وحدة الشيوعيين والأزمة!
وطننا العزيز يمر بظروف عسيرة للغاية، بسبب الأزمة الوطنية الشاملة المستعصية منذ أكثر من عام، وهي تتفاقم أكثر فأكثر، وقد أرخت بظلالها الثقيلة على مستوى حياة الجماهير الشعبية المعاشية والأمنية، وأدت إلى المزيد من حمامات الدم المراق.
وبالإضافة إلى ذلك ظهر الحديث عن عسكرة المعارضة الذي كان ينفذ سراً إلى العلن، والذي من شأنه أن يؤدي إلى حرب أهلية، وتنفيذ المخطط الأمريكي في إحداث الفوضى الخلاقة، التي قد تستدعي التدخل العسكري الخارجي، الذي سيأتي بحكومة موالية للغرب الإمبريالي، على غرار ماحدث في دول أخرى، حيث ركب الرجعيون موجة الحراك الشعبي فيها، وحولوه عن الأهداف والاجتماعية التي قام من أجلها.
إن مجموع هذه الظروف القاسية والأخطار المحدقة ببلدنا، تستدعي بالضرورة القصوى من سائر فصائل الحركة الشيوعية، المسارعة إلى توحيد صفوفهم إن كان في وحدة اندماجية، أو على الأقل في تعاون جبهوي مبرمج لتنفيذ المهام التي تطرحها المرحلة، استجابة للمصلحة الوطنية بمواجهة الأخطار التي تحدق بوطننا ولمصلحة الجماهير الشعبية المسحوقة معاشياً والمرتعبة أمنياً.
إن الشيوعيين من مبادئهم التعاون مع القوى اليسارية الأخرى من أجل تنفيذ أهداف معينة كما فعل حزب الإرادة الشعبية وخلق الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير فما بالهم وفي هذه الأزمة المستعصية لم تبدر منهم بادرة باللقاء ببعضهم من أجل النضال المشترك.
إن المكابرة بامتلاك حق وراثي في قيادة الحركة الشيوعية السورية، أمر يتناقض بشكل سافر مع أبسط مبادئ اللينينية للتنظيم ومن ثم المنافع المادية والوظائف في هذا المكان في السلطة أو ذاك، كلا الأمرين لا يبرران أبداً التملص أو بالأحرى الهروب من لقاء وتعاون الفصائل الشيوعية مع بعضها.
إن جميع الشيوعيين وخاصة في القواعد، مدعوون بشكل ملح أكثر من أي وقت مضى، لمناقشة مهمة وحدة الشيوعيين السوريين في حزب واحد وحيد، كي يتمكن من أن يستعيد دوره التاريخي الوظيفي في حياة الشعب والوطن، أو على الأقل للوصول إلى التعاون بينهم، لتنفيذالمهمات التي تطرحها مرحلة الأزمة المستعصية، لنصون وحدة وحرية وطننا وأمن وسلامة شعبنا.