خطوة متقدمة على الطريق الصحيح
بحقيقة ناصعة، استطاع موقعو ميثاق شرف الشيوعيين السوريين أن يضعوا القطار على الطريق، وبوضوح كامل استطاعوا خلال هذه المدة القصيرة من الزمن، أن يثبتوا مصداقية كبرى أمام التحديات المطروحة.
لقد وضعوا وراء ظهرهم المهاترات والسباب والشتائم واتجهوا نحو الخزان الشعبي الكبير، وهو شعبنا المعطاء، ومن خلال التحليل العام الصحيح للأزمة وأسباب تراجع الحركة الثورية وتحديد سماتها وصفات النهوض العام، من جديد استطاع الشيوعيون السوريون في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين العمل من أجل استعادة الدور الوظيفي والتاريخي للشيوعيين السوريين، والعمل لإعادة توحيد الشيوعيين من تحت إلى فوق، وفق عمل جماعي كبير شارك فيه الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم ومؤيديهم، واستطاعوا البدء بتحويل الحلم إلى حقيقة، والضغط الكبير على القيادات في الفصائل الشيوعية المعيقة لعملية الوحدة بحكم الإفلاس الفكري والعادات التنظيمية السيئة، والتي تلغي دور الحزب الثوري في أحسن الحالات.
لقد جاء مشروع الموضوعات البرنامجية بهذا الشكل المركز والقصير نسبياً لكي يبتعد الشيوعيون عن الإطالة الأكاديمية والغوص في التعابير والمفردات، وبهذا الشكل تعتبر الموضوعات نقلة نوعية جديدة وسلاحاً نستطيع من خلاله أن نحدد ببساطة مرجعيتنا الفكرية الماركسية اللينينية، ومن خلالها تفسير الظواهر والقضايا لكي نبني حزباً شيوعياً ثورياً قادراً على أداء دوره الوظيفي من خلال العمل على إعادة توحيد الشيوعيين السوريين بالعمل المطلبي والجماهيري، ومن تحت إلى فوق وبلا تردد.
إننا نستطيع من خلال الرؤية الصحيحة والعمل الفكري الدؤوب أن نحدد سمات ومراحل الأزمة الرأسمالية وإمكانية تحولها إلى أزمة نهائية عميقة إذا توفر العامل الذاتي، ونحلل كيفية تطور العامل الذاتي في الظروف النوعية التي تنضج بشكل متسارع. وهنا نسجل للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الكشف المسبق لدور المضاعفات في أداء المهام الوطنية والطبقية، وليس دور الإمكانية فقط، وبهذه الطريقة استطاعت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين أن تشد آلاف الشيوعيين السوريين وأصدقائهم ومؤيديهم إلى العمل الوطني والطبقي في الشارع السوري، وأن تطرح رؤى مغايرة بأسلوب بسيط وواضح أمام الجماهير. وأروع مثال حول فلسطين كقضية قومية واعتبار الأساس القانوني والإنساني والأخلاقي الذي قامت عليه «إسرائيل» باطلاً، وقد فقدت شرعيتها القانونية منذ خرقها للقرار /181/ لعام /1948/ الصادر عن الأمم المتحدة.
إذاً، «إسرائيل» غير موجودة في رؤيتنا، والشيوعيون السوريون لا يرفضون قرار التقسيم فقط بل يرفضون وجود الكيان الغاصب كلياً، ويقفون في المطلق بصف المشروع المقاوم للهيمنة الإمبريالية على العالم.
لقد أعلنت الموضوعات ببساطة قوة الشيوعيين السوريين بالرؤية الصحيحة والتحليل الطبقي، وبالتالي الدعوة للعمل بشكل أكبر وأعمق وبما يتناسب مع المضاعفات في العمل الجماهيري والتنظيمي.
وبالعودة إلى احتفال دمشق للتضامن مع غزة والاحتفال بالذكرى /85/ لميلاد الحزب الشيوعي السوري، تكون اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين قد حسمت موضوع وجودها في الشارع، ولعبت دوراً أساسياً في عودة اليسار السوري عموماً، والشيوعيين خصوصاً، وهذه مسؤولية تاريخية تتطلب المثابرة والعمل الدؤوب لكي نستمر في انتزاع الاعتراف من المجتمع السوري، وخاصة الطبقة العاملة بدور الشيوعيين السوريين.
إن مشروع الموضوعات خطوة متقدمة على الطريق الصحيح، تفتح المجال واسعاً أمام جميع الشيوعيين السوريين ومؤيديهم وأصدقائهم لكي يتجذروا في العمل الجماهيري ويتفانوا في الدفاع عن مطالب الطبقة العاملة، وبذلك فقط يقترب الشيوعيون السوريون من وحدتهم المنشودة فعلاً لا قولاً.