ندوة جماهيرية في مدينة السقيلبية

ندوة جماهيرية في مدينة السقيلبية

بدعوة من لجنة محافظة حماة لحزب الإرادة الشعبية عقد في مكتب الحزب في مدينة السقيلبية ندوة سياسية بعنوان (آفاق الحل السياسي) يوم الاثنين الموافق 15/12/2014 مساءً حيث حضر الندوة العشرات من قوى الطيف السياسي ومن مؤيدي الحزب.

بعد الترحيب بالحضور قدمت إدارة الندوة جملة من المحاور كان أبرزها:
• إن الأزمة الوطنية العميقة وصلت لحد الكارثة الإنسانية والتي باتت في حال استمرارها تهدد وجود الدولة السورية كبنية جيوسياسية.
• أسقطت تجربة السنوات الأربع من عمر الأزمة واقعياً شعارات (الإسقاط) و(الحسم) و(التحرير) وغيرها من الشعارات التي عمقت من شرخ الأزمة.
• إن الصراع المسلح الدامي أنهك جميع القوى المتصارعة وأُنهك معها الشعب السوري وبالتالي نضج ظرفٌ موضوعي داخلي للذهاب إلى حل سياسي لإخراج البلاد من أزمتها ويتماهى هذا الظرف الموضوعي مع واقع دولي جديد يدفع باتجاه حل الأزمة السورية حلاً سياسياً على أساس بيان جنيف1 المتوافق عليه دولياً.
• وصلت معظم الأطراف التي لها صلة بما يجري في البلاد من صراع إن كان بشكله العسكري أم السياسي إلى الإقرار بالحل السياسي كمخرج وحيد لحل الأزمة السورية وبالتالي هناك فرصة تاريخية متاحة اليوم لخروج السوريين من أزمتهم الكارثة التي كبدت الشعب السوري خسائر بشرية ومادية لا تعوض.
• إن هذه الفرصة المتاحة اليوم قد تكون الفرصة الأخيرة لحل الأزمة السورية حلاً سياسياً بعد أن تم إضاعة الكثير من الفرص السابقة وهذا يرتب على جميع القوى الوطنية في النظام والمعارضة العمل الجاد والفعلي لاقتناص هذه الفرصة والسير في طريق الحل السياسي لأن المصلحة الوطنية تقتضي ذلك وهي فوق مصالح النظام والمعارضة.
• إن ما يجري اليوم من اصطفاف للقوى وإنزياحات باتجاه الحل السياسي يؤكد صوابية موقف حزب الإرادة الشعبية وجبهة التغيير والتحرير اللذين أعلنا منذ بدء الأزمة بأن الحل السياسي هو المخرج الوحيد الآمن لخروج البلاد من أزمتها.
• إن الحل السياسي يفتح الباب واسعاً أمام السوريين ليس للخروج من كارثتهم الإنسانية فحسب وإنما يفتح الطريق كذلك للتغيير الجذري والشامل في بنية النظام تغييراً لمصلحة الشعب السوري الذي يستحق ذلك.
• من الملاحظ دولياً انزياح في ميزان القوى الدولي باتجاه روسيا وحلفائها وتراجع في معسكر أمريكا وحلفائها وبخاصة في الجوانب الاقتصادية ويعبر عن هذا الانزياح سياسياً بالدور الذي تلعبه الدبلوماسية الروسية في إطفاء بؤر التوتر العالمية التي تشعلها أمريكا وحلفائها وهذا الانزياح في ميزان القوى الدولي والإقليمي له دوراً أساسياً في الانفراج تجاه حل الأزمة السورية.
• يلعب الإعلام الدولي والإقليمي والمحلي دوراً سلبياً فيما يخص مسار الحل السياسي للأزمة السورية من خلال طرح كثيف لجملة من المصطلحات والمقالات والمفاهيم حول طبيعة الحل السياسي وهي أبعد ما تكون عن الحقيقة.
• هناك قوى دولية وإقليمية معروفة تسعى جاهدة لعرقلة أية خطوة باتجاه الحل السياسي وفي مقدمتها أمريكا وحلفاؤها الغربيون وإقليمياً الأتراك والسعوديون والقطريون بالرغم من إعلانهم الموافقة على الحل السياسي لكنهم يحاولون تعطيله بشتى الوسائل وفي الداخل هناك قوى النهب والفساد وتجار الأزمات والليبراليون في جهاز الدولة والمجتمع.
النقاش والحوار:
راتب: أنا أدرك بأن المعارضة الوطنية السلمية وأنتم جزءٌ أساسي منها طرحتم منذ بدء الأزمة أن المخرج الوحيد للأزمة السورية هو عبر حل سياسي يتوافق عليه السوريون وأن مقتنع بهذا الرأي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه علينا جميعاً.
• ما هو حجم المعارضة الوطنية في الداخل؟
• وهل بمقدورها وقف المجموعات المسلحة الإرهابية فيما لو جرى الحل السياسي؟
• وبالتالي ما مدى التعويل على دور هذه القوى المعارضة في الداخل؟
حداد: أنتم تقولون إن المجموعات الإرهابية (كداعش) و(النصرة) ليست معنية بالحل والمقصود بالحل هي المعارضة الوطنية السلمية والنظام والسؤال الذي يطرح نفسه ما العمل إذاً لإخراج هذه المجموعات الإرهابية من البلاد ؟ علماً أنني موافق على معظم ما ورد في المحاور وأضاف أنه منذ يومين شاهد على إحدى المحطات التلفزيونية أحد أعضاء مجلس الشعب حيث صرح بأنه " لا حل للأزمة إلا بالبوط العسكري " فكيف يستوي الأمر بين ما يقال حول الحل السياسي وما يقوله هذا المسؤول إنه شيء غير مفهوم.
وليد: قد أكون متفق في كل ما ورد خلال العرض للمحاور ولكن بنفس الوقت هناك قناعة لدي بأن الحرب التي تجري على أرضنا هي حرب مصالح بين الروس والأمريكان والشعب السوري يدفع الثمن ويأخذ الصراع بينهما درجات عالية من الشدة تصل إلى حرب كلامية بين بوتين وأوباما واعتقد إذا لم يجر إتفاق روسي أمريكي لن يكون هناك حل للأزمة السورية واعتقد جازماً أن مفتاح حل الأزمة السورية هو في أيدي الروس.
رتيب: تتحدثون كثيراً عن الحل السياسي وهو مطلب كل مواطن سوري لكن الذي يجري أنتم تفسروه بشكل والآخرون بشكل آخر وهناك آراء متعددة حول الحل السياسي أريد هنا أن تبينوا لنا ما هو مضمون الحل السياسي وهل هذا الحل يضمن خروج المنظمات الإرهابية من البلاد. فداعش أعلن عن قيام دولة العراق والشام الإسلامية على جزء كبير من الأراضي العراقية والسورية وهناك مجموعات كثيرة تؤازرهم فكيف الخلاص من هذه المجموعات؟.
الياس: أنتم طرحتم أن أمريكا تتراجع ولم تحقق أهدافها في المنطقة. أن أرى غير ذلك بالنسبة لهذا الموضوع تحديداً حيث من وجهة نظري أرى أن أمريكا حققت ما تريده من خلال ما كانت تسعى إليه لتعميم ما يسمى (الفوضى الخلاقة) ونشرها في المنطقة والتي تتجلى الآن بالحروب الداخلية في معظم دول المنطقة من اليمن إلى العراق وسورية وليبيا. أليس هذا ما كانت تريده أمريكا وأضاف أنا أرى أن أمريكا تدعم داعش لبناء دولته الإسلامية السنية لتفصل بين شيعة إيران والعراق وشيعة لبنان وسورية وتحويل هذه البنى إلى دول طائفية لأن ذلك يصب في مصلحة إسرائيل وأضاف أن هناك مسرحية دولية تقودها روسيا وأمريكا وهم متفقون على ما يبدو على إقامة هذه الدولة الداعشية التي تسيطر الآن على مساحات شاسعة من العراق وسورية. لذلك إذا كان هناك حل سياسي بموافقة هاتين الدولتين سيكون حل على ما هو قائم في الواقع الميداني وبالتالي التقسيم.
أبو أسامة: أنا مع الحل السياسي لكن ما هي ركائز الحل السياسي الآن ومن هو الضامن والداعم لهذا الحل.

مداخلات من إدارة الندوة:

حول قوة المعارضة وتأثيرها: أولاً لنر الواقع الذي نحن فيه بعد مضي 4 سنوات من الأزمة ونسأل: هل استطاع أي طرف من طرفي الصراع أن يحسم المعركة لمصلحته وهل في الأفق إمكانية لأي من طرفي الصراع لحسم المعركة ضمن توازن القوى الداخلي والإقليمي والدولي. إن مجرد إجابتنا على هذه التساؤلات تبين مقدار تأثير المعارضة الوطنية الداخلية والتي عبرت منذ بدء الأزمة بأن توازن القوى هذا لن يسمح لأي طرف من كسب المعركة لذلك الحل السياسي هو المخرج وهو ما توصلت إليه معظم القوى المتصارعة.
وحول التراجع الأمريكي: إن جوهر أزمة الامبريالية الأمريكية الآن ليس فيض إنتاج مادي وإنما فيض مال (دولار) وسلاح والدولار الآن يطرد من مساحات كبيرة من الأسواق العالمية بفضل تقدم البريكس واعتمادها على عملاتها المحلية أو اقتصاد تبادلي كما أن مشروع أمريكا بدفع الحراك الشعبي في البلدان العربية إلى ضفاف غير ضفافه لم ينجح. الكل يعلم بأن الإخوان المسلمين هم البديل السياسي الذي كانت تعده أمريكا لقيادة هذه البلدان ولكنه سقط في مصر وتونس وكذلك الأمر في سورية حتى الآن ولنسأل هل الانتفاضات التي تعم الولايات الأمريكية هي من أجل قتل شاب أسود على يد شرطي أبيض أم أبعد من ذلك بكثير. فالشعارات التي يرفعها المتظاهرون تقول غير ذلك فهي تشير إلى واقع اقتصادي اجتماعي صعب وحرمان تعيشه هذه الفئات من السكان الأمريكيين ونحن لم نقل أن أمريكا لم تحقق بضعاً مما هدفت إليه ولكنها لم تصل إلى هدفها المنشود فهناك مقاومة كبيرة لشرائح سياسية واجتماعية واسعة للسياسات الأمريكية وكذلك وضع حلفاء أمريكا الأوربيين ليس أحسن حالاً فأزماتهم تتفاقم أكثر فأكثر.
وهناك تساؤل عن حجمنا ومدى تأثيرنا نعتقد أن ليس هناك ربط ما بين الحجم والتأثير أو على الأقل ليس دائماً أن يكون زيادة الحجم تعني زيادة التأثير. يجب أن ننظر إلى المسألة بشكل آخر بمعنى ما مدى دور كل قوة سياسية في دفاعها عن مصالح الناس وبالتالي تأثير كل قوة سياسية هو بمقدار ما تعبر قولاً وفعلاً عن مصالح الناس وحاجاتهم والذي يقول ما هو حجمكم طيب ما هو حجمه هو وهل هناك في سورية الآن ميزان لقياس أحجام ووزن القوى السياسية. نحن نعتقد لا أحد يعرف الآن ما هو مقدار حجمه ولكن الانتقال إلى حل سياسي وخروج البلاد من حالة الصدام المسلح واللجوء إلى صناديق الاقتراع بانتخابات شفافة ونزيهة قد تسمح بمعرفة ووزن كل من هذه القوى.
حول خروج داعش والنصرة: نموذج عين العرب أمامنا وهو المقاومة الشعبية لذلك نجاح الحل السياسي وإطلاق المقاومات الشعبية فهو كفيل بإخراج التنظيمات الإرهابية وليس هذا وحسب وإنما تحرير أراضينا المحتلة.
وفي نهاية الندوة شكرت إدارة الندوة الحضور ومساهمتهم. 
     
مراسل قاسيون - حماة