تصريح من رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير

تصريح من رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير

في تصرف لا يخطر ببال أي عاقل توصيفه المباشر، أصدر السيد حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، تصريحاً يوم الثلاثاء 5/3/2013 «تبرأ» خلاله من «وجود أي تنسيق بين السيد قدري جميل وبيني، أو بين هيئة التنسيق الوطنية وبين حزب الإرادة الشعبية أو بين جبهة التغيير»(!!!)، حسبما ورد في التصريح.

أما لماذا؟ فلأن الهيئة «الحريصة» على تجنيب «الوطن والشعب استمرار نزيف الدماء والدمار والنزوح والتهجير» والتي «تعمل بجدية واهتمام لتوحيد قوى المعارضة الوطنية التي ترفض العنف والتدخل العسكري الخارجي وتتبنى الحل السياسي» تميز «في ذات الوقت بين قوى المعارضة الفعلية وبين قوى مشاركة في الحكم ومن هذا المنطلق لا تحاور الهيئة أو تفاوض أي طرف مشارك في السلطة سابقا ًولاحقاً»(!!!)، كما وأن الهيئة الحريصة «على الوضوح والشفافية في رؤيتها ومواقفها وممارساتها تأكيداً لمصداقية دورها الوطني والقومي والدولي»، «تستقبل في مكتبها أو مكتب المنسق العام أو منزله أي وفد أو زائر»... (هكذا)..!!! 

إن رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، إذ تستهجن هذا التصريح الذي لا ينم لا عن الحمية الوطنية ولا عن الوضوح والشفافية، وتحديداً في المنعطف الهام الذي تمر به الأزمة الوطنية الدامية في البلاد، ترغب ببيان وتوضيح مايلي:

• بالمعنى المباشر، عندما يتحدث د.قدري جميل إعلامياً عن الانضمام مع د.علي حيدر، بوصفهما عضوين في رئاسة الجبهة الشعبية إلى «وليمة غداء» مع السيد حسن عبد العظيم  في منزله لمدة ساعتين، ليتفقوا على أشياء ويختلفوا على أخرى، فهذا ليس لأن مكتب الهيئة أو مكتب المنسق العام أو منزله هو «تكية» مفتوحة لاستقبال الزائرين و«إطعامهم»! وإن أقل ما يقال في هذا التلاعب من السيد حسن عبد العظيم بأنه معيب وغير لائق، ومثير للريبة.
• وبالمعنى المباشر أيضاً، فإن الجبهة الشعبية وقياداتها لديها أسلوبها الخاص في التعامل مع القضايا السياسية وعرضها للناس وعبر الإعلام، وذلك خلافاً للسيد عبد العظيم صاحب نظرية أن «ما يدور في اللقاءات يجب أن يبقى أسير الغرف ولا يصبح مادة للإعلام»..!
• خلافاً بالمطلق لكل قوى المعارضة والنظام في الجمهورية العربية السورية، فإن خط الجبهة الشعبية ومواقفها وشعاراتها هي من تمايزت بالوضوح والثبات وعدم التقلب منذ بداية الأزمة وحتى اليوم، وهي المواقف ذاتها التي باتت بالجوهر تستقطب محور الجهود الدولية لإنهاء الأزمة في الجمهورية، مثلما كانت تستقطب على الدوام تقاطع نيران المتشددين أينما كانت مواقعهم، وهي إذا كانت تتحدث عن تقاطعات وتباينات مع هذا الطرف أو ذاك فإنما لكي تحافظ على موضوعيتها وتعطي كل ذي حق حقه، مهما كان حجم هذا الحق ضئيلاً..
• من المعيب على السيد عبد العظيم ضمن الظروف السورية الاستثنائية التي تمر بها الجمهورية العربية السورية ومعاناة شعبها، الإصرار على توهم إمساك «ختم المخترة» لتوزيع صكوك الوطنية واللاوطنية، أو الجدية واللاجدية على هذه القوة أو تلك. وإن الظرف الوطني والمسؤولية الوطنية الجدية يستدعيان الترفع عن الصغائر ولملمة الجراح..
• بالمعنى الأوسع فإن موقف السيد حسن عبد العظيم المعادي للجبهة الشعبية بدأ منذ اليوم الأول لإنشائها نتيجة «هاجس» موجود لدى «صاحب ختم المخترة» بأن هذه الجبهة «ستقتطع من حصته في المعارضة الداخلية» في تجاهل للواقع الموضوعي القائل بتنوع الأطراف اجتماعياً وسياسياً، وبالتالي تعدد المعارضة في المجتمع.
• وبهذا المعنى فإن موقف السيد عبد العظيم من الجبهة كان سابقاً لقرارها المشاركة في الحكومة- الذي يحق له كقوة سياسية قبوله أو رفضه- ولكنه منذ ما قبل تلك المشاركة وخلالها وبعدها كان يتهرب- بما كان يثير حيرتنا ودهشتنا- من الإعلان الصريح عن أي لقاء أو اتصال أو تنسيق مع الجبهة، حتى وصل الأمر للتهرب من التوقيع على بيان مشترك هو من قام بصياغته..!
•ويبدو أن السيد حسن عبد العظيم يتهرب من مسؤولية الاعتراف بأن الجبهة والهيئة قريبتان إلى حد كبير من بعضهما في فهم وقائع وأسباب الأزمة وسبل الخروج منها، وهما تمتلكان بالتالي إمكانية عالية للتنسيق المشترك ودعم مواقفهما حتى ولو كان ذلك من موقعين مختلفين في «جنيف2». ونتساءل هنا: هل سبب هذا التصريح من السيد عبد العظيم اليوم هو تنسيقه مع جهات أخرى، وهو يخشى إعلان  تنسيقه مع الجبهة؟؟! ولماذا؟؟!
•تؤكد الجبهة أن هذه اللحظات تقتضي اجتماع كل الوطنيين السوريين أينما كانوا للعمل من أجل سورية، وأن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير تنجز كل خطواتها في ضوء الشمس وليس في الظلام، وهي تؤكد أيضاً أن ضمير الشعب السوري والتاريخ هما الفيصل في نهاية المطاف.

دمشق 5/11/2013
   رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير