عرفات: الاستدارة الأمريكية حدثت منذ 4 أشهر.. ويجري الآن تظهيرها
أجرت إذاعة «ميلودي إف إم» يوم الثلاثاء 17/11/2015، لقاءً مع الرفيق علاء عرفات عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية. تناول اللقاء مستجدات الوضع السياسي في سورية وحولها على خلفية النشاط العسكري الروسي واجتماعات فيينا وقمة العشرين الأخيرة، وفيما يلي بعض النقاط الأساسية في اللقاء.
الجميع أمام مسؤولياتهم!
حول تصريحات بوتين التي وصفت بالنارية خلال قمة العشرين الأخيرة فيما يخص الإرهاب وداعميه، وعن توصيف المرحلة الراهنة بمرحلة «كشف المستور»، قال عرفات: «كشف المستور كان موجوداً قبل الآن بكثير، أما الآن فنحن في مرحلة أعلى، مرحلة وضع الأطراف المختلفة أمام مسؤولياتها، بمعنى أن هناك تجارة نفط وهناك قرار مجلس الأمن بمنع هذه التجارة غير الشرعية، وعلى الدول صاحبة العلاقة أن تقوم بمسؤولياتها في هذا المجال، أيضاً موضوع الدعم (دعم المسلحين) يجري تقديم أمثلة حسية عنه وعن الدول التي تقدمه، وهي من ضمن الدول التي كانت حاضرة في قمة العشرين»
وعن احتمالات تسمية روسيا لكل من السعودية وتركيا وقطر بالاسم كداعمين للإرهاب، قال عرفات: «أعتقد أن أصحاب العلاقة وصلتهم الرسائل، ولكن بما أن المطلوب هو اجتذاب هذه الأطراف إلى المعركة في مواجهة الإرهاب، أعتقد- إلى الآن على الأقل- أنه من غير المطلوب أن يتم وضع هذه الدول في إطار الدفاع عن نفسها، على العكس تسعى روسيا لتحديد وفرض تغيير في سياسات هذه الدول بموضوع دعم الإرهاب باتجاه محاربته، وهو ما يجري حالياً، وأعتقد أنه سينجز.
الاستدارة الأمريكية
والمعارضة المعتدلة
وعما يجري تداوله عن استدارة أمريكية إزاء الأزمة السورية، وعن التعويل على معارضة معتدلة في مسألة الحكم الانتقالي، قال عرفات: «الاستدارة الأمريكية في الحقيقة حدثت منذ أمد بعيد، وعمر هذه الاستدارة على الأقل أربعة أشهر، منذ جرى موضوع تحريك دي ميستورا من أجل المباحثات التي جرت في شهر حزيران. ما نراه الآن هو تظهير لهذه الاستدارة. أما فيما يخص المعارضة المعتدلة، أريد أن أعود بهذه المسألة إلى جذورها: في مجموعة الثماني التي اجتمعت بإيرلندا منذ سنتين، إحدى القضايا المهمة التي جرى بحثها والحديث عنها في البيان الختامي للمؤتمر هي أنه ينبغي توحيد بنادق السوريين، المعارضة المسلحة والجيش السوري، ضد الإرهاب، وهذا الكلام منذ سنتين. وبدأت تتطور هذه المسألة بالتدريج بالرغم أنه في العامين الماضيين كثير ممن كانوا يصنفون ضمن المعارضة المعتدلة اتجهوا نحو داعش والنصرة لسبب أساسي أن العديد من الدول الداعمة كانت تريد إنهاء تلك الأطراف المعارضة المسلحة التي لا تدخل في سياق الإرهاب، بمعنى أن أي شخص كان يريد الحل السياسي ومستعد للذهاب لمفاوضات كان طرفاً غير مرغوب به، لذلك جرى تسكير حنفيات التمويل على هذه التنظيمات، وفتحت على تنظيمات إرهابية كداعش والنصرة وأحرار الشام وغيرها، أي أنه موضوعياً كان يجري إيجاد الجو المناسب لتبخر المجموعات المسلحة والمسلحين الذين من الممكن أن يذهبوا باتجاه الحل السياسي» وأضاف: «رغم ذلك بعض هؤلاء ما يزال مستقلاً، وهناك بقايا للجيش الحر، حسب ما أفهم بالجنوب والشمال. ولكن الكثير من أفراد هذه التنظيمات والمجموعات ذهبت باتجاه التنظيمات الإرهابية والتكفيرية والآن تجري إعادة فرز هذه الأطراف عملياً. وعندما يقال بأن الجيش الحر ليس منظمة إرهابية، فالمقصود فتح نافذة لكل هؤلاء الأشخاص الذين حملوا السلاح ويمكن أن يذهبوا إلى حل سياسي، وأن يذهبوا إلى الجيش الحر، وبالتالي هذه العملية تؤدي إلى إضعاف سريع لتلك التنظيمات الإرهابية من نمط داعش وأشباهها، وبالتالي إعادة فرز المسلحين، وستكون هذه عملية سريعة».
فرز «جيش الإسلام»
حول المعلومات التي تتحدث عن زيارة زهران علوش للسعودية وما يروج عن دعم قادم له، قال عرفات: «أعتقد أن السعوديين سيفعلون ذلك، ولكن النجاح في هذه المسألة حديث آخر. زهران علوش حقيقةً قام بأعمال إرهابية، تتذكرون منذ فترة وزارة الخارجية الروسية تحدثت أن جيش الإسلام طرف إرهابي، وعلى الأقل قصف السفارة الروسية بدمشق أكثر من مرة، إضافة لقصفه العاصمة السورية دمشق مرات كثيرة بالهاون وغيره، وهذا أصبح معروفاً. وتقديم الدعم له لن يفعل شيئاً على الأرض فهذه المسألة انتهت». وأضاف: «وما أريد قوله هو أن جيش الإسلام ليس عصياً على الفرز، سيتم فرزه. لأن زهران علوش أيضاً عمل هذا الجيش بالقوة، وأخضع العديد من التنظيمات المسلحة التي لم تكن تدين له بالولاء تحت تأثير التمويل والتسليح الذي كان يقدمه السعوديون، وبالقوة وبالضغط، وحتى في وقت من الأوقات قام بإعدام عدد من قيادات ما يسمى بالمعارضة المسلحة، وأسماء معروفة كانت في الغوطة. وبالتالي الآن هذا الطرف دخل مرحلة التراجع».
السعودية و«التشكيل الجديد»؟
وحول ما يروج من أقاويل حول عمل سعودي قطري تركي مشترك لتشكيل جسم معارض جديد عبر اجتماع في السعودية، أوضح عرفات: «أنا لم أسمع بشيء كهذا. وإن جرى فلن نشارك فيه» وأضاف: «هم (السعوديون والقطريون والأتراك) يستطيعون جمع بعض الأطراف المسلحة، وبعض القوى السياسية التي لها علاقة بهم، ولكن أن يفرضوها كطرف مفاوض أساسي فهذا ليس صحيحاً، ولن يكون له نتائج. لماذا؟ لأن السعودية في الفترة التي كانت فيها المعارضة المسلحة تسير باتجاه أوج قوتها لم تستطع أن تقوم بهذه الخطوة، فكيف بحالة تراجع هذه القوى المسلحة؟ اليوم أحد قوانين التراجع هو الانقسام، القوة عندما تبدأ بالتراجع تبدأ بالانقسام، بينما العكس صحيح، القوة عندما تتقدم تتماسك صفوفها وتتسع إلخ. اليوم هذه المعارضة المسلحة إذا نظرنا إلى وضعها، فهي في حالة تراجع، وبالتالي هي مرشحة للانقسام وليس للتوحد، لذلك أعتقد أن الكلام بالعكس. وإذا كانوا يريدون أن يقوموا بمؤتمر من هذا القبيل فإنهم يلمسون ملامح انقسام على ما يبدو ويحاولون رأب الصدع بين هذه الأطراف. وأظن أن الوقت قد فات على محاولات إنشاء ائتلاف جديد».
رؤية «الإرادة الشعبية»
للمرحلة الانتقالية
وفي سؤال عن رؤية حزب الإرادة الشعبية للمرحلة الانتقالية، أوضح عرفات: «ما صاغه بيان فيينا وما نتج عنه هو شيء جيد، ونحن نتفق معه ونتبناه، لأنه في الأساس تطبيق لما ورد في بيان جنيف الذي نوافق عليه من حيث الأساس بالرغم من وجود العديد من الملاحظات عليه من وجهة نظرنا. المرحلة الانتقالية المطلوب منها أن تنجز عملياً التعديلات الأساسية الدستورية والقانونية التي لابد منها، فكما يجري الحديث أنه بعد عام ونصف ستجري انتخابات برلمانية ورئاسية، بمعنى أننا نحتاج دستوراً جديداً وقوانين انتخابات. هم لم يقولوا شيئاً عن انتخابات إدارة محلية، ولكن نحن نحتاج أيضاً لانتخابات إدارة محلية في نهاية المطاف، لأننا نريد أيضاً أن تنشأ سلطات محلية، وبالتالي نحن نحتاج البنية الدستورية والقانونية المناسبة لهذه المرحلة، بالإضافة للعديد من القضايا الخلافية التي ينبغي حلها، أي خلال الفترة الانتقالية لابد أن تتطور المعركة ضد الإرهاب باتجاه إنهائه، ولا بد أن يشتد العمل من أجل استعادة المهجرين الموجودين في البلدان المجاورة، ولابد من استعادة أكبر قدر من الحالة الطبيعية في الحياة بمعنى أن يعود الاقتصاد إلى العمل وحالة الأمان تبدأ بالتوافر وهناك مسائل أخرى كثيرة».