بيان إلى الشعب السوري

بيان إلى الشعب السوري

تبرز اليوم المواجهات المستمرة في عين العرب- كوباني بين أبناء وبنات المدينة وتنظيم داعش الإرهابي، وتشكل هذه المواجهات عنواناً عريضاً جديداً من أبرز مفرداته بدء تبلور وتثمير المقاومة الشعبية الوطنية السورية بوجه الإرهاب،

وثبوت أن معركة عين العرب هي معركة وطنية سورية من الدرجة الأولى، تجمع سوريين، كرداً وعرباً، في مقابل الإسناد المكشوف الذي تقدمه الحكومة التركية لتنظيم داعش، وفي مقابل احتمالات ارتكابها حماقة التدخل العسكري المباشر في سورية، بما يحمله من تداعيات لن تتوقف حدودها عند سورية وتركيا فحسب، بل ستشكل، إذا حدثت، نقلة نوعية في الصراع الإقليمي والدولي المستمر والمنتقل من مكان لآخر.
إن صمود ومقاومة أهلنا في معركة عين العرب – كوباني يؤكد حقيقة أن داعش تستخدم من قبل أطراف خارجية وتضخم إعلامياً، وأن هزيمتها ممكنة رغم كل الدعم اللوجستي والاستخباري الذي تحظى به، ورغم دمويتها وهمجيتها التي تريد ترهيب السوريين وأبناء البلدان التي تنشط بها.
إن الواجب الوطني والإنساني يقتضي من جميع السوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية دعم صمود شعبنا في عين العرب- كوباني. وكذلك يتوجب على النظام السوري أن يسارع إلى الدفاع عنها في وجه الإرهاب وهو الذي لا يكف عن ترديد دعاوى مكافحة الإرهاب.
وإذا كان مسار ظهور داعش وأشباهه وتمددها ومجازرها يثبت أن هناك أطرافاً مختلفة تريد لهذه التنظيمات أن تكون فزاعة تفاوضية، وعلى حساب الشعب بالدرجة الأولى، فإن الوقائع الميدانية والعسكرية الجارية اليوم، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك لدى أي مراهن واهم، أن التحالف الحالي غير جاد بمكافحة داعش وأشباهه بإطالته لأمد الحرب إلى أبعد مدى زمني ممكن واستبعاده لقوى المقاومة الشعبية التي تحارب الإرهاب الداعشي. وهذا يستدعي قيام إطار دولي موسع وجدي وفاعل بمكافحة الإرهاب، ومستند إلى الشرعية الدولية بقرار واضح التفويضات والأهداف والآجال من مجلس الأمن الدولي، وغير قابل للاستغلال من أي طرف فيه للتوظيف في تنفيذ أجندات جيوسياسية خاصة، بل مكرس أولاً وأخيراً لمساعدة الشعب السوري في الخلاص من الإرهاب التكفيري.
إن القوى الوطنية والديمقراطية الموقعة على هذا البيان، إذ تعلن دعمها بكل الوسائل المتاحة لأبناء عين العرب – كوباني في معركتهم الوطنية السورية، تجدد التأكيد على أن الاجتثاث الجدي والفعلي للإرهاب في سورية لن يتم إلا بتوفير مقدماته الضرورية المتمثلة في التوجه إلى حل سياسي تفاوضي وفقاً لبيان جنيف يلبي احتياجات سورية والسوريين في التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والعميق والشامل لنظام الاستبداد عبر حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تتولى توحيد جهود كل السوريين باتجاه معالجة كل الملفات السورية المتراكمة والمستجدة.

 النصر للمقاومة الشعبية في عين العرب
الخزي والعار للإرهاب الظلامي

دمشق   16 /10/2014

جبهة التغيير والتحرير
مجلس الحكماء
ائتلاف القوى العلمانية
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

آخر تعديل على السبت, 18 تشرين1/أكتوير 2014 20:21