في النضال ما يعطي العمر أملاً ومعنى
ألقى الرفيق حنين نمر، الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري كلمة الحزب، قال فيها:
«تتجدد فينا القوة والعزم على متابعة الدرب الطويل، عندما نرى هذه الوجوه التي تسطع شباباً ونوراً، ونحس بأن في الحياة ما يستحق أن يعاش من أجله، وفي النضال ما يعطي العمر أملاً ومعنى!
كانوا حفنة صغيرة من الرجال عندما بدؤوا يحفرون الطريق بأظافرهم منذ خمسة وثمانين عاماً، وها هي ذي النبتة التي زرعوها تتحول إلى شجرة باسقة، جذورها ضاربة عميقاً في أرض الوطن.
ولدنا معاً، منذ خمسة وثمانين عاماً، فكان الحزب الشيوعي اللبناني، وإن حالت التجزئة دون استمرارنا معاً، فقد بقينا معاً عبر التاريخ، وتجلى ذلك عام 1958 وأثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، عندما أطلقتم أيها الرفاق اللبنانيون، شرارة المقاومة الوطنية اللبنانية من بيروت، وعندما امتزج الدم السوري والدم اللبناني على أرض لبنان، وعندما تحرر الجنوب عام 2000، وعند تسطير أروع ملاحم البطولة في مقاومة العدوان الإسرائيلي عام 2006، وستبقون المكون الرئيسي للمقاومة الوطنية اللبنانية، الممتزجة بثقافة التغيير والإصلاح الديمقراطي العلماني والتقدمي».
وأضاف الرفيق نمر:
«لقد انكسرت إحدى حلقات المشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي في الشرق الأوسط، بفضل صمود سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، وبفضل مقاومة الشعب الفلسطيني البطل، والمقاومة الوطنية اللبنانية، والمقاومة الوطنية العراقية، لكن هذا المشروع لم يهزم نهائياً بعد، وهو يتجدد ويتخذ أشكالاً جديدة أكثر خبثاً..
إن مشروع تصفية القضية الفلسطينية يوضع على نار حامية، لكن الشعب الفلسطيني العظيم الذي ظل يقاوم /60/ عاماً، سيقاوم اليوم وغداً، إلى أن يحرر أرضه ويقيم دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس.
إن هذه القضية أمانة في أعناق الفصائل الفلسطينية، وإننا نناشدها مع كل الجماهير العربية أن تدرأ الانقسام، وأن توحد نضالها وفق برنامج وطني كفاحي واضح المعالم.
إن الشعب العراقي الشقيق يعيش أسوأ الظروف في ظل الاحتلال الأمريكي البشع، الذي دمر دولته وقتل وجرح وشرد ملايين العراقيين، وشكل هذا الاحتلال حلقة من حلقات المشروع الأمريكي للسيطرة على الشرق الأوسط، وقد تعثر هذا المشروع بفضل المقاومة الوطنية العراقية ورفض الشعب العراقي المتعدد الأشكال لهذا الاحتلال».
وختم الرفيق نمر:
«إن حزبنا الشيوعي السوري الذي يضع قضية تحرير الجولان الحبيب، والقضايا العربية الأخرى، على رأس أولوياته، يرى أن إنجاز هذه المهام الوطنية يتطلب بناءً داخلياً ينسجم مع هذه المهام خاصة تقوية دور الدولة والقطاع العام في إدارة الاقتصاد الوطني، ورفع مستوى معيشة المواطنين، وإبعاد خطر التسلل الإمبريالي عبر خديعة اقتصاد السوق الحر الذي لم يجلب لشعوب البلدان النامية سوى الخراب والفقر.
كما يتطلب توسيع الحريات الديمقراطية، والاهتمام بقضايا الشباب، وبإقرار قوانين عصرية للمرأة والعائلة.
إن ترسيخ التعاون بين القوى الوطنية من خلال الجبهة الوطنية التقدمية وغيرها، والسعي الجادلوحدة الشيوعيين السوريين، ولتعاون قوى اليسار داخلياً وعربياً ودولياً، يشكل مهمة أساسية من مهام حزبنا.
عاشت الذكرى الخامسة والثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي السوري! والمجد والخلود لشهداء الوطن والحزب»