كي يكون كل مواطن سوري مقاوماً
يزداد قرع طبول الحرب شدة. فالإمبريالية الأمريكية التي غاصت في الرمال العراقية المتحركة لا ترى مخرجاً لها إلا توسيع رقعة الحرب والهيمنة، وإسرائيل الصهيونية تريد الاستفادة من اللحظة الراهنة لتحقيق أكبر مكاسب استراتيجية ممكنة. وهذا ما يفسر التوتير المتصاعد ضد سورية.
فقرارات الإدارة الأمريكية الحالية لن يحكمها إلا مصالحها العميقة والبعيدة المدى والتي عبرت عنها أكثر من مرة بصيغة تغيير لون خرائط المنطقة.
وهذا التغيير، كما نفهمه، ليس تغييراً لأنظمة فقط بقدر ماهو تغيير لبنى قائمة، بنى دول وبنى مجتمعات، لجعلها أكثر توافقاً وتكيفاً مع مخططات أصحاب العولمة المتوحشة.
من هنا ليس لدينا أي وهم أن الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل الصهيونية، لن تألوا جهداً للتصعيد والتوتير وضرب أهداف جديدة.
لذلك يصبح تحصين وتصليب وطننا سورية مهمة ملحة لا تعلو عليها أي مهمة أخرى.
لقد أثبتت التجربة أن الآلة العسكرية الأمريكية والإسرائيلية تستطيعان تحقيق نجاحات عسكرية ضد أي جيش آخر في ظل اختلال ميزان القوى العالمي والإقليمي حالياً ولكنهما لن تستطيعا تحويل هذه النجاحات إلى نجاحات سياسية إذا ماتحولت المواجهة إلى مواجهة مع شعب بأكمله.
وكي تتحول المواجهة إلى مواجهة شعب بكامله يجب أن يصبح كل مواطن مقاوماً، وكل الوقائع تؤكد اليوم أن ذلك ممكن التحقيق في ظروف سورية. وكي يتحقق ذلك لابد من تأمين المناخ الملائم له وبسرعة في الوقت المتناقص، ضمن إطار التصعيدات المتسارعة ولذلك لابد من:
نقل مركز ثقل المعركة ضد العدو الأمريكي ـ الإسرائيلي إلى الشارع، إلى المجتمع، مما يتطلب ملاقاة مطالبه وتحقيقها بسرعة، وفي ذلك أهم تحصين وتصليب للوطن، ونعتقد أن أهم الأهم في هذه المطالب والاستحقاقات هو:
■ كسر آليات النهب البرجوازي الطفيلي والبرجوازي البيروقراطي الذي تمارسه قوى السوق الكبرى وقوى السوء، ومحاسبة الفاسدين الحقيقيين أمام القضاء وعلناً، مع ما يتطلبه ذلك من مصادرة أملاكهم وملكياتهم التي نهبوها من أموال الدولة وعرق الشعب وإعادتها إلى أصحابها الحقيقيين الذين صنعوها خلال العشرات من السنين.
■ الإعلان عن خطة واضحة المعالم ومحددة زمنياً لردم الهوة بين الأجور ومتطلبات مستوى المعيشة والبدء بتنفيذها فوراً.
■ إطلاق الحريات السياسية العامة من حق التعبير والتنظيم ورفع الأحكام العرفية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وذلك كله من أجل إطلاق طاقات الشعب الجبارة في المواجهة القادمة مع العدو الأمريكي ـ الإسرائيلي.
إن كل ذلك سيؤمن الأرضية الضرورية للانتصار في المعركة الوطنية الكبرى التي عنوانها اليوم: تأمين كرامة المواطن، يحقق كرامة الوطن.