واشنطن تطلق حرب ابتزاز على سورية

كل شيء في سبيل الوطن.. ولا تنازل عن ذرة تراب محتلة
لم يعد خافياً على أحد الأساليب القذرة التي يتبعها حكام البيت الأبيض الأمريكي وحكومة الاحتلال العسكري الإسرائيلي من توزيع للأدوار والمهام ودخول لعبة تباين التصريحات بغية الوصول إلى هدف متفق عليه في مرحلة ما وضمن معطيات محددة.. وهاهم من جديد، وبعد التلويح الأمريكي بتوسيع رقعة الحرب إلى ما بعد الحدود الأفغانية، يعاودون جولة جديدة من الضغط على سورية بهدف نهائي يبتغي ضمن أحد تصوراته إجبارها على توقيع اتفاق سلام بالشروط الإسرائيلية الأمريكية تحت ذريعة التكيف مع متطلبات «العالم ما بعد الحادي عشر من أيلول»..

تحذير وقح!!

نائب وزير الخارجية الأمريكية ريتشارد أرميتاج «يحذر» دمشق من مواجهة عمل عسكري محتمل إذا لم «تذعن» لمطالب الولايات المتحدة والحلفاء بخصوص «المشاركة الفاعلة» في الحرب التي أعلنتها واشنطن حسب مقاييسها ومصالح حلفائها، ولا سيما إسرائيل، ضد ما تسميه بالإرهاب العالمي، بما يعنيه ذلك من خلط متعمد بين عمل المنظمات الإرهابية الحقيقية، وفي مقدمتها الأجهزة الحكومية الإسرائيلية الصهيونية، وبين نضال قوى المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وإلغاء الدعم السوري لها.

»ابن بوش».. الأكثر وقاحة!!
من جانبه «يعارض» الرئيس الأمريكي بوش نائب وزير خارجيته، ولكنه يقول بكل وقاحة وبنبرة لا تخلو أيضاً من التهديد المبطن: «حدثنا السوريون عن الطريقة التي يرونها مفيدة في الحرب ضد الإرهاب.. إننا نأخذ كلامهم على محمل الجد، ونعطيهم فرصة للقيام بذلك.. أنا رجل عملي أؤمن بالنتائج.. فإذا أردتم الانضمام إلى التحالف فنحن نرحب بذلك». وحذر بوش الدول التي ترعى الإرهاب حسب القواميس الأمريكية من أنها «ستدفع الثمن». (!!)..

الوقاحة بعينها!!
أما المسؤولون الإسرائيليون فيواصلون «اعتراضاتهم» على تصريحات ابن بوش و»سياساته التحالفية مع العرب على حساب المصالح الإسرائيلية». ويراد من خلال هذا «التناقض» دفع الأطراف العربية إلى التمسك بالتحالف المذكور تحت الضغطين الأمريكي والإسرائيلي وإن كان كل منهما باتجاه ظاهرياً.
من جانبها عبرت دمشق رسميا،ً ومنذ البداية، عن تفهمها لردات الفعل الأمريكية بعد سقوط أكثر من ستة آلاف ضحية، وأدانت العمليات التي استهدفت مدنيين في نيويورك وواشنطن.. وبعد التصريحات الأمريكية الأخيرة استدعت الخارجية السورية السفير الأمريكي في البلاد وأبلغته احتجاجاً رسمياً على كلام أرميتاج وتأكيداً جديداً على ضرورة التمييز بين الإرهاب ونضال المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي بما ينسجم مع الشرائع الدولية كافة.
وعلى الرغم من ذلك فقد تابعت مستشارة بوش لشؤون الأمن القومي كوندليزا رايس في تصريحاتها سياق اللعبة المذكورة آنفاً وبنبرة ومضمون الصلف الأمريكي ذاته الذي استخدمه أرميتاج وبوش عندما تحدثت عن الوضوح الأمريكي بخصوص سورية التي «تناصر جماعات إرهابية أخرى» مدعية أن ليس هناك «إرهابيين طيبين وإرهابيين أشراراً». وتابعت رايس: إن مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين حذرا «مَن يواصلون إيواء الإرهابيين» وأن هناك خيارات واسعة النطاق ضد سورية «طوع البنان الأمريكي» موجهة بذلك رسالتها التي قالت بكل الوقاحة والعجرفة المعروفة لدى ساسة أمريكا: «ابتعدي يا سورية عن الإرهاب.. فإما أنت معه أو ضده» (!!).
والحال هكذا، ولأن سورية ليست في موقع دحض تهمة باطلة أساساً، وإذا ما صحت التقارير التي تتحدث عن تحركات عسكرية تركية على الحدود السورية قد تكون واشنطن وراءها، فإن تقاليد الشعب السوري وقواه الحية المحبة للسلم، وفي طليعتهم الشيوعيون، تؤكد عندما يصل الأمر إلى كرامة الوطن والدفاع عن سيادته وأرضه وحقوقه:

 ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا..!!