على الباغي تدور الدوائر.. لكنها لم تُطبق بعد..!
تقرير حكومي إسرائيلي يحمل رئيس حكومة العدو إيهود أولمرت ووزير حربه عمير بيريتس ورئيس هيئة أركانه السابق دان حالوتس مسؤولية الهزيمة في عدوان تموز الأخير على لبنان..
وسجال واستقالات بالجملة والمفرق تقلب كيان الكيان الإسرائيلي بين مطالب باستقالة أولمرت المتعنت، والدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة مع تسريب اسم المرشح الأوفر حظاً (بنيامين نتنياهو)، ومتهم له بالجبن الأخلاقي لأنه يرفض حضور جلسة الكنيست التي ستناقش ما عرف بتقرير فينوغراد، ومتمسك ببقاء أولمرت «زعيماً» لحزبه كاديما، وتسريبات حول محاولات إطاحة متبادلة بين المذكور ووزيرة خارجيته.
التقرير الذي يقر (دون الكثيرين من ممثلي وأبواق «الاعتدال» العربي) بفشل العدوان على لبنان يأتي ليسجل انتصاراً لمنطق المقاومة اللبنانية التي جابهت آلة الحرب والغدر الإسرائيلية، وهو تعبير عن آلية «ديمقراطية إسرائيلية» مستعدة للتضحية برموزها الصغار من أجل الإبقاء على الكيان الأهم والأكبر، ولكنه من جانب آخر يمهد الطريق (بما فيه تحضير الرأي العام الإسرائيلي) لحكومة أشد بطشاً وعسكرية تعيد للكيان «هيبته وكرامته» المسفوحة ببنادق المقاومين ومنطقهم. وبالتالي فإن ما ينتظر الداخل الإسرائيلي والمنطقة على حد سواء هو ما بدا فعلاً من تلويح بشن عدوان جديد على لبنان، وعلى سورية وربما إيران، ومرة أخرى تحت ذريعة «استئصال حزب الله وقطع خطوط إمداده الإقليمية». من هنا بدأت المواصفات المطلوبة في استدراج عروض مواصفات رئيس الحكومة الجديد ووزير حربه- شخصيتان عسكريتان مخضرمتان أمنياً وميدانيا.
إن إزاحة أولمرت عن الخارطة بعد أن أقدم على الانتحار السياسي من خلال الاعتداء على لبنان ينهي تاريخ شخص ولا ينهي للأسف تاريخ كيان، مما يستدعي التنبه وشحذ الهمم لمواجهة أشكال أخرى من انتقام المهزوم الذي لم يسقط نهائياً بعد.