من أين يبدأ الحل ؟
من يريد البدء بالحل ومن باب أضعف الإيمان والحد الأدنى للمعالجة الصحيحة عليه أن يبدأ بمحاسبة كل من يقف وراء وصول الفريق الاقتصادي الحكومي السابق لإدارة شؤون البلاد هذه القلة القليلة التي مازلنا نعتقد إنها لم تخرج بعد من مستوى القرار والمسألة ببساطة يجب تقديم كل شخصيات الفريق السابق إلى القضاء وأن تجري لهم محاكمات علنية على مرأى ومسمع من كل الشعب السوري المتآمر عليه
بدلاً من السير بنفس النهج وعلى سكة السياسات الخاطئة التي مهدت الأرضية المناسبة للتدخل الخارجي بكافة أشكاله ومسمياته هذه السياسات التي مازالت تفتعل الأزمات كل يوم عوضاً عن بلسمة الجراح وتهدئة الأوضاع تصب الزيت على النار من أزمة الغاز إلى رفع سعر المازوت والكهرباء والارتفاع المستمر لأسعار مواد الاستهلاك الشعبي، والأخطر من هذا هي محاولة التجييش الطائفي كما حدث بأزمة عناصر الشرطة المختطفين في محافظتي السويداء و درعا ومحاولة البعض استغلالها لتوتير الأوضاع عبر شخصيات لبنانية، ولولا تدخل العقلاء لحل الموضوع بإعادة المختطفين لوصلت الأمور لمآلات خطيرة .
لم يعد مقبولاً أن تبقى المؤامرة مبرراً لافتعال واختلاق الأزمات التي تمس في الصميم حياة المواطنين واللعب على قوت الشعب الفقير واستنفاره لمواجهة المؤامرة الخارجية بأدواتها الداخلية دون تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم والحرية وإلا أصابنا ما أصاب الراعي الكذّاب والذئب المفترس...
المؤامرة ليست وليدة الساعة، هي موجودة منذ نشوء سورية وكانت موجودة في اتفاقية سايكس بيكو والاحتلال الفرنسي وفي حرب لبنان وفي أحداث الثمانينيات وغزو العراق.. والقائمة تطول، والحراك السلمي هو الضمانة الوحيدة للدفاع عن الوطن ضد أي مؤامرة أو خطر خارجي ، لذا لم يعد مقبولا التعامل مع الحراك الشعبي السلمي على أنه مجرد مؤامرة وتجاهل مطالبه المحقة المشروعة والتعامل معه بعقلية أمنية ضيقة ومنطق العقاب الجماعي وضرب الصالح والطالح.
إن الحراك الشعبي السلمي هو الضمانة الوحيدة لإحداث التغيير الوطني الجذري الشامل على كل الصعد، وهذا ما يتطلب رفض أسلمة وعسكرة الحراك الوطني، ولهذا فإننا نصر على الوقوف ليس فقط (مع) الحركة الشعبية بل نحن من رحم هذه الحركة التي عليها أن تنظف نفسها وصفوفها من كل المتطرفين والمشبوهين والمتسلقين على دماء أبنائها وفق مصالحهم وأهوائهم، وبالتالي ستفرز قياداتها النظيفة الوطنية التي تعبر عن مطالب الشعب السوري في الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية. نحن ضد التدخل الخارجي، نعلن ذلك بالفم الملآن ونعتبره خطاً أحمر من يتجاوزه يدخل في خانة الخيانة الوطنية، فنحن ضد التدخل الخارجي لأننا أحفاد البطل «يوسف العظمة» الذي أسس لدور سورية المقاوم للتدخل الخارجي، وأحفاد «سلطان باشا الأطرش» قائد الثورة السورية الكبرى الذي رفض وقاوم تقسيم سورية إلى دويلات وأنجز مع رفاقه المقاومين الوطنيين شعار الثورة السورية الكبرى: «الدين لله والوطن للجميع».
ولمن لا يحسن قراءة التاريخ فإننا نذكّر... بعد معركة ميسلون فإن فاسدي تلك المرحلة من الأعيان والتجار تهافتوا لجر عربة «غورو» قائد حملة الاحتلال الفرنسي، فدخل «غورو» دمشق و وقف أمام ضريح القائد «صلاح الدين الأيوبي» وضرب الضريح برجله قائلاً: « ها قد عدنا يا صلاح الدين ، نحن أحفاد الصليبين».