لا للخطف والقنص..
تزداد يوماً بعد يوم حالات الخطف أو القنص في عموم البلاد، لتترك جراحاً غائرةً في العلاقات المجتمعية والشعور الإنساني.
ولقد بات مكشوفاً ان هناك قوى في طرفي الصراع تلجأ إلى هذا الاسلوب الوحشي المرفوض بكل المقاييس والقيم الانسانية والوطنية والتي تنبذها حتى أخلاق الحروب التقليدية، وإذا كان الخطف أصبح أحد أدوات الابتزاز المالي كما أسلفنا في بعض الحالات على يد كل المجرمين الخارجين عن القانون، فإن الاخطر من ذلك أنه أصبح إحدى الأدوات المعتمدة لإثارة النزعات الطائفية والدينية والمناطقية، وإحدى طرق استحواذ المزيد من «الملفات» مع انفتاح الآفاق أمام الحل السياسي القادم، بغية وضعها كورقة «تفاوضية» قذرة على طاولة الحوار القادم لا محالة.
يوم الجمعة، مثلاً، تم اختطاف ستة موظفين من مؤسسة الاسكان العسكرية في ريف درعا، وقابلها خطف للعشرات من أبناء هذا الريف من حواجز أقيمت بالقرب من أحد الحواجز الأمنية الثابتة... ويومي الجمعة والسبت على سبيل المثال أيضاً، قتل ثلاثة أطفال في حي جوبر بدمشق على يد قناصة، وشهدت وتشهد الكثير من مناطق البلاد حالات مماثلة وأغلب ضحايا عمليات الخطف والقنص هذه لا علاقة مباشرة لهم بالصراع الدائر.
واذا كانت هذه المظاهر وغيرها هي نتاج بيئة العنف، وتوقفها النهائي يتعلق بحل الأزمة العامة والسير في طريق الحل السلمي، فإنه يبقى من واجب كل القوى الوطنية العمل لردع كل من يلجأ الى هذه الأساليب المخالفة للقيم والأعراف والتقاليد الاجتماعية والإنسانية، والتي تؤدي في نهاية المطاف إلى عزل أي طرف يستخدمها، حتى بين الأوساط المؤيدة له، ولكن على حساب الأبرياء.