داريا..جرمانا.. ومحاولات منع الحل السياسي
جاءت مجزرة داريا التي راح ضحيتها المئات من الشهداء، وبعدها التفجير الإرهابي الذي استهدف تشييعاً في بلدة جرمانا في ريف دمشق يوم الثلاثاء الماضي وأدى إلى استشهاد 12 مواطناً وجرح العشرات وغيرها من أعمال إجرامية لتشرع الباب السوري أمام الاحتمالات الأكثر خطورة..
إن هذه الأعمال الإجرامية تذكرنا، من حيث شكلها ووظيفتها، بتفجيرات العراق، التفجيرات التي استهدفت بنية المجتمع العراقي وأحدثت فيها شروخاً عميقة لم ينته أثرها حتى اليوم. وهنا في سورية تعاد الكرة مرة أخرى، ويحاول أعداء الشعب السوري إحباط أية إمكانية للخروج من الأزمة بسورية واحدة أرضاً وشعباً. وقد أثبتت الحياة بما لا يقبل الجدل أن «إسقاط النظام» بالعنف لن يمر إلا عبر إسقاط سورية، وأثبتت في المقابل أن «الحسم العسكري» دون حل سياسي ليس سوى وهم يؤدي الإصرار عليه إلى النتيجة السابقة نفسها، ويضيف هذا التفجير جديداً إلى الأزمة الراهنة، فلم يعد كافياً لمنع الحل السياسي والحوار من التحول إلى واقع الممارسات السابقة لمتشددي الطرفين، بل أصبح من الضروري تسريع تفتيت النسيج السوري، الأمر الذي يضع أمام جميع الوطنيين من كل الأطراف مسؤولية الإقدام نحو الحوار الوطني والمصالحة الوطنية، وحصر السلاح بيد الجيش العربي السوري، واسقاط كل سلاح آخر.
الرحمة للشهداء والصبر لأهلهم ولسورية..