بدعوة من لجنة المبادرة للحوار الوطني بالتعاون مع أرباب الشعائر الدينية.. مهرجان وطني خطابي جامع تأييداً لصمود المقاومة اللبنانية والشباب الوطني يلبي الدعوة بطريقته الخاصة..
شهدت دمشق مساء السبت 22/7/2006 اعتصاماً حاشداً لعدد كبير من الشباب الوطني السوري الذي فضل أن يسبق المهرجان الخطابي الذي دعت إليه «لجنة المبادرة للحوار الوطني» بالتجمهر أمام تمثال القائد التاريخي العظيم صلاح الدين الأيوبي قاهر الفرنجة بكل ما يعنيه ذلك من رمزية، حيث ارتفعت الأعلام الوطنية السورية واللبنانية والفلسطينية ورفرفت الرايات الحمراء وراية حزب الله الصامد في وجه العدوان الصهيوني – الأمريكي، كما تم رفع وإبراز صورة الشهيد البطل يوسف العظمة صانع مأثرة ميسلون، وصورة المناضل الأممي أرنستو تشي غيفارا..
المعتصمون رفعوا أيضاً لافتة كتب عليها: «لا للخنوع والمساومة.. المجد للمقاومة»، وبعضهم ارتدى أقنعة ساخرة لكل من جورج بوش «الذي كتب على صدره شكره للخونة المتخاذلين من الحكام والسلاطين»، ولـ رامسفيلد الذي يهدد ويتوعد، كما جسد آخر صورة وحش كريه يمثل الإرهاب الصهيوني..
وطوال نحو ساعة من الزمان راح المعتصمون يرددون الأناشيد والأغاني الوطنية الحماسية ويهتفون ضد العدوان الهمجي الصهيوني على لبنان، ويحيون المقاومة ورجالها الأشاوس، ويبدون استعدادهم لنصرتها بالدم، ويؤكدون أن سورية العظيمة بأبنائها وشجعانها لن ترضخ للتهديدات الفارغة التي يطلقها الأمريكان والصهاينة..
بعدها سار المعتصمون بمظاهرة عارمة ملأت شارع النصر باتجاه جامع «تنكز» مقر المهرجان، حيث استمرت الهتافات والأهازيج حتى افتتاح المهرجان وبدء قراءة الكلمات.
حضر المهرجان ممثلو عدد من القوى الوطنية السورية والفلسطينية وممثلو بعض الجهات الرسمية، وألقيت مجموعة من الكلمات التي عبرت عن تضامن وتلاحم الشعب السوري والفلسطيني واللبناني ووحدة المعركة والعدو والقضية والمصير.. نذكر منها كلمات كل من مجيد أبو صالح رئيس الهيئة الشعبية لتحرير الجولان، وطلال ناجي القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، وممثل حماس، وممثل الهيئة العليا للجنة الشعبية لدعم الانتفاضة د. فايز شهرستان..
كما ألقى د. قدري جميل كلمة هامة قال فيها:
الأخوة الحضور
أحييكم باسم لجنة المبادرة للحوار الوطني، التي تضم الطيف الواسع الوطني لقوى شعبنا بتياراته الأساسية من قوى وشخصيات.
لقد قالت الوثيقة الوطنية «الوطن في خطر» التي صدرت في 26/11/2005 والتي سميت بإعلان البلازا، والتي كان هدفها كما أعلنت التأسيس لجبهة شعبية وطنية واسعة قادرة على تنظيم قوى المجتمع على الأرض.
واليوم مع تزايد المخاطر جراء العدوان الوحشي على الشعب الفلسطيني واللبناني من قبل الصهاينة ومع استمرار الاحتلال الأمريكي للعراق، يتبين لكم كم كان هاماً ومصيباً توجه لجنة الحوار الوطني والذي تعمل عليه، واجتماعنا اليوم تجسيد لذلك.
اجتمعنا لنتضامن مع المقاومة في فلسطين ولبنان.
والتضامن مطلوب وواجب كل وطني وشريف بكل درجات وأشكال التضامن والدعم والمؤازرة، ولكن أحسن تضامن، التضامن الذي يثلج صدور إخواننا المقاومين في لبنان وفلسطين هو التحضير، تحضيرنا، للمقاومة الشاملة، بمعناها الشامل السياسي والثقافي والعسكري إذا لزم الأمر، ولن يكون إلا الشعب، كما تبرهن التجارب، عماد وحامل هذه المقاومة الشاملة.
إذن، التضامن الحقيقي هو نشر ثقافة المقاومة، التضامن الحقيقي هو مواجهة ثقافة الخنوع والاستسلام و الهزيمة.
من سخرية القدر أن يقول بعض الحكام العرب عن المقاومة وهي في عز انتصاراتها المتصاعدة بأنها مغامرة، ونحن نتفهم موقفهم، فالمقاومة بأسرها للجنديين الإسرائيليين قد أسرت النظام الرسمي العربي برمته، قد أسرت أصحاب الجلالة والفخامة والسمو الذين ينبطحون أمام العدو، ويهرولون وراء مخططاته.
وقياساً على منطقهم الأعوج:
فسليمان الحلبي الذي أعدم الجنرال كليبر نائب نابليون في مصر هو إرهابي ومغامر.
وقياساً على منطقهم أيضاً، فجول جمال الذي فجر البارجة «جان دارك» دفاعاً عن شعب مصر عام 1956 هو مغامر! وجميلة بوحيرد بطلة الجزائر ـ مغامرة، وسمير القنطار بطل عملية نهاريا ـ مغامر، وشهداء 6 أيار مغامرون، وشهداء البرلمان 29 أيار 1945 مغامرون، وحتى صلاح الدين الأيوبي يصبح مغامراً بمنطقهم.
أما الحقيقة فإن هؤلاء (من أصحاب الجلالة والفخامة) مقامرون بكرامة الوطن وعزته ومصالحه كرمى لمصالحهم الضيقة وثرواتهم المنهوبة من شعوبهم والمتكدسة في البنوك الأمريكية والصهيونية، وبذلك استحوذوا على لعنة شعوبهم وأوطانهم الأبدية..
هل الصدفة أرادت أن نجتمع اليوم في 22 تموز عشية الذكرى ما بعد الـ 85 لمعركة ميسلون؟
إننا اليوم نستلهم مثال يوسف العظمة. فهو إن كان قد خسر عسكرياً إلا أنه أسس للانتصارات اللاحقة، لذلك أصبحت سورية أول بلد عربي يتحرر من الاستعمار، لذلك (كيّعت) سورية الاستعمار خلال وجوده ولم يرتح يوماً واحداً، وهذا ما دفع الجنرال ديغول في نهاية المطاف قبيل الجلاء عن سورية ليقول: «واهم من يظن أنه بالإمكان إركاع سورية».
وإذا كان الظرف التاريخي يومذاك حتّم على الشهيد يوسف العظمة الخسارة العسكرية منتصراً على العدو بإرادته، فإن الظرف التاريخي اليوم يلزمنا بكلتا الحسنيين الشهادة والنصر معاً.
المعادلة تتغير اليوم، وأصبحت الشهادة من أجل النصر، فلننظر إلى أحفاد غورو وأمثاله ـ إنهم في مزبلة التاريخ.
فلننظر إلى أحفاد يوسف العظمة وأمثاله من الأبطال الميامين سلطان الأطرش، إبراهيم هنانو، صالح العلي، محمد الأشمر، حسن الخراط وغيرهم وغيرهم.. إنهم في صدر التاريخ.
لا أبالغ، إن المعركة الجارية اليوم على ساحات فلسطين ولبنان وعلى الساحات الأخرىfHfh التي امتدت إليها ستحدد مصير ووجه العالم لعقود عديدة إلى الأمام، ونحن لسنا وحدنا في هذه المعركة فقوى الحرية والسلام في العالم معنا..
من شافيز فنزويلا إلى كوريا الشمالية، مروراً بشعوب الشرق العظيم.
شعوب العالم معنا، شرفاء العالم معنا، وبقدر ما نصمد سيكون عدد الذين معنا أكثر فأكثر.
جبهتنا واسعة وعريضة أكثر مما نظن.
هذه القوى قادرة على إلحاق الهزيمة المدوية بقوى العولمة المتوحشة المتصهينة المسلحة، قوى الشر والعدوان والإرهاب.
هاقد أقبلوا فلا مساومة . . . . المجد للمقاومة.