وإن رحلت.. ستبقى ذكراك أيها الرفيق الغالي
كثيرون هم الرفاق الذين نقشوا يصماتهم في جدار حزبنا ورفعوه لبنة إثر لبنة ليكون السور الواقي والمعبِّر الحقيقي عن آمال الطبقة العاملة وجموع الفلاحين والمثقفين الثوريين،وكانوا دائما في طليعة المناضلين وفي الصفوف الاولى لا ترهبهم الاحداث ولا يخيفهم اعتقال بل كانوا شموعا تشتعل لتنير الدرب نحو الغد المنشود،
ومن هؤلاء الرفاق رفيق اشتهر بلطفه ودماثة أخلاقه وحكمته في تناول الاحداث وانضباطه في العمل الحزبي إنه الرفيق محمد محسن أيوبي، ولد الرفيق في دمشق عام 1947 في حي الاكراد وتعلم في مدارس الحي الابتدائية والإعدادية وبعدها انتسب الى دار المعلمين بدمشق ودرس فيها لمدة أربع سنوات ثم تخرج منها عام 1968 معلما ابتدائيا وعين معلما في مزرعة بيت جن ثم انتقل الى احدى مدارس ركن الدين وفي بداية الثمانينيات نقل قسرا لأسباب سياسية الى إحدى مدارس الميدان فبقي فيها حتى سن التقاعد، وقد ساهم الرفيق «ابو عصام » ومنذ منتصف الستينيات في إعادة نشاط اتحاد الشباب الديمقراطي وأصبح بعدها عضوا في اللجنة الفرعية لحي ركن الدين ثم سكرتيرا للجنة المنطقية بدمشق من عام 1986 الى عام 2000 وقد انتخب في المؤتمر السابع عضوا في اللجنة المركزية وأعيد انتخابه لهذه المهمة في المؤتمر الثامن، وكان الفقيد من المؤسسين الأوائل للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين واستمر في تنظيمها وأصبح فيما بعد عضوا في المحكمة الحزبية العليا لحزب الارادة الشعبية حتى وفاته، وقد شارك الرفيق في الدفاع عن بيت الحزب ضد هجمات الاخوان المسلمي وكان صلبا وعنيدا في دفاعه.
لقد مارستُ العمل الحزبي المباشر في اللجنة الفرعية وفي اللجنة المنطقية مع الرفيق محسن، ما ينوف عن 30 عاما، وأقولها بصدق ويعرفها كل الرفاق الذين عملوا معه، أنه كان بحق مثالا للرفيق الملتزم وقدوة يستلهم منها أي رفيق البساطة المتزنة الخلوقة الرائعة التي تفرض على من كان يعمل معه محبته لهذه الشخصية المحبوبة، ليس حزبيا فقط بل واجتماعيا وبشكل واسع، فقد عاش هذا المربي المخلص وعانى الكثير من المتاعب لكي يهتم بعائلته من الصغير حتى الكبير بـ «لمجمع الصغير» الذي بناه معهم ليعيش وسطهم ويعيشون حوله، وكي يزاول مهنة التعليم التي أخلص لها رغم الصعاب التي كانت تقف عثرة في استمراره فيها، وكي يتابع نضاله اليومي في الحزب مع محبته لهذا العمل لدرجة الاحتراف، فكان قادراً لأن يوائم بين كل هذه الامور بنجاح لا نظير له.
للرفيق السكينة ولأسرته المناضلة السلوان، ويعاهده رفاقه أن لا ينسوا رفيقهم الغالي «أبو عصام» الذي زرع بشهامته والتزامه ونضاله محبته في قلوبهم وذكره الطيب في حياة حزبهم ونضالاته عبر سنين طويلة، وفي يوم السبت 18/8/2012 رحل عنا إثر نوبة قلبية،ولسان حالنا يقول :« كأنك أيها الرفيق الغالي لم تغادرنا».