حين تُستجدى الحقوق!
رفع عمال شركة الإنشاءات المعدنية والصناعات الميكانيكية نداء استغاثة ممهور بتواقيع المئات منهم، إلى كل من رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، وجميع المسؤولين في وزارة الصناعة، يستجدون فيه هذه الجهات للتدخل من أجل الحصول على رواتبهم الشهرية المتأخرة (رواتبهم الشهرية فقط!)، ومنها عن شهر أيار التي لم يحصلوا عليها حتى الآن.. هذا نصه:
«نستغيثكم ونناديكم ونناشدكم إنقاذ /500/ عامل مع أسرهم، حيث أصبح هؤلاء بلا طعام ولا شراب، والأولاد بعضهم مرضى لا يجدون من يجلب لهم ثمن الدواء، وثمن رغيف الخبز يسدون به رمقهم.. هؤلاء العمال لم يقبضوا راتبهم حتى الآن، مما يضطرهم للاستدانة من هذا وذاك، والمأساة أنه لم يعد أحد يقرض هذا العامل الذي أصبح يشعر باليأس وفقدان التركيز والثقة بالنفس، بعد أن عجز عن تأمين المصروف لأولاده الذين أصبحوا يبيتون جياعاً، ما من معيل لهم إلا الله.
لقد جاءت مكرمة السيد الرئيس بشار الأسد بالزيادة، لكن لم يحصلوا على شيء منها، ولم تصل إلى أيديهم ولا إلى أسرهم، فمتى يكون الفرج ويقبض هؤلاء العمال رواتبهم والزيادة التي كرمهم بها السيد الرئيس باني سورية الحديثة؟؟
إننا نناشد كل مسؤول مخلص لوطنه أن يشعر بشعور عائلات العمال.
من شركة الإنشاءات المعدنية نسطر هذه الشكوى، ونكتب أسماءنا مع التواقيع لنصف حالتنا، راجين منكم الإغاثة، ثم الإغاثة لنا ولعائلاتنا، علماً بأننا لم نقبض الشهر الماضي، وهذا الشهر أيضاً، وإننا كعمال منتجين ننتظر المواد الأولية لمتابعة عملنا وإنجازه».
إننا في «قاسيون» نضم صوتنا لصوت هؤلاء العمال الذين توشك السياسات النيوليبرالية للفريق الاقتصادي أن تقتلهم مع عائلاتهم وأطفالهم جوعاً وذلاً، ونطالب كل الجهات الحكومية ذات الصلة أن تتحرك بالسرعة القصوى لمنحهم أبسط حقوقهم، وهو الراتب الشهري، بدل استجداء مدائح صندوق النقد والانصياع لتعليماته التي تكاد أن تحول الطبقة العاملة السورية إلى عبيد..