بيان من الشيوعيين السوريين لاعيد ولامكاسب عمالية بدون نضال ومقاومة للحفاظ على الكرامة الوطنية

■ يمر عيد الأول من أيار هذا العام على بلدنا في الوقت الذي استكملت فيه القوات الغازية الأمريكية ـ البريطانية احتلال العراق بالكامل، وفي الوقت الذي مازالت قوات الاحتلال الصهيوني تحتل أراضي الجولان والأراضي الفلسطينية وجزءاً من جنوب لبنان، وتمعن في اقتراف المجازر ضد الشعب الفلسطيني وانتفاضته الباسلة، وتزداد فيه التهديدات الأمريكية ـ الصهيونية على بلدنا سورية وعلى الشعوب العربية إن هي فكرت في مقاومة التحالف الصهيوني ـ الأمريكي حتى يتسنى للإمبريالية والصهيونية احتلال الوطن العربي بلداً إثر آخر بالترغيب أو الترهيب


■ إن عيد الأول من أيار يأتي هذا العام في ظروف تتأكد فيها أهمية شعار «لاخيار إلا المقاومة» وأن لاعيد ولامكاسب عمالية ولااستقلال للوطن دون مقاومة العولمة الإمبريالية المتوحشة المنفلتة من عقالها والتي تستخدم آليتها العسكرية لتدمير الشعوب والتحكم في موارد الكرة الأرضية وبشرها، وماجرى في العراق ماهو «إلا النموذج و البداية». فهل من خيار آخر غير المواجهة والمقاومة قبل وقوع  «الفأس على الراس».

■ آن الآوان لتطوير كافة أشكال النضال السياسي ضد الاحتلالين الصهيوني والأمريكي للأرض العربية، وآن الآوان لتطوير كافة أشكال الاستعداد للمواجهة وتفعيل دور الإعلام الوطني في تعبئة الجماهير ضد الغزاة من سلاح المقاطعة وصولاً إلى تأسيس مقاومة شعبية عربية، وفتح مراكز التدريب على استخدام السلاح وأساليب المقاومة الشعبية، لأن الرهان أولاً وأخيراً يجب أن يكون على الشعوب وليس على النظام الرسمي العربي المتخاذل الذي سمح ودعم وشارك باحتلال العراق، حيث لم يصل أي عسكري أمريكي ـ بريطاني إلى أرض العراق إلا عبر الأجواء والأرض والمياه العربية المحكومة بالطغاة والخونة..

■ منذ مأثرة عمال شيكاغو، مروراً بكل الانتصارات والإخفاقات التي شهدتها الحركة العمالية العالمية في نضالها ضد قوى رأس المال، يحتدم النضال وتتعدد ساحاته في كل أرجاء المعمورة ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية العالمية، ويبرز أكثر فأكثر دور الشعوب الآن أكثر من أي وقت مضى في مقاومة «العولمة» المتوحشة وأدواتها. ومن هنا تأتي أهمية شعار: «ياعمال العالم وياأيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا»!!

■ الوطن في خطر، وعمال سورية كانوا دائماً حماة الوطن وسياجه في وجه الغزاة، وهم الآن عازمون على أن يكونوا في الصفوف الأولى للدفاع عن الكرامة الوطنية واستقلال الوطن مع كل قوى وجماهير شعبنا السوري البطل. ومن هنا يصبح تحقيق مطالب الطبقة العاملة السورية مسألة وطنية من الدرجة الأولى. وهذا يتطلب: إلغاء التفاوت بين الأجور والأسعار، وإعادة النظر بالسياسة الأجرية جذرياً، ووقف النهب البرجوازي الطفيلي والبرجوازي البيروقراطي للاقتصاد الوطني وتوسيع الحريات الديمقراطية، والتجاوب مع برنامج الحركة النقابية حول الإصلاح بما فيها السماح للطبقة العاملة باستخدام كل أسلحتها القادرة على تحقيق مطالبها المشروعة والملحة بما فيها حق الإضراب ضد قوى السوق والسوء.

■ من حق الطبقة العاملة أن تدافع عن استقلالية الحركة النقابية وإلغاء الوصاية على القرار النقابي وتمكين الطبقة العاملة المدافعة عن حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية من استخدام كل الأشكال الديمقراطية من أجل الدفاع عن حق العمل ومكان العمل وتعديل السياسة الأجرية وتعديل القوانين الناظمة للعمل والحفاظ على الحقوق والمكتسبات لعمالنا وتحقيق مبدأ الضمان الاجتماعي لكل العاملين بأجر.

■ تتغير وجوه الغزاة ويبقى الإرهاب صهيونياً ـ أمريكياً ولاانتصار إلا بخيار المقاومة الشاملة.

 دمشق في 1 أيار 2003
  اللجنة الوطنية

  لوحدة الشيوعيين السوريين