بتراوس إلى المستنقع الأفغاني.. بحذر!

على الرغم من تجاوز حجم الخسائر في صفوف قوات حاملي جنسية بلاده عتبة المائة قتيل في شهر حزيران الفائت في أفغانستان، قلل الجنرال ديفيد بتراوس الذي اختير لقيادة الحرب الأمريكية في ذاك البلد من حجم التوقعات في تحول سريع لدفة المعارك هناك، متعهداً بما وصفه مراجعة قواعد الاشتباك التي كثيراً ما تتعرض للانتقاد, ومعرباً في القوت ذاته عن تأييد «حذر» لموعد اختاره الرئيس باراك أوباما لبدء ما يوصف أمريكياً بـ«الانسحاب المسؤول» من أفغانستان بعد عام من الآن، أي في تموز 2011.

ورغم ارتفاع منسوب تكبد القوات الأمريكية والأطلسية للخسائر البشرية والمادية في أفغانستان، زعم بتراوس- في جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ لتأكيد تعيينه- أن قوات التحالف بأفغانستان «حققت تقدماً بالعديد من المواقع» هذا العام بما فيها ولاية هلمند الجنوبية. وأردف ذلك بالتشديد على «التزام بلاده بمهمتها» في أفغانستان, معرباً عن اعتقاده بأن «قوات الأمن الأفغانية لن تكون قادرة على الاضطلاع بمهامها بشكل كامل إلا بعد سنوات عدة»...!

وتذكر شهادة بتراوس الحالية بشهادته أمام الكونغرس عام 2007 عندما كانت القوات الأميركية تمر بمخاض عسير في العراق، وكان التأييد الشعبي للحملة العسكرية هناك في تراجع.

وقد رفع مناهضو الحرب الذين حضروا جلسة استماع بتراوس اليوم لافتات كُتب عليها «جنرال جديد وحرب قديمة»، «توقفوا عن تمويل الحرب»..!

يُذكر أن أوباما عيّن بتراوس خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال بعد مقابلة لهذا الأخير مع إحدى الصحف انتقد فيها بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية، بمن فيهم جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي، في خطوة متعمدة منه فيما يبدو، وربما أراد تبعاتها تفادياً للمضي في تحمل المسؤولية أمام الأمريكيين عن مسار الحرب في أفغانستان والخسائر المترتبة عليها وميل إدارة أوباما لتوسيع دائرتها.