تجار الأزمات.. والعبث بلقمة الناس
يستغل الكثير من التجار الكبار أحوال البلاد في هذه الفترة ويطلقون العنان لأنفسهم في رفع أسعار العديد من المواد الاستهلاكية الأساسية، والتي ازداد الطلب عليها كثيراً نتيجة القلق والتوجس من الآتي. ويشمل هذا الغلاء المعلبات بأنواعها ومشتقات الألبان واللحوم والفاكهة والخضار، وصولاً إلى علب السجائر.
وإذا كان العديد من الجهات المعنية بمراقبة الأسواق غافلاً أو متغافلاً عن أداء مهامه في ضبط إيقاع الأسعار، أو معتبراً ذلك من النوافل قليلة الأهمية، فيجب أن يدرك هؤلاء أن هذا الأمر بغاية الخطورة ولا يجب التهاون فيه أو التغاضي عنه لأنه يرفع من وتيرة الأجواء المشحونة ويزيدها توتراً، ويخلق مزاجاً سلبياً في وقت الناس فيه أحوج ما يكونون إلى الطمأنينة.
ويجدر التنبيه أيضاً من أثر ذلك على ثقة المواطنين بأداء الأجهزة الرقابية (صغيرها وكبيرها) في وقت تشتد الحاجة إلى تعزيز الثقة بين الناس والأجهزة الحكومية بشتى اختصاصاتها، ناهيك عن أثر التلاعب بالأسعار على معدلات التضخم في الاقتصاد بما يحمله ذلك من تداعيات على القدرة الشرائية للمواطنين الذين لم يحظ معظمهم بعد بتلمس الزيادة الأخيرة على الأجور.