برهان غليون.. لن تمثل الشباب السوري!
مع بداية الحراك الشعبي في سورية، بدأت الشخصيات السورية «المعارضة» من كل الأنواع بالظهور ورسم الشكل الديمقراطي لسورية الجديدة، بمن في ذلك بعض الأصوات التي ما هي في الحقيقة إلا الوجه الآخر لعملة النظام السوري، وهنا نقف عند برهان غليون رئيس ما سمي بالمجلس الوطني السوري الذي لا يحتاجقراءات كثيرة حتى نستنتج «لا وطنيته».
نعتذر يا دكتور برهان إذا كان الشباب السوري أذكى من أن تبهره بسلمية حلولك لقضايانا التي لن نساوم عليها.. نعتذر، فنحن لن نكون أتباعاً لك، فثورتنا للحرية ورفض التبعية.. ما معنى أن تفرض نفسك من الخارج علينا من فوق المنابر الأميركية والنفطية، وتقول إنك تمثلنا؟ ما معنى أن تستخف بدماء شهدائنا لتقول إنهادماء يجب أن تتوقف، وأنت تريد أن تضاعفها على متن دبابات وطيارات الأطلسي؟.
ما معنى أنك ستفتح أبواب الاستثمار لدول الخليج المجموعة من بيع دماء الفلسطينيين، والتي أخرجت أبناء الكثير من المناطق السورية التي فقرت وتأزمت من قبل ما لا تعارضه في النظام السوري، وهو نهبه للقمة عيش الشعب السوري بأيدي سماسرة الفساد، الذي أخيرا وليس آخراً، فتح باب الاستثمار القطري والتركيو.. و.. على حساب ورشاتنا الصغيرة ومكتسباتنا السابقة، ومنشآتنا التي بنيناها؟.
فلترحل عنا أنت ومسوقي السمسرة الاستثمارية.. وهنيئاً لك صديقك القديم الجديد «الدردري»!.
أما بعد أن صرحت بموقفك من المقاومة وموقفك من «دول الاعتدال»، وباختصار بعد أن صرحت بمشروعك السياسي المطمئن للحلفاء، والذي مهما اختلفت الترجمات لا يوحي إلا برفض مشروع المقاومة وتبني مشروع التطبيع العربي، فنقول لك: لا نريد سورية «دولة استقرار» بمفهومك، ولا نتخيل استقرارك إلاالاستقرار المزيف القائم على كذبة ديمقراطية الأغنياء ومتقاسمي الحصص والأغنياء الجدد، والأغنياء تاريخياً، والأغنياء تمويلياً، والمتخاذلين وطنياً وشاربي كؤوس الأميركان ورافعي الأعلام الإسرائيلية في عواصمهم، لن يسمح الشباب السوري بمشاهدة العلم الإسرائيلي في عاصمته، ولا أن يطعم القمح السوريالإسرائيليين، ولا نريد أن نرى الأبراج التجارية وملؤها أهل «العكال المذهب»، ولا أن تتحول أزقة الشام العبقة بالتوابل ومعالم حضاراتنا السورية القديمة إلى نايت كلوبات للشباب «الكول» المتأمرك، أو الوجه الآخر للثقافة الليبرالية، وهو الفقر المدقع والبطالة والتخلف وكل عواقبه..
لن تبيع قضايانا يا برهان، كل قضايانا المتعلقة بالكرامة الوطنية، والمتعلقة بلقمة العيش، فسورية كما نريدها جميعاً: عصية، سورية عصية بنا، وليس بالمتشدقين، سوريا عصية بتجربة السوريين الوطنية والتي يتجاوز عمرها بكثير عمر من تدّعي محاربتهم وتسعى لمحاصصتهم!.
نحن الشباب السوري سنبقى نلاحقك، ولن تمر بياناتك الصادرة من كل حدب وصوب لتطمئن أطراف العمالة في سورية وخارجها.. لن تغرينا بدولة تعددية مدنية ديمقراطية، مستغلاً بكاءنا أمام قسوة الدماء. د.برهان لن نبيع قضيتنا لك.. والشباب الواعي سياسياً سيبني دولته بعيداً عنك...