انطباعاتٌ عن احتفال الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي السُّوري

المهرجان الاحتفالي الذي دعت إليه اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وكل من الحزبين الشيوعيين السوري واللبناني، وأقيم في صالة الجلاء بدمشق يوم الجمعة 4/12/2009 احتفالاً بالذكرى الخامسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي في سورية ولبنان، شكّل مناسبة هامة للشيوعيين وأصدقائهم لاستعادة ثقتهم بأنفسهم وبفكرهم وبعقيدتهم النضالية وبحزبهم الشيوعي، بعد سنين طويلة من الانكفاء والانغلاق والترهل والتراجع، وقد عبّر كثيرون بكلمات وجدانية خالصة عن انبعاث شعور كبير بالتفاؤل لديهم بعدما شهدوا زحف آلاف الشباب للمشاركة الفعّالة بالمهرجان، حاملين الرايات الحمراء والأعلام الوطنية.. وقد قامت قاسيون برصد بعض هذه الانطباعات التي تعكس مستوى عالياً من عودة الروح الثورية إلى النفوس، وتجدد الإيمان بالمستقبل..

• إبراهيم البدراوي

ليس مجرَّد احتفالٍٍ.. بل علامةٌ فارقة
في دمشق، حضرت احتفال الشيوعيين السوريين واللبنانيين بمناسبة مرور 85 عاماً على تأسيس حزب الشيوعيين السوريين واللبنانيين المجيد، وذلك تلبية لدعوة وجهها إلي الرفيق قدري جميل ممثل اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين .
كان احتفالاً هائلاً يليق بمناضلين أمسكوا بمواقفهم الشيوعية كالقابض على جمر النار في الظروف الحالكة التي مرت بالحركة الشيوعية العالمية، والتي بدأت تنزاح بقوة لتفتح الطريق واسعاً لعودة الشيوعيين إلى صدارة المشهد العالمي من جديد .
في مناقشاتي مع الرفاق قادة الأحزاب صاحبة الاحتفال عقب انتهائه، أوضحت أن المشهد المبهر له، والذي هو الأعظم كما ونوعا في تاريخ الحركة الشيوعية العربية، على الأقل منذ أوائل التسعينيات . لم يكن في الخطب الرائعة التي ألقاها القادة، كما لم يكن في المفردات الرائعة للاحتفال. ولكن الأروع  كان في الحشد الشيوعي من كل محافظات سورية، والذي غلب عليه بشكل ساحق حضور آلاف الشباب ممن تدور أعمارهم حول العشرين عاماً. وهو ما أكد أن الماضي لم يكن الحاضر وحده، ولكن الحضور الهائل والساحق كان للمستقبل. وتلك هي العلامة الفارقة بالفعل. ربما على مستوى الإقليم كله.
لذلك فان أهم ما أكده هذا الاحتفال (الحدث) هو استحقاقات ما بعده، لأنه لم يكن مجرد حدث عابر. وفي مقدمة هذه الاستحقاقات، وحدة الشيوعيين السوريين كضرورة .
غير أن هذا الحدث الكبير يضع استحقاقات هائلة على مجمل الحركة الشيوعية العربية، بتشديد نضالها للعودة إلى صدارة المشهد العربي، وتمتين الاصطفاف وتوحيد الجهد مع القوى المقاومة للعدو الامبريالي والصهيوني. نظراً إلى ما تمر به المنطقة الآن من تركيز لا مثيل له لهجوم العدو الممتد إلى مجمل الإقليم العربي الإسلامي. وبالتالي تجاوز «حالة الرخاوة» الحالية التي تسببها القوى المهيمنة (سارقة الثروة والسلطة) في الغالبية الساحقة من بلداننا. وبعد أن انتهت مرحلة التراجع للعملية الثورية العالمية بكل مكوناتها لمدة تجاوزت عقداً ونصف من الزمن. وحيث شارفت قوى التقدم والتحرر على ولوج مرحلة الهجوم الشامل من جديد..
إذا كانت الأدبيات التي تصور وتصف الأزمة الراهنة للرأسمالية - كنظام اقتصادي اجتماعي قد بلغ أقصى درجات الانحطاط – تغطي مساحات هائلة من الإعلام العالمي، بما في ذلك الإعلام في الدول الامبريالية ذاتها. فان أهم ما توافر من معلومات راهنا يؤكد رغم المكابرة أن الأزمة لا حل لها . حيث بلغ مجمل العجز في الميزانية الأمريكية رقماً فلكياً هو 4ر1تريليون دولار. لكن الأبشع هو أن أموال المخدرات هي التي أنقذت عدداً من أكبر البنوك الغربية التي واجهت خطر الإفلاس، حيث تم ضخ 352 مليار دولار في هذه البنوك (حسب ما نشرته جريدة الجارديان البريطانية والذي صرح به أنطونيو ماريا كوستا مستشار الأمم المتحدة لشؤون محاربة المخدرات)، والذي أضاف أن «تمويل القروض بين البنوك تم عبر أموال تجارة المخدرات والأنشطة غير القانونية». بما جعل تلك الأموال غير المشروعة جزءاً من النظام المصرفي الرسمي، حيث تم غسلها بفعالية».
إن ذلك يؤكد أن الرأسمالية التي تنهب بلا رحمة وبالحديد والنار ثروات الكوكب برمته. وحتى بعد غياب الاتحاد السوفييتي الذي تذرعت (وعملاءها) بخطره لتبرير جرائمها. فإنها قد فقدت أي مبرر وأية إمكانية للاستمرار، وأنها بلا أية مبالغة قد أصبحت عبئاً هائلا يهدد بقاء الجنس البشري ما لم يتم إنهاء وجودها .
مع الأسف فإن منطقتنا تهيمن فيها بشكل شبه كامل طبقات وقوى التبعية والعمالة (في الحكم وخارجه)، ودوائر واسعة من القوى الإصلاحية التي تؤدي دوراً خطيراً في مد أجل الرأسمالية وإرجاء مصيرها المحتوم باستخدام شتى الحيل والمراوغات. في حين أن الجماهير البالغة الاتساع من الكادحين تتوق إلى التغيير الجذري. وهو ما يضع على عاتق الطلائع الثورية مهما كانت محدوديتها حشد كل طاقاتها للتواصل مع جماهير الكادحين. من أجل تجاوز الحالة الرخوة الحالية. بالنضال ضد الامبريالية والصهيونية وعملائهم المحليين، وضد الإصلاحية وريائها ومراوغاتها وتضليلها .
إن نضالنا السياسي والفكري والاجتماعي يجب أن ينصب على تقديم البديل الاشتراكي. فالنظام الرأسمالي قد اقترب من نهايته، ولكنه لن يسقط من تلقاء نفسه. إنه مثل «هيكل عظمي لوحش أسطوري قبيح وبشع»، ولكنه يحاول التماسك وتوجيه الضربات واثارة الرعب. وانهياره يكمن في توجيه ضربات متتابعة «لمفاصله» التي هي موطن قوته وضعفه في آن .
إن أهم مفاصله هي منطقتنا العربية – الإسلامية، التي يمكنها أن تكون مقبرته الأبدية .
لقد توالى «فتح باب الأمل»، ويجب ألا نتركه حتى لا ينغلق مرة أخرى. تلك مهمة كل الطلائع الثورية وكل المقاومين للامبريالية والصهيونية الذين يشكلون موضوعيا حليفا في النضال ضد الاستغلال الرأسمالي.
المجد للشيوعية.. المجد للشيوعيين السوريين واللبنانيين.. المجد لكل المقاومين .
 
• د.علي خضر
حقاً.. لقد أدخلتم السرور إلى قلوبنا!
كنت قد علمت بالاحتفال المركزي بعيد ميلاد الحزب الشيوعي السوري الـ/85/ عن طريق الملصقات التي اجتاحت القرى والأرياف في منطقة الكفرون، مشتى الحلو.. وقد كانت لافتة للنظر، وكذلك تصميم الملصق، وبعد ذلك بدأت الإذاعات تعلن عن الاحتفال، وكذلك التلفزيون السوري وتلفزيون الدنيا، ومن خلال عملي كطبيب وعلى تماس مع الناس، علمت بأن أعداداً كبيرة ستشارك من طرطوس، وهذا ما خلق عندي حافز الحضور، علماً بأنني أتابع موقع قاسيون وكذلك الجريدة الورقية..
تساءلت: ماذا يفعل هؤلاء الشيوعيون بعد سقوط المنظومة الاشتراكية؟
وكوني أعرف الفصائل الشيوعية المشاركة بالجبهة، وأعرف مدى قصورها وانعزالها عن العمل الجماهيري، زاد ذلك من الفضول في الحضور إلى دمشق، وفعلاً ذهبت، وتفاجأت بهذا الاحتفال المهيب، وتغيرت نظرتي لآفاق الحركة الشيوعية في سورية، وتساءلت: كيف استطاعت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين ردم قسم كبير من الهوة في انقطاع الأجيال؟؟.
لقد رأيت بأم عيني شباب وشابات اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بهذه الأعداد الكبيرة، يوزعون جريدة قاسيون، وكذلك الشالات المعبرة عن الفرح، وشاهدت أيضاً الكوادر الشيوعية التي أعرف بعضها تنتشر في الخارج  بين الجماهير التي لم تستطع الدخول إلى الصالة، يقدمون لهم الكراسي للجلوس أمام الشاشة ويتحدثون معهم عن معاني العيد وعن الهم الوطني وعن دوركم في الوحدة الوطنية وصمود وطننا الحبيب سورية بوجه المخططات التي تستهدفها.. لقد أدخلتم السرور إلى قلوبنا حقاً، واسمحوا لي أن أهنئكم بالعيد الوطني للحزب الشيوعي السوري ونتمنى لكم النجاح.
 
• حسين الشيخ
القرنفلةُ الحمراءُ في محراب الجلاء!
كان يوم الجمعة 4/12/2009 في صالة الجلاء بدمشق، يوم عرسٍ للشيوعيين السوريين واللبنانيين، وهم يحتفلون بمرور 85 عاماً على ميلاد الحزب الشيوعي السوري اللبناني، وهو الذي افتقدناه بهذا الحجم وبهذا الشكل، منذ نهاية الخمسينات.. وها هو يعود اليوم ليزهر مؤكداً استنتاجنا بانفتاح الأفق أمام الحركة الثورية .
جاء الشيوعيون وأصدقاؤهم إلى دمشق من أقصى الوطن إلى أقصاه، ومع تدفقهم كالسيل الهادر إلى مكان الاحتفال، غصت بهم القاعة، وهم يحملون الرايات الحمراء، ويهتفون الشعارات الحزبية، وينشدون الأناشيد الوطنية على إيقاع الطبول، وينادون بوحدة الشيوعيين السوريين.. لقد غطَّى اللونُ الأحمرُكلّ مكان في القاعة التي تحولت إلى قرنفلةٍ حمراء.. وارتدى الاحتفالُ طابعاً متميزاً بما حمله من دلالاتٍ فكرية وسياسية وجماهيرية وتنظيمية هامة ..
ومن الأشياء الهامة التي طبعت الاحتفال، والتي ستنتج عنه:
تعريف الأجيال الشيوعية اللاحقة بحقيقة الرواد الأوائل فؤاد الشمالي وإبراهيم يزبك وفريد طعمة والياس خشعمي وأرتين مادويان... الذين وضعوا اللبنات الأولى لتأسيس الحزب، وناضلوا وعملوا وصبروا وضحوا وفكروا.. وتحدوا المستعمر الفرنسي وأعوانه الرجعيين والجواسيس، حتى ظهر الحزب إلى العلن وتحوّل إلى قوةً جماهيرية فاعلة على الأرض. كما أنّ التاريخ الوطني وتاريخ الحركة الشيوعية، إذا ما كُتبا، لا يمكن أن يتجاوزا الرفيقين خالد بكداش وفرج الله الحلو كقائدين شيوعيين وطنيين مرموقين.. والحقيقة تقول: من ليس له ماضٍ ليس له حاضر، وليس له مستقبل .
كان الطابع الشبابي والنسائي هما الغالبين في الاحتفال، وهذه سمةً هامة في تطور الحزب، يجب دراستها وكيفية ملاقاتها.
 الاحتفال سوف يعزز الثقة بالنفس لدى الشيوعيين المبدئيين وأصدقائهم والقوى الوطنية، ويقوي عندهم روح النضال من أجل الوحدة ورفع دور الحركة الوطنية في حياة البلاد والالتزام بقضايا الشعب والوطن، وبالمقابل سوف يثير حفيظة الأعداء الطبقيين، وأعداء الشعب والوطن.
لقد وضّح الاحتفال المكشوف.. وكشف المخبأ في ساحة الشيوعيين السوريين فمثلاً من قال الأمس: هؤلاء شرذمة) ماذا يقول الآن.. وماذا سيقول غداً!؟ والمهم بل الأهم، هو أن يبتعد الشيوعيون عن المناصب والمنافع الشخصية التافهة، ويتحرروا من النواقص، ويكسبوا ثقة الجماهير، ويؤدوا دورهم كاملاً في حياة البلاد السياسية، ويعملوا جنباً إلى جنب مع كلّ القوى الوطنية في البلاد لتقوية الجبهة الداخلية وتفعيل خيار المقاومة لتحرير جولاننا الحبيب ودفع البلاد على طريق التطور الوطني الديمقراطي.                 
 
• جرجس عيسى      
فليكن احتفالُ الشيوعيين الحاشد دافعاً نحو التَّوحيد وتعزيز دورِ المقاومة
في 4/12/2009 احتشد آلاف الشيوعيين في دمشق، واحتفلوا بالذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي في لبنان وسورية، احتفلوا على طريقتهم التقليدية المتكررة منذ /85/ عاما:
اجتماع في مكان عام وإلقاء كلمات في هذه المناسبة، لا شك أن ذلك له أهمية حيث احتشد الشيوعيون وخاصّة الشباب من أماكن المحافظات البعيدة، واختلطوا ببعضهم وتداولوا في لقاءاتهم واستمعوا إلى كلمات قادتهم، وكان الحماس يغمرهم والشعور باستمرار النضال والسير على الطريق يقوي ثقتهم بالنفس ويبعث الاعتزاز. ويمكن القول إن احتفال دمشق الحاشد هذا يتميز بعدة أشياء تعطي الأمل والثقة بأن طريق نحو الوحدة سوف يلوح في الأفق ويمكن ذكر بعض هذه المميزات:
1- لأول مرة منذ احتفالات ذكرى ميلاد الحزب لم تكن أهمية التجمع الحاشد هي اللافتة للنظر والبالغة الأهمية، بل كان اللافت للنظر والبالغ الأهمية أكثر هو وحدة الفعل لثلاث قوى شيوعية تعمل في ساحات منفردة، لكنها تنادت وبادرت للاتفاق على إقامة هذا الاحتفال، وعملت سوية عملاً واحداً هو إبراز تاريخ الحزب وتبيان دوره، وإظهار الفكر الشيوعي بأنه باق رغم النكسات والانهيارات لتجارب معينة.  
2- حدوث ذلك في الأزمة العميقة التي تعصف بالرأسمالية العالمية وتهددها بالانهيار، وبعد أن أعلن منظروها أنها نهاية التاريخ وأن الشيوعية قد انهارت، وقد أتى هذا الاحتفال ليثبت العكس، وأن أفكار ماركس قد سطعت في كل العالم، وانتقل شبح الشيوعية الذي قال عنه ماركس منذ مئة عام، ليحوم فوق أمريكا قلعة الرأسمالية بعد أن كان يحوم فوق أوربا فحسب.
3- حدث بعد انتصار المقاومة الباسلة على العدو الصهيوني الغاصب في حرب تموز /2006/ خلال /33/ يوماً، والتي يقال فعلاً إنها هزّت العالم، فقد هزمت جيش الكيان الصهيوني ودعم أمريكا وأحدث أسلحتها ودعم عملائها من الحكام العرب، والذين لأول مرة يقفون صراحة في صف العدو الإسرائيلي ويسقطون ورقة التين. إن المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله قد أثبتت للعالم أن الوحدة والمقاومة هي السلاح الرئيسي لدحر الكيان المصطنع، وهذا الانتصار قد أسقط المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط الذي قالت رايس عن الحرب أنها مخاض، ولكن تبين أنها مخاض هزيمتها وانهيار أسيادها وهزيمتهم بضربة حذاء منتظر الزيدي.
 4- إنه أول عمل يقوم به شيوعيون يبرهن على شعور متنام نحو الوحدة وخاصة مع الحزب الشيوعي اللبناني الذي كان واحداً مع الحزب الشيوعي السوري، ثم انفصلا في منتصف الستينات. لقد ولد الحزب الشيوعي اللبناني السوري في رحم واحد، وكانت ولادته نتيجة أحداث تعود إلى أعوام ما بين /1915-1924/ حيث علق جمال السفاح أعواد المشانق في ساحات البرج والمرجة، وسقط قناع من كانوا يراهنون على التعايش مع الاحتلال العثماني، ثم بعد معركة ميسلون واحتلال الغرب لبلادنا بعد سقوط أقنعة من كانوا يراهنون على التعايش مع الغرب. لقد ولد الحزب الشيوعي في بكفيا- لبنان على يد عامل اسمه فؤاد الشمالي عانى الفقر والتشرد وساهم في تأسيس الحزب الشيوعي المصري، ثم طرد من مصر وأسس نقابة عمّال التبغ في بكفيا، من ثم مع ستة من رفاق العمل أسسوا نواة الحزب الشيوعي في بيت بالحدث في /24/تشرين الأول /1924/ كقوة ثورية قومية عربية خارجة عن وصاية العثمانيين والفرنسيين ومتجذرة بالوطن العربي. وكان التعاون والتنسيق مع الأحزاب المصري والسوري اللبناني والفلسطيني متواصلاً بإصدار وثائق مشتركة عن أحداث متشابهة في بلدانهم، وحبذا لو يعيد التاريخ نفسه وتقيم الفصائل الشيوعية المنقسمة احتفالات حول أعمال معينة كصياغة بيانات عن قضايا مشتركة، أو كاحتفالات بتنسيب شباب جدد إلى الحركة الشيوعية أو ما شابه بطرق احتفالية.
5- احتفال دمشق هذه السنة ببعض الميزات الجديدة منها ميزة وجود أعداد كبيرة من الشباب ممن أعمارهم تحت الثلاثين، وهذه ظاهرة جديدة فعلاً، وهذا دليل على حيوية الشباب وعلى الاتجاه الصحيح نحو جذبهم إلى الحزب حيث هم وقود التطور والتغيير في جميع العهود والمراحل. وتميز كذلك بحضور كثيف للصبايا والنساء وهذه ظاهرة جيدة جداً حيث أن لوجودهن دوراً كبيراً في الحزب.

لقد تميزت كلمات بعض قادة الحفل بالحب والحماس والقبول بالتوحيد، وحبذا لو تعود الوحدة بين الحزب الشيوعي اللبناني والسوري بعد أن افترقا وانقسما في منتصف الستينيات، لتلعب دوراً في توحيد أقسام وفصائل وشيوعيي سورية.
إن وحدة الحزب هي الأساس، وخطة اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين بالتوحد من تحت لفوق من خلال إعادة الدور الوظيفي والتاريخي، تثبت الحياة صحتها يوماً بعد يوم، وهذا الحفل بالذكرى الـ/85/ أكبر دليل على ذلك، ولابد من القول بأن المرحلة الحالية التي تتصف عالمياً بالأزمة الحادة للامبريالية والأمريكية خاصة، وتنامي الأفكار اليسارية في العالم وخاصة في أمريكا اللاتينية تعطي الدروس للشيوعيين في أنحاء العالم كافة بضرورة الوحدة «أولا وثانياً وثالثاً»، ويجب على الأحزاب الشيوعية العربية، وهنا لابد من التأكيد على كلمة الرفيق اد. قدري جميل بهذه اللفتة نحو شهداء الحزب وعلى رأسهم الرفيق الشهيد الكبير فرج الله الحلو، وكذلك الرفاق الراحلين الأوائل الذين لعبوا دوراً في بناء الحزب في الظروف الحالكة، وكذلك توجيه التحية إلى منظمات الحزب كافة خلق شعوراً لدينا، ولدى الجميع، بهذا العرفان بالجميل، وبأن الحزب الشيوعي في سورية باق يتجدد ويتطور، وأن هذا المشروع الوحدوي الكبير يجب أن يدعم من جميع الشيوعيين أينما وجدوا على نطاق البلاد.