ستالين: الرجل الذي يهدد الرأسمالية وتلاوينها، حيًّاً وميتاً
أحيا الشيوعيون الروس في موسكو وسان بطرسبرغ (لينينغراد) وغيرها من المدن الكبرى، يوم الثلاثاء 21/12/2010 الذكرى 131 لميلاد جوزيف ستالين في الوقت الذي تواصل فيه ماكينة الدعاية الرسمية الروسية حملتها المسعورة للنيل من أرث الرجل و«تجريمه» في قطع متعمد مع المعطيات التاريخية التي كانت تمر فيها بلاد السوفييت التي كان يقودها، وكذلك المنجزات التي تحققت في عهده سواء تحويل البلاد رغم الحصار والمقاطعة التجارية الدولية إلى دولة عظمى أم الانتصار على الوحش النازي.
وحسب المصادر الإعلامية فقد تجمعت حشود من الشيوعيين الروس من الجنسين ومن مختلف الأعمار بهذه المناسبة وتوجهت إلى ضريح لينين، ومنه إلى ضريح ستالين لتنشر أربعة آلاف قرنفلة حمراء عليه، قبل توجه البعض إلى نصب كارل ماركس لترديد الأغاني السوفيتية تحت الأعلام الحمراء وصور ستالين واليافطات التي تمجد أرثه، وذلك على مرمى حجر من الكرملين حيث يقبع الرئيس الحالي ديمتري ميدفيديف واضعاً على جدول أعماله تغنياً بحقوق الإنسان ومجلسها الاستشاري المستحدث في روسيا «اجتثاث الستالينية» و«مكافحة الولاء المطلق المتواصل للديكتاتور السابق» عبر رفع السرية عن الوثائق التاريخية لحقبة ستالين بما فيها الحرب العالمية الثانية..!
لكن في المقابل، وبينما يشكل الاتفاق على ستالين وتراثه القاسم المشترك بين مختلف الأحزاب والتيارات الشيوعية في روسيا رغم تبايناتها الأخرى، فقد انتقد رئيس الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف محاولات مدفيديف، بعد أكثر من نصف قرن على رحيل ستالين «أبي الشعوب الصغيرة» في 1953، مؤكداً أن استقرار روسيا اليوم «مرده إلى ما أنجزه ستالين والحكم السوفيتي»، و«أن عصر ستالين كان الأكثر إنتاجية وانتصاراً وتفرداً في تاريخ دولتنا».
أما المحلل أليكسي مكاركين فيقول إنه «ما زال في روسيا حنين إلى الأيام التي حكمت فيها البلاد بيد من حديد، إذ أن العمل على إعادة قراءة التاريخ في الوعي الجماعي ضاع مع سقوط الاتحاد السوفيتي في العام 1991 ودخول البلاد مرحلة اضطرابات ومصاعب سياسياً واقتصادياً».
السؤال الذي يطرح نفسه مجدداً، لماذا هذا الهجوم الرأسمالي الليبرالي اليوم على ستالين؟ ألا يعد ذلك مؤشر خوف مستمر من الرجل وتراثه؟ وما هو مكنون هذا التراث الذي يخيف الأوساط الحاكمة في روسيا، ولماذا تريد تشويهه؟ أليس ذلك خوفاً آخر من تلقف الأجيال الشابة لفكر ورؤية وخطاب وسياسة ستالين في التنفيذ؟ يبدو أن الرجل الذي أرعب النازيين و«محورهم» وهو حي لا يزال يرعب الليبراليين وحلفاءهم وأتباعهم وهو ميت..!