برسم مجلس مدينة دير الزور (السيلانات)
ظاهرة غير حضارية تعيشها وتشهدها شوارع دير الزور الرئيسية مساء كل يوم، حيث يقوم أصحاب بعض المحال بغسيل السيارات ورشّ الشارع بالمياه ما يؤدي إلى سيلانات تمتد مسافات طويلة وتخلف بركاً مائية تكاد لا تحصى ولا تعد،
لاسيما وأن شوارع المدينة غنية بالجور والحفر، الأمر الذي ينجم عنه ملاسنات حادة يومية بين السائقين والمارة على أثر قيام بعض سائقي سيارات الأجرة بـ«ممازحة» المارة، خاصة الصبايا منهم، عبر «طرطشتهم» بمياه هذه البرك، هذا طبعاً عدا عما يمثله ذلك من هدر غير مبرر وغير قانوني للماء وهو الحياة، علماً أن هناك كثيراً من الأحياء في دير الزور بحاجة إلى كل قطرة ماء شأنهم في ذلك شأن جميع الناس في سائر مناطق ومدن البلد.
وصحيح أن وسائل الإعلام تناولت هذه المشكلة كثيراً في الآونة الأخيرة، إلا أن الجهات المعنية اكتفت بالوقوف متفرجةً دون أي حراك يذكر لوضع حد فعلي لهذه التجاوزات المائية والمضايقات المزعجة التي يرتكبها بعض السائقين.
لقد أمسك بعض أصحاب المحال بمقولة: «النظافة من الإيمان» لكن من ذيلها، لأن النظافة لا تتحقق بهدر المياه على «أبو جنب»، ونسأل مجلس مدينة دير الزور؛ إلى متى ستقفون على الحياد أمام هذه الظاهرة المزعجة بكل المقاييس؟ وإلى متى سيتحمل الناس تبعات بطء آلياتكم في قمع المخالفات؟!
أم أن دير الزور ستشهد فيضاناً آخر شبيهاً بفيضان «أبو عبار» الذي شهدته عام 1929، لكن بنكهة جديدة، حيث سيكون هذه المرة فيضاناً خارجاً عن الطبيعة، تمليه ميول البعض «الاسترطابية» الفردية ويشرعنه «التطنيش» الرسمي اللاهي؟!