نيروز 2011.. حبذا لو أن الفرح لم ينغصه شيء!
احتفل أكراد سورية في أماكن تواجدهم في شتى أنحاء البلاد بعيدهم القومي، عيد النيروز الذي يترافق مع حلول الربيع في الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام.. إنه عيد السلام والحرية.. وهو اليوم الذي أطاحت فيه مطرقة كاوا الحداد بالظلم والاستبداد، وأصبح منذ ذلك اليوم يشكل رأس السنة عند الأكراد والعديد من الشعوب الأخرى في المنطقة.
واللافت أن احتفالات هذه السنة جرت بلا منغصات تذكر على امتداد البلاد، واتسعت دائرة الاحتفاء بالعيد لتشمل عدة محافظات ومناطق كالجزيرة وحلب والرقة ودمشق وريفها وغيرها.. وجرت لأول مرة بحضور ومشاركة ومساعدة رسمية، مما أثار الارتياح في نفوس المحتفلين الذين عقدوا حلقات الدبكة والرقص بالتشارك مع الفرق الشعبية التي أحيت الاحتفال بلباسها الفلكلوري الكردي، ليؤكد الجميع على الانتماء للوطن السوري، وعلى الوحدة الوطنية.
تجمع المحتفلون بأجواء مليئة بالفرح والبهجة تحت ظلال العلم الوطني، الذي رُفع على جميع منصات الفرق التي أحيت الاحتفالات، وقد حمل معظمهم همومهم معهم إلى ساحات الاحتفال التي غصت بأناس يغلب الفقر على غالبيتهم، كما يتطلع عشرات الآلاف منهم إلى استعادة الجنسية التي جردوا منها نتيجة احصاء 1962 الرجعي، وإلغاء الإجراءات الاستثنائية في الجزيرة، ومنح الحقوق الثقافية والمدنية للأكراد صوناً للوحدة الوطنية.
وقد تميزت الاحتفالات أيضاً بحضور ملحوظ للعديد من السوريين غير الأكراد في العديد من المناطق، مما أثار روح التآلف بينهم والتطلع إلى جعل هذا اليوم نيروزاً لكل السوريين بلا استثناء.. ولعل الشجن الأكبر الذي كان يقلق الجميع هو ما يجري في درعا، والذي يجب أن يثمر عن توسيع هامش الحريات، وتحقيق المطالب الاقتصادية – الاجتماعية للشعب السوري المقاوم..