عرفات: الحل السياسي قادم..
علاء عرفات علاء عرفات

عرفات: الحل السياسي قادم..

التقت إذاعة «ميلودي إف إم» يوم الأربعاء 20/1/2016 بالرفيق علاء عرفات عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية لنقاش مستجدات الحل السياسي للأزمة السورية، في ضوء التحضيرات المتسارعة لمؤتمر «جنيف-3». 

 

فيما يلي نعرض لأهم النقاط التي تناولها الحوار، على أنّ التسجيل الصوتي للحوار منشور كاملاً على موقع «قاسيون». 

دي مستورا سيشكل الوفد

في إجابته على سؤال عن احتمالات رضى ما يسمى هيئة التفاوض المنبثقة عن اجتماع الرياض بوجود طرف آخر للمعارضة على طاولة التفاوض قال عرفات: «لا يهم رضى هيئة التفاوض، لأن هذا ما سيحدث،  يقال الكثير في هذه الأوقات في إطار رفع السقف قبل المفاوضات، إلا أن هذا سينعكس سلباً على هذه القوى التي ستدفع ثمن التعطيل أو التأخير، وينبغي التذكير بما حصل قبل جنيف2 حيث وضع الائتلاف شروطاً للمشاركة، ولكنه سحبها والتحق قبل المفاوضات بيومين، وما يحدث اليوم يشبه تلك المرحلة». وأضاف: «الأهم أن دي ميستورا هو من سيشكل وفد المعارضة، الرياض وغيرها تقترح، إلا أن الوفد سيتشكل من ممثل الأمم المتحدة، بمساعدة الدول التي تقود العملية، وهي روسيا والولايات المتحدة، وبالتالي الوفد بشكله النهائي سيخرج من هناك». وحول حق «هيئة التفاوض» في الاعتراض بيّن عرفات: «يحق لهم أن  يعترضوا أو أن ينسحبوا ولا يشاركوا، إلا أن العملية بهذه الحالة ستتم من دونهم».

الفارق بين جنيف الثاني والثالث

وفيما إذا كان محتملاً فشل جنيف3 على غرار فشل جنيف2 أوضح عرفات: «في المقارنة بين جنيف2 وجنيف3، ينبغي أن نتذكر أن وفد المعارضة كان يعني الائتلاف فقط، وكانت إيران مستبعدة من الحل، وكان الإرهاب ظاهرة لا تزال صغيرة، ولم تتوسع وتضرب أوروبا كما هي اليوم، وفي مرحلة جنيف2 كانت موازين القوى على الأرض لمصلحة ما يسمى المعارضة المسلحة. اليوم، انعكست مجمل هذه الظروف، وهذه العناصر بمجملها هي ما منعت استكمال ونجاح جنيف2، وتغيرها يمهد لحل حقيقي». وأردف: «في المرحلة الحالية، من الممكن أن نتساءل ماذا لو استعصى الأمريكيون وأوقفوا جنيف3؟ حتى في هذه الحالة، من الممكن التفكير بحل آخر، انطلاقاً من أن قوى الإرهاب تتراجع على الأرض، والولايات المتحدة وحلفاؤها وزنهم يتراجع في المرحلة الحالية، وهذا يفتح احتمال الذهاب إلى حل دون هذه الدول، وحتى دون الولايات المتحدة نفسها».

لماذا التفاؤل؟

وفي تعقيب للمحاور تساءل عن الدافع وراء التفاؤل الظاهر في كلام الرفيق عرفات: «لماذا أنا متفائل بأن هناك تفاوض؟ ميزان القوى العالمي، أو على الأرض السورية، باتجاهاته العامة، كما أراه وتراه القوى الأخرى. والأمريكيون أيضاً يعلمون ما يجري، وأنه ليس لديهم خيارات، وهم مضطرون للذهاب إلى التفاوض وإلى أن يدفعوا بحلفائهم سواء بالدول الإقليمية أو عبر معارضة اسطنبول إلى التفاوض، لأن عدم الذهاب إلى التفاوض سيجبرهم على الذهاب لاحقاً إلى تفاوض بشروط أضعف. متفائل لأن الأمريكيين على دراية بذلك، وبالتالي سيدفعون الأمور باتجاه ميزان القوى الحقيقي، والبدء بالتفاوض الآن» وأضاف: «كلام رياض حجاب والجبير بخصوص الشروط المسبقة، كله «كلام فاضي» وسيضطرون إلى بلع ألسنتهم والذهاب إلى التفاوض بلا شروط واستناداً إلى قرارات فيينا ومجلس الأمن»

نهاية حرب النفط

حول حرب النفط ومدى قدرة السعودية على «التحكم بها» وإطالة أمدها، قال عرفات: «إن كان هناك من يصدق بأن السعودية تتحكم بأسعار النفط فهذه مأساة. القرار أمريكي بحت، والسعودية لا ناقة لها ولا جمل. يصدر قرار أمريكي بتخفيض أسعار النفط والسعودية تنفذ، وكانوا يظنون أن الأزمة خلال سنة ستحل بدخول الإيرانيين والروس والفنزويليين بمأزق ولكن هذا لم ينجح، لماذا؟ لأن الروس دخلوا في هذه الحالة سابقاً، أيام الاتحاد السوفيتي، وبالتالي هم على دراية بكيفية التعامل مع مثل هذه الظاهرة، لم تعط هذه الحرب نتائجها وخرجت عملية التحكم بالسعر من يد من بدأها. ما جرى أن أمريكا بدأت الحرب عن طريق السعودية بضخ كميات من النفط، وخفضوا أسعار النفط إلى حدود 30 و 40 دولار، ودخل اليوم الإيرانيون على الخط بـ500 ألف برميل يومياً، وهم يملكون 38 مليون برميل موجودة في حاويات في البحر وسيدخلونها السوق. أي أن الإيرانيين اليوم يدفعون أسعار النفط باتجاه الهبوط، لماذا؟ لأن السعوديين وصلوا لتلك المرحلة التي بدأوا يتضررون بسببها. واليوم برميل النفط في السعودية يكلف إنتاجه 25 دولار ويباع بحوالي 30 دولار، بالتالي لديهم هامش 5 دولار، ولكن إذا انخفض السعر إلى 20 وما دونه سيدفع السعودي كلفة إنتاج نفط ليبيعه بسعر أرخص من كلفته، والخسارة التي يتحدثون عنها الآن هي الفارق بين السعر الذي يبيعون به حالياً والسعر الذي كانوا يبيعون به سابقاً، وبالتالي إذا انخفض ما دون الـ25 سيدفع من جيبه الخاص لينتج نفط ويبيعه بسعر أرخص، فالسعودية بدأت هذه المعركة ولكن إنهاءها ليس بيدها بل بيد الآخرين، وبالتالي إذا لم تتفق السعودية مع إيران وروسيا والبلدان المنتجة للنفط من أجل الاتفاق على الحصص وتخفيض الانتاج لن ينخفض سعر النفط، وبالتالي حتى هذا السلاح الذي كان بيد السعوديين يبدو لي يجري نزعه من يدهم ولو جزئياً.

الكيان الصهيوني

أمام خطر وجودي

في شأن متصل، ورداً على سؤال حول الوضع الحالي للكيان الصهيوني في إطار التغيرات العالمية الجارية، قال عرفات: «الكيان الصهيوني نشأ في أواخر النصف الأول من القرن العشرين، وارتبط ظهوره بصعود الولايات المتحدة الأميركية وقبلها بريطانيا وفرنسا، واليوم كل هذا الثالوث يعيش طور الهبوط، بريطانيا وفرنسا تراجعتا سابقاً، والآن الولايات المتحدة تتراجع، وبالتالي حماة هذا الكيان أصبحوا في وضع صعب، وأعتقد أن قدرتهم على حماية هذا الكيان تنخفض». وأضاف: «من جهة أخرى، ففي قلب فلسطين وداخل مجتمع المستوطنين هنالك تناقضات كبيرة، إضافة إلى تصاعد التناقض بين الشعب الفلسطيني والمستوطنين، بأشكاله المختلفة سواء بالكفاح المسلح الذي كان قائماً سابقاً أو كما يجري اليوم بالكفاح السلمي. الأمريكيون يعملون على إقناع «الإسرائيليين» بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية استناداً إلى قرارات قديمة أو اتفاقات أوسلو وغيرها، وهذا كله أصبح من الماضي، فقد أصبح ممكناً للشعب الفلسطيني أن يحقق أكثر من ذلك، وبالتالي الكيان الصهيوني عليه خطر وجودي بصفته كياناً صهيونياً، وهذا ما يحدث في المنطقة والعالم كله».