مسير الشباب الوطني نحو ميسلون

للعام الثالث على التوالي خرج العشرات من شباب منظمة دمشق وأصدقائهم في مسيرهم الكفاحي إلى ميسلون في ذكرى المعركة المشرفة التي استشهد فيها بطلها وزير الحربية يوسف العظمة والقسم الأكبر من رفاقه.

ومع التباشير الأولى من صباح الرابع والعشرين من الشهر الجاري تجمع عشرات الشبان والشابات أمام منزل الشهيد البطل في المهاجرين الذي اختاروه نقطة انطلاقهم تمثلاً رمزياً لما فعله يوسف العظمة قبل 81 عاماً وهو ذات المنزل الذي تحدثت الأنباء الرسمية أن افتتاحه رسمياً كمتحف لتوثيق المعركة كان سيجري في ذكرى ميسلون من هذا العام وهو ما لم يجر لأسباب غير واضحة إلى الآن.

وخلف الأعلام السورية التي ارتفعت عالياً في صباح دمشق سار الشباب مرددين أغانيهم الوطنية متابعين مسيرهم إلى موقع الضريح الذي بث فيهم روح الحماسة والعزيمة التي لم تنل منها كثيرا شمس تموز الحارقة.

وعند مدخل الضريح انضم إلى المسيرة مزيد من المشاركين وعدد من الطلائع ودخلوا جميعاً على مرأى من ممثلي فعاليات وطنية أخرى ليتحلقوا حول الضريح رافعين الرايات ومرددين الأغاني بنبرة ارتفعت حماستها تلقائياً.

المحافظة على الجلاء وحمايته

وبعد أن ردد الحضور النشيد الوطني ألقى الرفيق عبادة بوظو كلمة تحدث فيها عن معاني المسير وضرورة تكريسه تقليداً كفاحياً ودوره في التذكير بشخصية وطنية تعد من أبرز الرموز الوطنية في حياة البلاد كونها من الأوائل التي أعطت مفهوماً واضحاً لمعنى مقاومة المحتل والمستعمر ودرساً لم يكن لغورو أن ينساه ولا للشعب السوري إلا أن يستلهم منه إلى أن أنجز الجلاء والاستقلال الوطني الذي تقع على عاتق الجميع وعلى رأسهم شباب اليوم المحافظة عليه وحمايته ممن يهددونه في الداخل والخارج وهو ما يجعل من هذا المسير تأكيداً على الجاهزية والاستعداد للوقوف على الخطوط الأولى في الدفاع عن الوطن. وحيت الكلمة الشعب العربي الفلسطيني وشهداء انتفاضته العظيمة التي اندلعت بين مسيرين كما حيت أهلنا الصامدين في الجولان وباقي الأراضي اللبنانية الرازحة تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد التحرير المشرف للجنوب.

معرض فني

وعلى هامش المسير أقام أحد المشاركين معرضاً في باحة الضريح قدم من خلاله صوراً جمعها تبرز التاريخ الوحشي للاحتلال الإسرائيلي إلى جانب صور من مقاومة أبناء الشعب الفلسطيني.

نحو ضريح خالد بكداش

ومن ميسلون وبالحافلات انطلق قسم كبير من المشاركين في مسير الشباب الوطني الثالث 2001 وفي مقدمتهم الرفاق باتجاه ضريح الرفيق خالد بكداش في دمشق ليخلدوا الذكرى السادسة لرحيله.

ومن جديد وبروح معنوية عالية لم ينل منها تعب مسير ميسلون وخلف الرايات الوطنية الخفاقة التي حملها الطلائع غذّ الشباب سيرهم عالياً باتجاه مقبرة الشيخ خالد في قاسيون ووضعوا إكليلين من الزهور على ضريح القائد التاريخي للحزب الشيوعي السوري الذي تزامن رحيله وهو الشخصية الوطنية الفذة مع ذكرى استشهاد الشجاع يوسف العظمة وزير الحربية في ميسلون.

رفض عقلية الاستزلام والانهزام

 

وجاء في الكلمة التي ألقيت أمام الضريح أن زيارة قبر خالد بكداش تتكرر في مناسبات مختلفة لأن مناقبه كانت ترفض على الدوام عقلية الاستزلام والانهزام واللا مبدئية وهو ما يجعل من وراثته قضية تتعلق بمفاتيح فكر لا بمفاتيح قبر أو اسم عائلي بل بعمل ونضال شاق من الثبات على المبدأ والنزاهة في خدمة الشعب وهو العهد الذي سيبقى عليه الرفاق المبدئيون في الحزب والاتحاد.