لافروف: عملياتنا الجوية هيأت الظروف لتحريك الحوار السوري
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن عملية القوات الجوية الفضائية الروسية سمحت بتهيئة الظروف الملائمة لتحريك الحوار السوري الشامل وعملية السلام.
وقال لافروف في كلمة ألقاها في وزارة خارجية منغوليا الخميس 14 أبريل/نيسان، إن موسكو تأمل في أن تكون المفاوضات السورية في جنيف فعالة، مؤكداً أن العملية الروسية سمحت بتهيئة الظروف لتفعيل العملية السلمية الحقيقية من أجل ضمان تسوية الأزمة سياسيا تحت إشراف الأمم المتحدة ومن أجل الحفاظ على سورية دولة موحدة ومستقلة وعلمانية.
وأشار في الوقت ذاته إلى مواصلة التعاون الروسي الأمريكي النشط في سورية، حيث تمكن الجانبان، وهما رئيسان مناوبان لمجموعة دعم سورية، من الاتفاق على وضع خارطة طريق للتسوية وتوسيع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وضمان إطلاق العملية السياسية.
وأكد الوزير الروسي أن سلسلة الهجمات الإرهابية التي عمت العديد من دول العالم تدل على أن محاولات إقامة «واحات أمن» والتحصن من الإرهاب ستفشل حتماً.
وأعرب لافروف عن أسفه بشأن فشل المجتمع الدولي في التصدي للإرهاب في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن أسباب ذلك تكمن في الطموحات والهندسة الجيوسياسية وتقسيم الإرهابيين إلى أشرار وآخرين يمكن استخدامهم لتحقيق أهداف معينة.
وذكر لافروف أن محاولات فرض المصالح والقيم ونماذج التنمية بما في ذلك باستخدام القوة دائما تؤدي إلى نتائج سلبية جداً، مشيراً إلى أن هذه السياسة قد أدت إلى نشوء فراغ سياسي في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسارع إرهابيو «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات إلى استغلال ذلك.
وقال لافروف إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة إلى موسكو أظهرت أن الولايات المتحدة تحتاج إلى دعم روسيا والتعاون معها في حل أهم القضايا الدولية.
وأكد لافروف أن الغرب يدرك تدريجياً أنه لا يمكن عزل روسيا، مشيراً إلى أن موسكو اقترحت على الجانب الأمريكي باستمرار «إقامة تعاون مستقر وشفاف» على أساس مبادئ المساواة.
وأعرب لافروف عن أمله في إعادة العلاقات مع واشنطن إلى المستوى الذي كانت عليه سابقاً، مؤكداً أن موسكو لا تسعى إلى المواجهة مع الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو حلف الناتو.
كما أكد الوزير الروسي أن روسيا لن تسمح للناتو بتوريط نفسها في مواجهة بلا جدوى، مشيراً إلى تزايد النشاط العسكري بشكل غير مسبوق بعد انتهاء الحرب الباردة وكذلك تعزيز وجود الناتو على الجبهة الشرقية من أجل ممارسة الضغط السياسي العسكري على روسيا واحتوائها.
وأضاف لافروف أن كل ذلك ترافقه حملة دعائية عدوانية تهدف إلى «شيطنة روسيا».
وأشار لافروف إلى أن الناتو مشغول بالبحث عن عدو وإعطاء جدوى أكبر لوجوده، مؤكدا أنه لا يوجد بديل معقول للتعاون الأوروبي الشامل متبادل النفع في مجال الأمن على أساس القانون الدولي وكذلك مبدأ عدم قابلة الأمن للتجزئة.
كما وذكر الوزير الروسي إن العقوبات الغربية على روسيا تظهر عجزها في التأثير على كييف، مؤكدا أن موسكو لن تطلب من الغرب رفعها.
وأشار إلى أن الدول الغربية دائما تشترط رفع العقوبات بتنفيذ روسيا التزاماتها وفقا لاتفاقات مينسك رغم أنها تعلم جيدا أن اتفاقات مينسك لا تتضمن ذكر روسيا على الإطلاق، لكنها تتضمن الكثير من الالتزامات التي يجب على كييف تنفيذها.
وقال إن الغرب في الواقع يشجع السلطات الأوكرانية على عدم تنفيذ اتفاقات مينسك ويهدد بمعاقبة روسيا على ذلك.
وأكد الوزير الروسي أن الغرب فرض عقوباته على روسيا بعد فشل مشروعه الخاص بتغيير الحكم في أوكرانيا، مشيراً إلى أن الجانب الروسي حاول فقط حماية الناطقين بالروسية وغيرهم من الأقليات الذين تعرضوا للتهديد بعد وصول قوميين متشددين إلى الحكم في كييف.
وقال لافروف إن تغيير هذا المسار السلبي في العلاقات مع الغرب يتطلب التخلي عن ممارسة خطوات أحادية الجانب.
وبشأن كوريا الشمالية أكد الوزير الروسي أن موسكو تأمل في أن بيونغ يانغ ستستمع إلى صوت العقل وستتخلى عن القيام بخطوات غير مسؤولة جديدة وستدرك أنه من المستحيل أن يقبل المجتمع الدولي وضعها النووي.
وأشار إلى أن كوريا الشمالية تتجاهل مطالب مجلس الأمن الدولي ولا تزال تهدد بإجراء تجارب نووية وإطلاق صواريخ.
من جهة أخرى أكد لافروف أن موسكو قلقة من استعمال نشاط بيونغ يانغ كذريعة لتعزيز القدرات العسكرية في شمال شرق آسيا ونشر أسلحة جديدة في المنطقة وتغيير ميزان القوى هناك، قائلا إن نشر عناصر للمنظومة الأمريكية العالمية للدفاع الصاروخي في هذه المنطقة أمر غير مقبل.
المصدر: وكالات