معتقلو الرأي والمصالحة الوطنية
إن توازن القوى الدولي الراهن الذي أدى إلى نوع من التوافق حول ضرورة الحل السياسي، يتطلب الإسراع بإنجاز المصالحة الوطنية الداخلية لملاقاة هذا الظرف وتثميره لمصلحة السوريين، وتزداد أهمية عامل الزمن في تحقيق المصالحة نتيجة العمل الحثيث الذي تمارسه القوى الخارجية المعادية في استنزاف سورية وإدمائها إلى الحد الذي تعجز بعده عن الوقوف والمواجهة..
وهذا يقتضي الإسراع بإطلاق سراح معتقلي الرأي، ويتطلب أيضاً وقف الاعتقالات التعسفية المستمرة بشكل يومي، فإذا كان الأعداء الخارجيون يعملون على شق صف المجتمع السوري وزعزعة وحدته الوطنية فإن الأولى هو المبادرة إلى التفاهم مع السوريين بالحسنى، والإصغاء إلى أوجاعهم وآلامهم المتراكمة عبر عقود..
إن إطلاق سراح المعتقلين ممن لم يتورطوا بالدماء، إضافة إلى المعتقلين الذين لم يتورطوا بشيء سوى ممارسة حقوقهم المشروعة سلمياً، سيشكل خطوة باتجاه التهدئة وسحب فتيل الاشتباك والانتقال نحو الحلول الوطنية التي تحفظ سورية أرضاً وشعباً، وهذا سيكون عاملاً مساعداً في تأدية الوظيفة التي من أجلها أحدثت وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية وتفعيل دورها في الوصول إلى المخرج الآمن..