جولاننا..
النكسة التي أصابت النظام الرسمي العربي عام 1967 ليست نكستنا، ولكن الأرض العربية التي احتلها الصهاينة في تلك الأيام الستة السوداء هي من دون شك أرضنا.. أرضنا التي لن يحررها غيرنا.. فنحن أبناء هذه الأرض، ونحن الذين من واجبنا التفكير والعمل جدياً على تخليصها من قبضة الاحتلال..
لقد خسرت سورية في نكسة حزيران المشؤومة معظم الجولان، ومنذ ذلك الوقت والصهاينة يعيثون فيه فساداً ويستنزفون خيراته ويحاولون تهويده وضمه لكيانهم الغاصب، ويستبدون بأهله الصامدين فيه الرافضين للهوية الإسرائيلية، فيقتلون ويأسرون ويبتزّون ويجوّعون، ويفعلون جل ما يستطيعونه لمحو هويته العربية، وفي الوقت نفسه يدّعون حرصهم على تحقيق «السلام»، ويُدخلون الأنظمة في العربية في مفاوضات لم تؤدّ حتى الآن إلا إلى المزيد من إحكام قبضتهم على الأراضي التي احتلوها بقوة السلاح.. وهو ما يجب ألا يستمر!
الجولان ليس مجرد أرض مستلبة.. وليس مجرد بشر بعضهم نازحون عن ديارهم وحقولهم وجذورهم، وبعضهم محاصرون صامدون في قرى مفصولة عن شقيقاتها في الوطن الأم.. إنه قضية كرامة لشعب ما يزال يرفض الذل والهوان، ويتطلع للحرية والعزة والعدالة..
جولاننا ينادينا.. يستغيث بنا.. يستصرخ نخوتنا وشهامتنا وإباءنا.. فهل نصم آذاننا وندّعي الصمم كما يفعل الخانعون والأذلاء؟!
لقد مضى نحو أربعة عقود ونصف على احتلال الجولان، وآن الأوان كي يتحرر من قبضة غاصبيه.. وهذا برسمنا جميعاً - نحن الشعب السوري الأبيّ – وليس برسم أحد سوانا!!