حوج للمنار : سلوك الجماعات التكفيرية في عفرين لضرب النسيج الوطني السوري
أجرت قناة المنار مساء الثلاثاء 17/12/2013 لقاءً عبر الأقمار الصناعية مع الرفيق عصام حوج، أمين مجلس حزب الإرادة الشعبية، حول أسباب وآفاق ما يجري من حصار يفرضه المسلحون على عشرات آلاف المواطنين السوريين في منطقة عفرين في شمال سورية
• ما هو سبب قيام مسلحين بمعاقبة منطقة بكاملها تحوي أعداداً كبيرة من الأكراد، وهي منطقة عفرين؟
أولاً، للتدقيق حزب الإرادة الشعبية هو حزب وطني سوري وليس حزباً كردياً (كما ظهر على شاشتكم)، وهو يعمل على جميع الأراضي والمناطق السورية.
ثانياً، بخصوص ما يجري في عفرين، لاشك أنه جزء من المشهد السوي العام في ظل الأزمة الشاملة التي تمر بها سورية. وما يجري في عفرين هو حصار جائر وظالم، تقوم به الجماعات التكفيرية المسلحة، وإن هذا الحصار ترك تأثيرات سلبية كبيرة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعاشي للمواطنين هناك، والذي يفوق عددهم مع الوافدين نصف مليون شخص، وقد أدى هذا الحصار الظالم إلى ارتفاع هائل في أسعار المواد التموينية وفقدانها.
• هناك معارك في الحسكة بين الجماعات التكفيرية والأكراد، وفي الرقة ومناطق أخرى، لكن لماذا هذا الحصارعلى هذه المدينة مع شعب بأكمله، هل هناك مخطط ممنهج لدى الجماعات المسلحة يستهدف الأكراد بالتحديد؟
أعتقد أن القصد من سلوك الجماعات التكفيرية المسلحة ليس الأكراد تحديداً، القصد هو إثارة الفوضى وزيادة التوتر وضرب النسيج الوطني السوري ككل، المشكلة ليست مشكلة أكراد فقط أو مشكلة هذا المكون أو ذاك من مكونات الشعب السوري، بل هي مشكلة سورية عامة. وتقصد الجماعات التكفيرية المسلحة بذلك، إيصال سورية إلى أحد أمرين: إما التأسيس للتفتيت والتقسيم، أو الوصول إلى حالة «الدولة الهشة» تنفيذاً للمشاريع الدولية التي تخص المنطقة، والتي تعمل على إعادة رسم خريطتها بما يتوافق مع استراتيجياتها.
• لكن لماذا هذا التعتيم الإعلامي حول هذه المدينة والحصار الموجود، فالكثير من وسائل الإعلام ربما تتحدث عن مناطق أخرى تعاني من الحصار والتضييق، لكن عفرين غائبة عن وسائل الإعلام حتى الآن، والحصار مستمر عليها منذ مدة سنة تقريباً؟
أعتقد أن أجندة وسائل الإعلام- كإعلام البترودولار- والتي تخدم كلٌ منها جهة معينة، تتضمن إغفال بعض القضايا إرضاءً للأتراك تحديداً، لا سيما وأن تركيا تساهم بهذا الحصار على عفرين من جهة حدودها، وربما تتجاهل هذه الوسائل الإعلامية قضية عفرين لكي تتجنب إحراج حلفائها الأتراك ومن يدور في فلكهم في تنفيذ السياسات المتعلقة بسورية.