول عن مشاركتنا فيما جرى في استنبول؟

(إني من المقتنعين بأن سمة هذا العصر هي التحول من الرأسمالية إلى الاشتراكية).

وهذه الإشارة التي أتى على ذكرها التقرير السياسي بأن الأزمة البنيوية للإمبريالية دفعتها لاستنفاد بدائل الحلول لديها بحيث لم يبق أمامها سوى خيار الحرب، كما أن المدة الفاصلة بين انهيار الاتحاد السوفييتي ووقتنا الراهن تثبت بأن الإمبريالية هي صلب البربرية فما هو الحل؟

بأن نضع في رأس الصفحة الأولى الطموح إلى الاشتراكية وهذه إحدى القضايا الهامة جداً.

وفيما يتعلق بالأممية ونضال الشعوب: ألا نرى، ألا نشاهد، عندما رفعت الأعلام الفلسطينية في إيرلندا أكثر من أعلام الجمهورية وعندما سئل عضو المكتب السياسي عن السبب، قال: هذا لأن الانتفاضة الآن هي رأس حربة مناهضة العولمة.

فلماذا هذا التشاؤم، ولماذا هذا التريث بهذه القضية، ألا نلاحظ ماذا يجري في العراق من نضالات؟

مايجري في العراق هو حلقة في عقد سيكتمل، بالأمس قال جون أبازيد: «على الشعب الأمريكي أن ينتظر حروباً طويلة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى». ماذا يعني بـ «أسيا الوسطى» يقصد بها ماقاله بريجنسكي عن «رقعة الشطرنج» إن الدائرة تكتمل في هذه المنطقة ويجب أن ننتبه لهذه القضايا، ونقلل من الجدل العقيم ونهيئ أنفسنا لما هو قادم وهو أعظم وخطير جداً، ويجب أن نتحول إلى عنوان بأن لايصيبنا ما أصاب غيرنا، عندما يتعرض الوطن إلى خطر علينا أن نكون العنوان الأول الذي يجهر بالمقاومة، لأنه لاخيار لنا إلا المقاومة، فتراثنا وواقع الحياة والمنعطف التاريخي دولياً وإقليمياً وعربياً يفسح المجال أمامنا لتبني المقاومة.

- الجبهة الإعلامية: فقد تحدث التقرير السياسي بشكل رائع عن الجبهة الإعلامية، فإذا كانت جبهات الصراع الفكري والسياسي والاقتصادي، علينا أن نضيف مجازاً أن الجبهة الإعلامية هي جبهة رابعة في الصراع وهي خطيرة جداً، من غسل الأدمغة والتلاعب بالعقول وهذه القضية مهمة جداً وعلينا أن نكون سباقين لتناول هذه القضية.

إضافة إلى أننا معتقدون بحل هذه القضية المطروحة بهذا الاجتماع بالرغم من أهميته، ولكن ليست كل المسائل ستحسم اليوم، لافي التنظيم ولا في السياسة ولا في الفكر، فالمسألة مفتوحة للنقاش الرفاقي الجاد، وبالمناسبة مالم نفعله نحن سيفعله غيرنا، فلماذا هذا الاهتمام بقاسيون (وأنا لاأبالغ أبداً) فالذي يريد فعلاً توزيع قاسيون سيلاحظ أهميتها في الشارع. ولماذا تقوم خمسة إضرابات في سورية دور الشيوعيين فيها أساسي وهنا بيننا هناك أكثر من خمسة رفاق «لست أنا من بينهم» لهم مساهمة كبيرة في هذه الإضرابات.

نحن نقول بأن أي أكاديمي مهما علا شأنه إن لم يكن مرتبط بمصالح الكتلة الرئيسية المنتجة للخيرات المادية فهو لايساوي فقاعة صابون. 

لكن علينا أن نرى الآخرين كيف يُقرون الخطة والاستراتيجية في المراكز وكيف يجدون البنية والحامل لتنفيذها.

علينا مواجهة هذه القضايا كلها بإرادة من صوان خصوصاً باقتراب الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب، يجب أن تكون حافزاً لنا، لكي نوجد الشيء الجديد، وهذا الشيء الجديد موجود في الشارع، نحن قلنا بأن أمراض العمل الجبهوي ابتلعت هذه الأحزاب جميعاً وعلينا الآن أن نعود إلى الشارع مع الجماهير ليس بصفتنا جنرالات نحن بحاجة إلى عساكر.

في إحدى المحافظات جرى إضراب دون علم أحد لا الاتحاد العام للعمال ولا لجنة التنسيق ولا المثقفين لهم علم به، فلماذا قام العمال بهذا الإضراب؟ هناك واقع موضوعي، إذا لم نقم بدرونا فيه سيقوم به غيرها، وأخشى أن هذه الحركة العفوية هنا وهناك تؤول للفشل عبر أعدائها الطبقيين.

 

من واجبنا الآن أن ندقق بخطنا السياسي وأن نعمق على الأرض الممارسة العملية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
232