رحيل الرفيق محمد محسن الأيوبي
كأنني أعرفه... رغم أني لم التق به، فطالما تحدث عن خصاله النبيلة كل من التقى به، فقد ترك الرجل ذكرى طيبة عند كل الرفاق، وهو الإنسان الذي اختصر في ذاته ما يجب أن يتحلى به الشيوعيّ كعلامات فارقة، الصدق والبساطة وحب الناس والجرأة والغيرية ليعكس بذلك، ذلك النموذج من الرفاق الذين تدل عليهم أخلاقهم... دون رتوشات وألقاب... النموذج الذي يكون نشيداً وظلاً للقلوب المتعبة، ونجمة على مفترق، وقامة لا تميل... توفي في دمشق بتاريخ 188 2012 الرفيق محمد محسن الأيوبي (ابوعصام) وقد وري الثرى في مقبرة الشيخ خالد في حي ركن الدين بدمشق بمشاركة أهل الفقيد ورفاقه وأصدقائه ومحبيه، وألقى الرفيق محمد علي طه كلمة باسم حزب الإرادة الشعبية هذا نصها:
أيها المشيعون الكرام
أيها الأصدقاء والإخوة و الرفاق:
هي الحياة ميدان بذلٍ وعطاء، وساحة عملٍ وكفاح، والرجل الرجل هو من عاش مناضلاً لعزة وسعادة شعبه ووطنه، يحس بآلام المحرومين والمظلومين، ويسعى جاهداً بكل عزيمةٍ وإصرار ليسهم في الدفاع عن حقوق الفقراء والمستضعفين، زاده عقلٌ متفتح ووعيٌ واضحٌ وجليّ، ونفسٌ كريمةٌ عفيفةٌ، وكل هذا تجلى بأصدق صوره في حياة وسلوك رفيقنا الغالي (أبو عصام)، الذي كان الأخ الأقرب والصديق الأطيب والرفيق الأصلب، وكل من جمعه معه العمل والعيش والجوار، لمس فيه المعدن الكريم والطيبة الإنسانية الخيرة.
لقد ضمتني معه و مع الرفاق جميعاً ساحة العمل الحزبي والوطني عشرات السنين، من الفرقة وحتى اللجنة المركزية فكان بحقٍ نموذج المعلم والمربي المخلص، والحزبيّ الوطنيّ الشهم الواعي، وكانت حياته صفحةً مشرقةً بالعمل والسلوك والحضور المحترم الشريف. ولهذا سكن قلوبنا، وحاز تقديرنا ومحبتنا، ولن تغيب صورته الحية عن عيوننا و أفئدتنا، وأقولها وبكل الصدق والإخلاص :
لقد افتقدنا برحيله مناضلاً وإنساناً واعياً، كما افتقد حيّنا ركن الدين واحداً من خيرة أبنائه الطيبين. وعزاؤنا أن الهدف الذي كرّس له عمله ونضاله وحياته ( وطنٌ حرْ وشعبٌ سعيدْ )
ومات وهو يطمح أن يرى وطنه سورية دولةً عزيزةً حرةً سعيدةً، هذا الهدف سيظل مستمراً في شبابنا حتى يتحقق في غدٍ افضل وأعزَّ و أجمل، في غدٍ ليس ببعيد.
وصدق الشاعر إذ قال :
(( لئن تمادى الليلُ .... يسكبُ الصديدْ
في مقلةٍ ..... أَذهلها المتاجرونْ
فالصبحُ آتٍ لا جدالْ .... للعالمِ الذي يصوغُ اليومَ عيناً للقمرْ
لا بدَّ أن يكونَ في الولادةِ .... إنساننا ذاك الجديدْ .... هذي قوانينُ الحياةْ )).
لك يا صديقي ورفيقي و أخي محسن .... يا صاحب القلب الحار، والرأس البارد، والكفِّ النظيفة .... لك أيها الشَّهم كلُّ الوفاء في عالم خلودك .... والعزاء لأهلك وأبناء حيِّك ولرفاقك في كل مكان .... ولكم أيها المشيعون الكرام كل الشكر والاحترام.