ندوة عالمية للأحزاب الشيوعية شيوعيو العالم.. وحدة الرؤية والمصير

جائنا من حزب العمال الشيوعي التونسي نص البيان الختامي لندوة الأحزاب الشيوعية المنعقدة بجمهورية الدومينيك في أواسط آذار 2004. الذي يحدد الأسس السياسية للعمل الملموس الذي ستعمل الأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية على تطويره على الصعيد الأممي، كما يعيد إلى الأذهان بعض المعايير الأيديولوجية الأساسية:

(I) انعقدت الندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية اللينينية في جمهورية الدومينيك. وانكبت خاصة على تحليل الوضع السياسي العالمي كي تسلط الضوء على العناصر التي تمكّن من تطوير تكتيك من شأنه أن يربطنا بالجماهير ومن إحراز القيادة السياسية وتعزير الآفاق الثورية وتأكيد ضرورة النضال من أجل وضع حد للهيمنة الرأسمالية وإرساء الاشتراكية في العالم. 

(II) أ - تسجل الندوة أن الأزمة العامة للرأسمالية، والتي بدأت مع مرورها إلى المرحلة الاحتكارية ما انفكت تتعمق، وأن ظروف الحياة والعمل تتردى جراء ذلك، والتناقضات الأساسية للنظام تحتد وعناصر أزمة متعددة الأشكال تتراكم، ماسة على حد سواء البلدان الرأسمالية المتقدمة والبلدان الرأسمالية المتخلفة. 

ب - وفي ظل هذه الظروف، ما انفكت القاعدة الاجتماعية للصراع الشعبي والثوري تتوسع، وعلى الأحزاب الماركسية اللينينية اغتنام ذلك من أجل مواكبة الجماهير وقيادتها في النضال ضد الاعتداء الرأسمالي. 

ج - كما سجلت الندوة تعمق التناقضات داخل المعسكر الإمبريالي، في إطار الأزمة الحالية. ونبهت إلى كون الحرب العدوانية مسألة ذات راهنية، وتمثل جزءا لا يتجزأ من السياسة الإمبريالية الهادفة إلى إعادة احتلال الأراضي في إطار الصراع على قسمة جديدة للعالم. 

د - وتعتبر أيضا أن التناقضات بين الدول الإمبريالية والأمم المهيمن عليها تشكّل دائما وما تزال خاصيّة للعصر الحالي. ولذا فإن الأطروحة اللينينية حول «الحلقة الضعيفة» من سلسلة الهيمنة الإمبريالية تحافظ على كامل راهنيتها. 

هـ - وهناك مسألة ذات أهمية استثنائية وقـع تسجيلها وهي بداية مد الحركة الشعبية وبصورة خاصة الحركة العمالية. وسجّلت الندوة أيضا مستوى الوعي المتنامي الذي يلاحظ وسط قطاعات واسعة من الجماهير التي تنبذ سياسة الإمبريالية. 

و- يرى المشاركون في الندوة تبعا لذلك أنه تتوفر ظروف موضوعية لتقدم العملية الثورية الأمر الذي يطرح كمهمة رئيسية النهوض بالعامل الذاتي، وبعبارة أخرى مسألة بناء وتدعيم الأحزاب الماركسية اللينينية، والارتقاء بمستوى التنظيم والوعي والنضال الجماهيري، والمساعدة على بعث أحزاب ماركسية لينينية هناك حيث لا توجد ودعم العمل الأممي للأحزاب. 

(III) أ - وعلى وجه الخصوص غداة أحداث 11 سبتمبر 2001 لبست الامبريالية الأمريكية لبوس الضحية وبرهنت على سلوك عدواني في غاية الفظاعة والوقاحة معا. فبعد احتلال أفغانستان، رغم معارضة معظم شعوب العالم، اندفعت في حربها الاستعمارية ضد العراق وطبقا للدور الذي حددته لنفسها بنفسها ضاعفت من عوامل الحرب في العالم ومن التهديدات ضد استقلال الأمم، وضد الحقوق الديمقراطية، بما في ذلك حقوق شعب الولايات المتحدة ذاته. 

ب - والندوة تؤازر كفاح المقاومة العادل للشعوب التي تتعرض لألوان العدوان الإمبريالي، وبالأخص الاحتلال العسكري كما هو الحال في أفغانستان والعراق وغيرهما. وإلى ذلك عبرت عن تضامنها مع كفاح الشعب الفلسطيني. 

ج - نشهد طرقاً فاشية على رأس الدول البرجوازية، ظاهرة تتحمل فيها الاشتراكية الديمقراطية مسؤولية ثقيلة. 

د - هذه الوضعية تبرز راهنية وأهمية الشعارات والمهمات التي لها علاقة بالنضال ضد العدوان والحروب الإمبريالية وبحق الأمم في تقرير مصيرها وبالتضامن بين الشعوب. 

إن القوة والقدرة التعبوية لهذه القضية لا تحتاج إلى دليل إضافي، وحسبنا ما شاهدناه من ذلك عند الاعتداء على العراق، لما تحوّلت شوارع بلدان كافة القارات وساحاتها العامة إلى مسرح لمظاهرات ضخمة ضد الحرب، لعبت فيها الطبقة العاملة وبقية العاملين بوجه عام دورا محددا. 

هـ - وينبغي أن نسجل أن هذه المظاهرات التي كانت تندد بسياسة الامبريالية، تطرح أيضا حقوقا ومطالب اجتماعية. 

و - وبصورة موازية ونظرا إلى كون حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وحكومات القوى الامبريالية الأخرى أبدت أنها مستعدة لاغتصاب الحقوق وإلغاء الحريات باسم مكافحة الإرهاب، فإن النضال من أجل الديمقراطية والحقوق السياسية صار مسألة تحتل مكان الصدارة من حيث الأهمية، في الوقت الذي صارت فيه النزعات والطرائق الفاشية والدكتاتورية تنزع نحو التنامي. 

ز - وتذكي عدوانية القوى الامبريالية التناقضات بينها وبين الأمم المضطَهَدَة والمهدَدَة، بما يستوجب لأن يحتل النضال الوطني والقومي مكانة هامة في عملنا السياسي، سواء داخل البلدان غير النامية أم في بعض البلدان النامية. 

م - ومن زاوية المذهب والمبادئ يقتضي سير الأحداث العالمية من الشيوعيين إعادة تأكيد مظهرين أساسيين: الأول إعادة تأكيد الطابع الراهن تماما للمذهب اللينيني الذي يعرِّف الامبريالية باعتبارها المسؤولة عن الحروب وباعتبارها الرجعية على طول الخط. أما الثاني فهو ضرورة بناء أحزاب متمرّسة وبارعة بما فيه الكفاية كي يتسنى لها تقلد قيادة نضال العمال والأمم والشعوب. 

ن - وفي علاقة وثيقة بالنقطة السابقة ينبغي تسجيل الأهمية التي أعرناها دائما للممارسة الأممية البروليتارية وللنضال الذي لا هوادة فيه ضد القيم والثقافة والأيديولوجيا البورجوازية، والنضال ضد التحريفية باعتبارها تعبّر عن الانتهازية اليمينية وكذلك النضال ضد اليساروية. 

إن عالما آخر أمر ضروري، وهو عالم الاشتراكية. 

الموقّعون:

 

الحزب الشيوعي الألماني KPD ، الحزب الشيوعي الثوري البرازيلي PCR ،الحزب الشيوعي لعمال الدانمارك APK ،الحزب الشيوعي الم.ل. الإكواتوري PCMLE ،المنظمة الشيوعية الإسبانية، أكتوبر ،التنسيق الوطني للمنظمات الشيوعية الإسبانية (ملاحظ) ،حزب العمال الشيوعي الفرنسي PCOF ،المنظمة من أجل إعادة بناء الحزب الشيوعي للبروليتاريا الإيطالية. ،الحزب الشيوعي المكسيكي (م.ل) ،المنظمة الـم.ل ثورة النرويجية ،حزب العمل الشيوعي بجمهورية الدومينيك PCT ،الحزب الشيوعي الثوري التركي TDKP ،الحزب الشيوعي الثوري لفولتا العليا PCRV ،حزب باندوراروجا الفينزويلي.