د. جميل: المبادرة الروسية الوحيدة التي أعرفها محصورة بجنيف 1

د. جميل: المبادرة الروسية الوحيدة التي أعرفها محصورة بجنيف 1

استضاف برنامج «لعبة الأمم»، مع المحاور سامي كليب، الذي يعرض على قناة الميادين مساء الأربعاء 12/11/2014 د.قدري جميل أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير، مع ضيوف آخرين من بيروت وباريس وطهران لاستطلاع المشهد السياسي السوري إثر ما اشيع عن وجود ما سمي بمبادرة روسية لتحريك مسار الحل السياسي في سورية.

وفي إجابته عن سؤال عن المعلومات المتوافرة لديه عن وجود مبادرة سياسية جديدة بهذا المعنى أجاب د.جميل:
شخصياً، لم أسمع بأية مبادرة. ينبغي أن تسأل أولئك الذين يتحدثون عنها وأطلقوا حديثاً حول هذا الموضوع. أنا أعرف أن المبادرة الروسية الوحيدة محصورة بجنيف1 والعمل يتم منذ ذلك الحين لإيجاد أشكال تطبيقه على الأرض. تعثرت المرحلة الأولى من التطبيق بجنيف2 ومنذ ذلك الحين كان الهدف استئناف جنيف. الآن أعتقد أن الظروف نضجت والجميع جاهز، بما فيهم القوى الغربية التي كانت متعنتة في موضوع إنجاح جنيف من خلال إصرارها على التمثيل أحادي الجانب للمعارضة السورية، وكان هذا سبباً أساسياً لفشل جنيف. أعتقد أننا نرى تغيراً في النبرة وفي الموقف الغربي في هذا الموضوع وهذا شيء إيجابي، وهو يظهر من خلال التصريحات والإشارات المختلفة. لا شيء نهائياً إلى الآن ولكن اعتقد موضوعياً أن الوضع الذي يعيشه «الائتلاف» اليوم (ائتلاف الدوحة) يفرض على الجميع إيجاد محاور جدي للنظام كنا نطالب به منذ اللحظة الأولى بحيث أن يجري تمثيل المعارضة التعددية لأنه بذلك فقط يمكننا أن نخلق حواراً حقيقياً يؤدي إلى نتائج عملية وواقعية وحقيقية.
التركيز على الأسماء يبتغي تعكير المياه في صفوف المعارضة
وحول تصريحات ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إثر اللقاء في موسكو مع معاذ الخطيب، الرئيس السابق لما يسمى بالائتلاف الوطني السوري، التي قال فيها إن الخطيب طرح مسألتين لا تعترض عليهما روسيا وهما محاربة الإرهاب والدولة الإسلامية والثانية مفاوضات سياسية تفضي إلى حوار واتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة، والتي تعني حسب المحاور أن روسيا تريد العودة للحوار قال جميل:
لا جديد في الموقف الروسي. وبالمناسبة فإن الموقف الروسي هو ذاته وأنا أسمع هذا الكلام منذ أشهر. ولكن الحديث عن مبادرة (وتركيب إيدين ورجلين للقصة) في الظروف الحالية بالشكل الذي أخرجت فيه في بعض الصحف اللبنانية، حتى في الأخبار التي استشهدت بها الميادين بالأمس، فأنا استغرب جداً ذلك، لأن طريقة الحديث بهذا الشكل يخشى أن يكون الهدف المعلن أو غير المعلن، المقصود أو غير المقصود، منها ومن هذه الأحاديث هو إجهاض اجتماع المعارضة المحتمل في موسكو قبل أن يعقد، وأقصد المعارضة الوطنية السورية وبالدرجة الأولى الداخلية– معارضة الداخل. العمل كان يجري في هذا الاتجاه وأعتقد أننا مشينا خطوات في هذا الموضوع. واليوم عندما يجري التركيز على أسماء بعض الأشخاص فهذا ليس ودياً بالمطلق، وإنما مقصود منه شيئين موضوعياً- بغض النظر عن نوايا أصحابه– مقصود منه بالدرجة الأولى تغييب البرامج والخطط والطريق التي يجب أن تخرجنا من الأزمة السورية، والمطلوب منه التركيز على أشخاص غير مفوضين إلى الآن باسم المعارضة ولم تجر تسميتهم من أحد وهم يمثلون فقط الجهات التي يعملون معها. وإن تسميتهم بهذا الشكل مقصود منها تعكير المياه بين صفوف المعارضة، لعل وعسى يبدأ (الحيص بيص) في صفوفها وهي لديها ما يكفيها من المشاكل المتراكمة تاريخياً.
الموقف الأمريكي مزدوج.. و«عين العرب- كوباني» نموذج للتعميم
ورداً على سؤال، هل استطعتم، وأنتم في موسكو، أن تفهموا ماذا تريد أمريكا من التحالف الدولي الذي أنشأته، أكد جميل:
ليس هناك حاجة لأن يكون الشخص في موسكو حتى يفهم ماذا تريد أمريكا من وراء التحالف. أعتقد أن الموقف الغربي بشكل عام يكيل بمكيالين وهو مزدوج، موقف فوق الطاولة وآخر تحت الطاولة بآن واحد. أي بكلام آخر البعض يسميه نفاقاً سياسياً. مثلاً هم مع رحيل الرئيس بشار الأسد ولكن يعطون إشارات أنهم لا يريدون رحيله بالمستقبل المنظور! وعليك أن تحاول أن تعرف ماذا يريدون..! هم من جهة ضد داعش ولكن من جهة أخرى هناك إشارات كثيرة تؤكد وتدل على أنهم يدعمونها بهذا الشكل أو ذاك. ومن جهة يقولون أنهم يريدون تدريب وتسليح المعارضة المسلحة ولكنهم من جهة أخرى لا يريدون ذلك..! فما القصة من وراء كل هذا؟! أعتقد أن الموضوع يكمن حله في فهم قضية أساسية؛ الغرب يريد استنزاف سورية واستمرار الاشتباك فيها، لذلك هو مضطر لهذه الازدواجية هنا وهناك، لو كان الحل بيديه من خلال ضربة واحدة قاضية منذ البداية، كما فعل في العراق في 2003، وكما فعل في ليبيا، لكان أقدم على هذا منذ زمن، ولكن دور أصدقاء سورية الحقيقيين، أقصد إيران وروسيا والصين منع ذلك، وهذا نقل الأزمة السورية إلى مستوى آخر، ولكنه يسمح لنا اليوم بإيجاد آفاق جديدة من أجل حلها. ولماذا نقول اليوم بالحوار والحل السياسي؟ هل كما يحاول أن يشيع البعض وأن يقنع الناس بأن المعارضة الوطنية المستقلة في سورية تهدف إلى اقتسام المناصب والمكاسب من خلال مقاعد وزارية مع النظام؟ لا أبداً، نحن نقصد من خلال الحوار والحل السياسي إيجاد توازن قوى جديد في البلاد يسمح لنا بمواجهة القوى الإرهابية والفاشية الجديدة، داعش وشبيهاتها بحيث أن تصبح كل سورية كوباني– عين العرب، فهي مثال أثبت أن المقاومة الشعبية والوحدة الوطنية قادرة على كسر داعش ويجب تعميم هذا المثال، وهذا مستحيل اليوم دون إيجاد الحد الأدنى من الوحدة الوطنية في الداخل، لذلك فالحوار السياسي ضروري، أما باقي القضايا مثل ماذا سينتج عن هذا الحوار وتفاصيله فتبحث بين المتحاورين وليس قبل بدء الحوار.
ينبغي شل المتطرفين هنا وهناك..!
ورداً على سؤال حول عن أية معارضة داخلية يجري الحديث في وقت تتواصل فيه الاعتقالات بصفوف المعارضين وآخرهم لؤي حسين (رئيس تيار بناء الدولة) قال جميل:
أنا اعتقد أن هنالك أوساطاً في النظام لا يروق لها نهائياً الانفراجات أو الآفاق التي بدأت تظهر في حل الأزمة السورية من خلال الحوار الممكن لاحقاً، لذلك هي تحاول تعقيد الأمور فقط لا غير، وهذه القوى يجب أن يوضع حد لها وشلها، واعتقد أن الحل الوحيد لذلك في الظروف الحالية هو انجاح الحوار الذي يجب أن يجري لشل المتطرفين أينما كانوا، هنا أو هناك..
الروس لم يتوقفوا عن الدعوة للحل السياسي حتى عندما توقف الآخرون    
وبالعودة إلى السؤال عن وجود مبادرة روسية استدلالاً بمناقشات دي ميستورا بدمشق والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية السوري إلى موسكو قال جميل:
أؤكد للمرة الثالثة اليوم أنه لا يوجد حتى الآن حديث حول تفاصيل. الحديث يدور حول عودة المسار السياسي وإحيائه. أريد أن أقول أنا موجود بموسكو وألتقي رسمياً مع الخارجية الروسية وتصدر بلاغات عن هذه اللقاءات، والتقيت آخر مرة قبل بضعة أيام ولم يقولوا لي أن هنالك أفكاراً جديدة تفصيلية حول موضوع المسار السياسي بسورية. والأستاذ معاذ الخطيب كما تفضلتم التقى مع الخارجية الروسية مرتين، بلقاء مطول مع بوغدانوف ولقاء آخر مع لافروف، وما قاله بوغدانوف هو أن معاذ الخطيب توافق معهم حول محاربة الإرهاب والحوار السياسي. وأرى أن الروس لم يتوقفوا عن الدعوة إلى الحل السياسي حتى عندما توقفت الأطراف الأخرى. لذلك هذا الموقف لا أراه جديداً بالنسبة للروس، والأستاذ معاذ الخطيب لم يقل لي إن هناك أفكاراً جديدة طرحت من الروس، لا في اللقاء الأول ولا في اللقاء الثاني. فما الذي يجري ولماذا الإصرار على أن هناك أفكاراً جديدة تصل عند البعض لحدود «المبادرة» وتصل عند البعض الآخر إلى مستوى «موسكو1»! أنا أرى أن الموضوع مبالغ به كثيراً، والقضية لا تتعدى حالياً أكثر من جهود روسية اليوم من أجل إجراء لقاء للمعارضة السورية في موسكو، وهذا الموضوع يجري العمل عليه، ومن السابق لأوانه الحديث عن لقاء بين المعارضة والنظام. والحديث يتعلق بإعادة المسار السياسي بشكل عام، ولذلك إذا كان سيحصل لقاء بين المعارضة والنظام فهو مرحلة ثانية متقدمة عن المرحلة الأولى التي يجب أن تتفاهم فيها المكونات المختلفة للمعارضة السورية التي منعت عملياً من حضور جنيف2. وإذا كنا نريد إنجاح المسار السياسي والحوار بين الطرفين فيجب أن يكون وفد المعارضة السورية وفداً حقيقياً. هذه القضية تسعى موسكو إلى حلها بإجراء حوار غير رسمي بين أطراف المعارضة السورية في موسكو، وأنا على ما أعلم قد قطعوا شوطاً طويلا وجدياً في هذا الاتجاه.
«ائتلاف الدوحة» يتبخر..
ورداً على سؤال ما إذا كان يتفق على الطرح القائل بانتهاء ائتلاف الدوحة، وما سيكون عليه دور تركيا وقطر بالتالي أوضح جميل:
عندما كان المخطط الأمريكي والغربي يعتمد سيناريو الضربة المباشرة أو التدخل المباشر في سورية كان المجلس الوطني، وعندما لم تتحقق هذه الضربة بسبب تغير الظروف الدولية اضطروا لأن يغيروا الأداة التي يستخدموها وانتقلوا إلى الدوحة وأنشأوا الائتلاف الذي كان الأداة الرئيسية بالتدخل غير المباشر. واليوم تنتقل الأوضاع إلى مستوى جديد، مستوى إجراء تفاهمات داخلية نتيجة توازنات ما بالأوضاع الدولية، لذلك فالأمريكيون مضطرون لإيجاد أدوات سياسية جديدة. الائتلاف سيتبخر وهو يتبخر اليوم كما تبخر من قبله المجلس الوطني وهذا أمر طبيعي.

آخر تعديل على الأحد, 16 تشرين2/نوفمبر 2014 13:37