انتخبوا مرشحكم.. أبو عيون جريئة!!
يصر طلائع المرشحين إلى مجلس الشعب على لعب الدور التقليدي دون أي تعديل.. صورة فوتوغرافية بكادر جيد، ابتسامة بديعة وبدلة رسمية، ولا مانع من عبارة مختصرة من طراز: «لتعزيز الوحدة الوطنية» «لخلق فرص عمل جديدة» ..الخ..الخ.
استند فشل العملية «الديمقراطية» خلال العقود الخمسة الأخيرة على غياب نشاط الناس السياسي، الأمر الذي جعل منها مجرد مكياج لحكم الطبقة السائدة، وكان من السهل في تلك المرحلة أن يدفع جهاز الدولة بمرشحيه إلى مجلس الشعب تحت قائمة الجبهة الوطنية إضافة إلى بعض المستقلين، ومن السهل على التجار ضمن توافقات معينة مع جهاز الدولة أن يدفعوا بمرشحيهم إلى المجلس، والناس آخر من يدري وآخر من يهتم. كان ممكنا تدبيج شعار وصورة مع شيء من المال أو السلطة أو كليهما لدخول مجلس الشعب، لذا فإن مالك السلطة/المال لم يكن مجبراً على صياغة برنامج وتقديمه للناس لينتخب على أساسه..
اليوم، وفي ظل عودة الجماهير إلى الشارع، الجماهير التي لم يعد ممكنا أن تسكت عن حقوقها المنهوبة، وعن التلاعب بكرامتها، سوف لن يكون مقبولاً البرنامج-الصورة. يجب على القوى المختلفة أن تخرج برامجها إلى العلن، وأن تقول للناس ما الذي ستفعله في حال وصلت إلى مجلس الشعب، وعلى هذا الأساس تتم محاسبتها.. ولكن كيف يكون البرنامج برنامجاً؟
إذا وقفنا عند شعار: «فرص عمل جديدة» لنسأل: ما الذي يعنيه؟ وأي التزام ألزم المرشح نفسه به؟.. إذا تحققت فرص عمل جديدة فقد حقق المرشح المفترض برنامجه، ولنقول الحق سواء وصل أم لم يصل فإن برنامجه محقق! كل يوم تخلق فرص عمل جديدة وكل يوم يخلق أضعافها من الوافدين الجدد الذين لا مكان لهم في سوق العمل..
دعونا نساعد حضرة المرشح في رفع الشعار وليكن: «تخفيض البطالة» يبدو هذا الشعار أكثر ملموسية من سابقه وأكثر جدية، لكنه لا يخبرنا بأي موارد سيخفف البطالة وما هي النسبة وما هي المدة الزمنية.. ربما أثقلنا الحمل على صدره..
البرنامج يعني هدفاً محدداً وزمناً محدداً وآلية محددة لتحقيق الهدف.. وغير ذلك فهو محاولة بائسة للضحك على الناس.. فليرنا كل من المرشحين برنامجه بخصوص:
كم وكيف ومتى سيرفع رقم النمو؟، سيخفض نسبة الفقر؟، نسبة البطالة؟، سيعيد توزيع الدخل الوطني؟
وهذا ليس سوى الجانب الاقتصادي، هنالك الجانب الاجتماعي الذي سنسأل فيه المرشحين عن برامجهم بخصوص: التعليم، الصحة، السكن، الكهرباء، المازوت..
في الجانب الديمقراطي سنسألهم: هل ستدافعون عن نضالات الناس المحقة من عرائض واعتصامات واضرابات ومظاهرات؟ وكيف ذلك؟
فلتقدموا للشعب السوري وثائقكم وبرامجكم سواء كنتم شخصيات او أحزاباً، فلن تبقى الأمور كما كانت.. يا أصحاب العيون الجريئة..