عصام حوج - الجزيرة

أنا أعتقد أن ماأنجزته اللجنة الوطنية خلال سنتين أو أكثر إنجاز كبير، ولكن هذا لايجعلنا نقول بأنه كامل، فهو بحاجة دائماً إلى تطوير، يجب أن لانقلل أبداً من الدور الذي لعبته، ويجب ألا ننزلق إلى مستنقع الرضا التافه عن النفس، فيجب أن نكون متوازنين في هذه القضية، فقد قامت بعمل لم تستطع أي قوة سياسية من اليسار المفترض أو اليمين المفترض أن تفعله ميدانياً على أرض الواقع.

بالنسبة إلى الوسطية وعبارة «رجل هنا ورجل هناك» عندما لايكون اليمين يميناً ولا اليسار يساراً، أي سنكون نحن، بالضرورة سنكون بالوسط، لكي نكون على الخط الصحيح، فلا اليمين السوري يميناً ولا اليسار السوري يساراً، بالمعنى المتعارف عليه بالخطاب السياسي في سورية.

فيما يخص الورقة التنظيمية أقترح مايلي:

أن يكون 51% من أعضاء الهيئة القيادية في الحزب منتخبين من قبل اللجنة المنطقية والباقون من المختصين وأصحاب الكفاءات الذين ينتخبهم المؤتمر العام. أي اللجنة المنطقية في الرقة مثلاُ هي التي تحدد المسؤول عنها في هيئة القيادة كونه سيقود هذه المنظمة وهي تعرف هذا المسؤول أكثر من غيره.

أؤكد على ماأتى عليه الكثير من الرفاق بأن المشكلة تبدأ من السياسة وفي ظرفنا الحالي تبدأ من الممارسة السياسية فجميع الفصائل الشيوعية في سورية بدون استثناء، لم تقم بأي شيء جدي لتطبيقه في برامجها، ولو قامت بجزء يسير من ذلك لما كان الوضع كما هو عليه الآن.

المشكلة تكمن في الممارسة السياسية، لدينا خط جميل وشعارات معقولة ومتوازنة، لكن هذا الخط لايتحول إلى الممارسة العملية. وإن حققنا هذه المعادلة في معارك صغيرة آخذين موازين القوى في سورية بعين الاعتبار، ستنتج بالضرورة تنظيماً قوياً، لأنه عبر النضال الجماهيري يتم انتخاب طبيعي لكوادر الحزب.

إن جميع الأحزاب الشيوعية التي حققت إنجازات تاريخية انطلقت من الشارع وجرى انتخاب كوادرها بشكل طبيعي أو مايسمى بالاصطفاء الطبيعي للكوادر في التنظيم، وكما أعلم أن أغلب الرموز الحزبية في الجزيرة كانوا فلاحين بسطاء لم ينتخبهم أحد، فجميعهم برزوا من خلال النضالات الجماهيرية وانتخبوا جماهيرياً وحزبياً وإلى الآن هم معروفون أكثر من عضو المكتب السياسي الوزير و.....

وهذا الأسلوب من العمل سيزيل الكثير من المشاكل، مشكلة المنافسة على عضوية الهيئة، فعندما تكون عضوية الهيئة تتطلب التضحية، ونكران الذات، والاعتقال بشكل طبيعي هنا الانتهازي ينزاح لعدم قدرته على تنفيذ هذه المهام.

 

إذاً إن أردنا إحداث نقلة نوعية في تجربتنا فيجب أن نبدأ بوضع جدول مهام محددة وثابتة ونراقب تنفيذها لكل منظمة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
232