حول إعلان دمشق

تابعنا بإهتمام «إعلان دمشق»، و حيث أننا لم نكن ممن جرت استشارتهم، ولأننا معنيين بتأسيس تحالف واسع يدافع عن المواطنين من استبداد السلطة و نهبها، كما من الخطر الذي بات يقترب و الذي تشكّل الإمبريالية الأمريكية مصدره الأساسيّ، فإننا نشير إلى أن الإعلان ليس أدنى مما نريد فقط، بل هو كذلك يتضمّن مسائل نرفضها، رغم تأكيدنا على ضرورة الديمقراطية بل أولويتها، ولكن بالترابط مع مهمات أخرى في مقدمتها الدفاع عن مصالح الطبقات الشعبية وبلورة تيار يعبر عنها في مواجهة الفئات التي نهبت اقتصاد البلد تحت غطاء السلطة الشمولية.

وكوننا ننطلق من مناهضة العولمة الإمبريالية، وندافع عن الطبقات الشعبية في مواجهة الخصخصة و تعميم اقتصاد السوق، و لأننا نعتبر أن نشاطنا لا يستقيم إلا في إطار نظام ديمقراطي، فإننا نرى أن الديمقراطية يجب أن تتأسّس في إطار رؤية مناهضة للمشروع الإمبريالي وتدافع عن الطبقات الشعبية، لكي تكون قابلة لأن تصبح ممكنة، وأن يصبح لها قاعدة حقيقية تسمح بتحقيقها. وإننا نرى أن أي تحالف واسع يجب أن يقوم على ثلاثة أسس: الأوّل يتعلّق بمواجهة الإمبريالية و مشاريعها، وبالأخص منها المشروع الإمبريالي الأمريكي للسيطرة على المنطقة العربية و آسيا الوسطى في إطار " الشرق الأوسط الموسّع "، و الصراع ضد جزئها العضوي المتمثّل في الدولة الصهيونية التي قد تستهدف بلدنا في إطار المشروع الإمبريالي الأمريكي. و الثاني يتعلّق بالسعي لتحقيق الديمقراطية القائمة على مبدأ المواطنة و التي تتضمّن فصل الحيّز السياسي عن الحيّز الديني، و الثالث يتعلّق بالدفاع عن المطالب الشعبية. مع العلم أن هذه الأسس الثلاثة هي قضايا مترابطة في الوضع الراهن.

و انطلاقاً من هذه الأسس كنا قد دعونا منذ أشهر إلى تشكيل تحالف بين القوى التي يمكن أن تتوافق عليها، و لازلنا نرى ضرورة ذلك.

 

■ البديل