مجانين عامودا  وشركة داعش!
حمد الله ابراهيم حمد الله ابراهيم

مجانين عامودا وشركة داعش!

بات معروفاً بأن داعش فرع من القاعدة، أي صناعة أمريكية تبنت فكراً تكفيرياً ودعمتها دول الخليج بالمال والسلاح والإعلام والمتطوعين الذين قدموا من كل أنحاء العالم، وتجمعوا في أحضان حكومة أردوغان وتدربوا وحصلوا على الدعم  اللوجستي ثم دخلوا إلى سورية والعراق عبر الثغرات الكبرى التي فتحتها الأزمة الراهنة، وقبلها وخلالها الفاسدون في النظام والمعارضة في البلدين، وكان أحد مجانين عامودا قد عرّف داعش بأنها «شركة مساهمة دولية مغفلة هدفها خلق فوضى عارمة وعداوات دينية وقومية بين الشعوب المتآخية عبر التاريخ».

عندما أعلنت أمريكا الحرب على الإرهاب في سورية والعراق وبالاتفاق مع أربعين دولة، كما تدعي، كنا على قناعة تامة بأن الأمريكيين لم ولن يكونوا يوماً جادين بمكافحة الإرهاب لأنهم هم من صنعوا هذا الإرهاب أساساً. وفي الوقت الحاضر تتنصل واشنطن من مسؤوليتها تجاه المجموعات الإرهابية، وتضع اللوم على حلفائها لكي تبدو للعالم أنها بريئة من الأعمال البربرية لهذه المجموعات،  وعندما كنا نوضح هذه الحقيقة للناس كنا في كثير من الأحيان متهمين بأننا مع النظام،  وإننا شيوعيون ليس لنا عمل سوى الهجوم على أمريكا وحلفائها، وعند بدء الهجوم المزعوم على الإرهاب في الأراضي السورية، توصل هؤلاء الأشخاص إلى قناعة تامة بأن أمريكا لا تريد القضاء على داعش، بل وبدأوا ويأتون بالبراهين والدلائل على ذك..
يقول أحدهم: كنا في مدينة الرقة وعند الساعة الثانية عشرة ليلاً شاهدنا خروج مئات السيارات تحمل المئات من المقاتلين المدججين بالأسلحة من منطقتين إحداها معروفة بأن قيادة داعش تتمركز فيها والأخرى مستودع ذخيرة، ففهمنا من ذلك العمل أن داعش تريد الهجوم على منطقة ما، وبعد مرور نصف ساعة تماماً شاهدنا طائرات الحلفاء تغير على الموقعين، فتعجب الجميع وأعطى كل واحد منا شرحاً لهذه الظاهرة. وحدثني مقاتل من كوباني: كنا في القرية «X» ، كانت هناك ثلاث دبابات لداعش ترمينا بالقذائف وبعد قليل غارت الطائرات الأمريكية على تلك القرية فحمدنا الله ألف مرة لأننا سنتخلص من قذائف تلك الدبابات، وبعد انتهاء الغارة استمرت الدبابات بالرمي علينا وبغزارة أكثر، فقال رفيقٌ لي على أساس أن هذه الطائرات ترى حركة النملة على الأرض، هل يعقل أنها لم تلحظ هذه الدبابات؟  وأخيراً ما رواه مراسل إذاعة «آرتا اف ام» من كوباني يقول أعطينا معلومات عن أماكن تواجد داعش ونقاط علام ولكن دون جدوى وبدأ بالبكاء قهراً على ما يجري، وأخيراً القوات التركية التي تتمركز على الطرف الآخر من كوباني التي من المفترض أنها تمنع قوات داعش من احتلال كوباني، كل المعلومات تؤكد بأنها تعطي إشارات إنذار لقوات داعش قبل الإغارة عليها بنصف ساعة كي تحمي نفسها من غارات التحالف..