هل يمكن إنقاذ 330 ألف طفل سنوياً في أمريكا اللاتينية؟
توصلت كوبا في العام 2006 إلى أدنى مستوى لوفيات الأطفال في تاريخها، إذ بلغ 5.3 لكل ألف ولادة! وهو رقمٌ يكرّس كوبا كزعيمةٍ في أمريكا اللاتينية بمثل هذا المؤشر، الذي يعتبر دولياً صورةً لحالة صحة السكان.
في القارتين الأمريكيتين، وحدها كندا، التي يبلغ معدل وفيات الأطفال لديها 5.2 بالألف، لديها معدل أدنى من معدل كوبا. لكنّ هذا المعدل ثابتٌ في كندا منذ عدة سنوات، في حين أنه يواصل الانخفاض بشدة في كوبا، حيث كان يتجاوز 6.3 بالألف منذ عامين. كما أنّ هافانا، عاصمة الجزيرة، قد قامت بإنجاز مدهش، إذ انتقل المعدل فيها من 6.7 بالألف في العام 2005 إلى 4.9 بالألف في العام التالي، أي بانخفاضٍ قدره نحو 30 بالمائة في عامٍ واحد!
يبلغ متوسط معدل وفيات الأطفال في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي 31 بالألف، أي ستة أضعاف مثيله في كوبا، وذلك على الرغم من أنّ كوبا هي البلد الوحيد الذي يعاني من حصار اقتصادي ومالي تفرض عليه الولايات المتحدة، التي يبلغ معدل وفيات الأطفال فيها 6.43 بالألف، أي أسوأ من مثيله في كوبا بنسبة 20 بالمائة.
لو أنّ كوبا تلتزم بالنموذج السائد في المنطقة، لمات ستة أطفال إضافيين. وفي المقابل، لو أنّ بقية بلدان أمريكا اللاتينية تبنت النموذج الصحي والاجتماعي الكوبي، لأنقذ في هذه المنطقة 330 ألف طفل كل عام.
إنّه دليلٌ ملموسٌ على عدالة نظام الصحة الكوبي، الذي يتميز بشموليته ومجانيته وانتشاره في كافة أرجاء الأرخبيل. وتظهر هذه المعطيات أنّ التهجم على كوبا باسم حقوق الإنسان يخفي بالأحرى رغبة الرأسمالية المتوحشة في استعادة الحق في ترك الأطفال يموتون باسم الربح المالي المقدس.
■ فيليب لورو
عضو هيئة التضامن مع كوبا في كيبيك/كندا