الموضوعات البرنامجية..  والتحديات التنظيمية
فاضل حسون فاضل حسون

الموضوعات البرنامجية.. والتحديات التنظيمية

بداية، أسجّل موافقتي على كل ما جاء في موضوعات المهام البرنامجية المقدم من مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، والمطروح للنقاش العام، ومن خلال متابعتي لهذا النقاش الذي نشر على صفحات جريدة قاسيون، والارتياح الذي أبداه الرفاق والأصدقاء لما طرحته الموضوعات، أؤكد أن كل هذه الانطباعات الإيجابية ما كانت لتتوافد بهذا الشكل الكبير لولا عمق هذه الموضوعات، والتي لم تأت من فراغ، بل جاءت عبر عمل شاق ودؤوب وإصرار من الرفاق منذ نحو عقد من الزمن، بدءاً من توقيع مثياق الشرف إلى الاجتماع الوطني الأول وصولاً إلى الاجتماع الوطني الثامن.. حيث كانت المسيرة حافلة وغنية بالرغم من قصر المدة نسبياً، وحققت هذه الانطلاقة الصادقة الطموحة، ما لم يحققه الشيوعيون السوريون على مدى عقود من الزمن، وذلك من خلال خطاب سياسي ورؤية علمية واسعة وخلاقة لمجمل القضايا السياسية والاقتصادية عالمياً وإقليمياً ومحلياً.

إن ما قدمته اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين خلال الفترة المنصرمة، قد أثر بشكل واضح على مجمل الحياة السياسية في البلاد، وتبنى كثيرون ممن يعملون بالشأن العام الكثير من الأفكار والمواقف والمصطلحات والتحليلات السياسية التي أبدعتها اللجنة الوطنية، مثل (الثنائية الوهمية: معارضة- نظام، الربط بين الوطني والاقتصادي - الاجتماعي والديمقراطي، استشراف بداية انهيار النظام الرأسمالي، بداية انفتاح الأفق أمام القوى الثورية والشعوب، تشخيص أزمة الحزب، وحدة شعوب الشرق العظيم، خيار المقاومة، إلخ...)، والسبب في ذلك أننا استندنا كشيوعيين استناداً حقيقياً إلى مرجعيتنا الفكرية (الماركسية اللينينية)، وحاولنا قدر الإمكان، الابتعاد عن العدمية والنصوصية، منطلقين من ضرورة استعادة الشيوعيين السوريين لدورهم الوظيفي في المجتمع.. وقراءتنا الصحيحة العميقة المتفائلة والثورية لنضج الظرف الموضوعي لبداية انهيار الرأسمالية، وبداية انفتاح الأفق أمام القطب الآخر، قطب الشعوب المضطهدة وقوى التحرر الوطني.

إن المهام المطلوبة من الشيوعيين كبيرة وعظيمة، وعلى الرفاق أن يرتقوا بعملهم إلى مستوى الموضوعات، وخصوصاً لجان المحافظات ولجان الدوائر، وأن يقدموا المبادرات وإبداع الحلول وأساليب العمل كي تترجم هذه المهام على أرض الواقع، وليكتمل هذا الهلال ليصبح قمراً يضيء سماء سورية.

ومع ذلك، فإني أسجّل على الموضوعات أن هناك بعض القضايا لم تأخذ حقها في القراءة، ومن ثم في النقاش العام، وأتمنى على الرفاق مندوبي الاجتماع الوطني التاسع أن يقوموا بمناقشتها مثل قضايا (البيئة، الثقافة، الفنون، القضايا الاجتماعية..).

كما أحب أن أنوه أنه يجب علينا أن نولي اهتماماً أكبر بالإعلام، وأن ندرك عميق دوره في الحياة السياسية والتأثير والجذب، ونعمل على ذلك في تطوير وسائلنا وأدواتنا، ومحاولة الاستفادة من جميع وسائله العصرية التي لم نستفد منها بعد، خاصة وأن للإعلام الحديث دوراً هاماً ومحورياً سيمكننا من إيصال خطابنا ورؤيتنا لأوسع شرائح المجتمع السوري بشكل خاص، والعربي بشكل عام.