آراء وملاحظات حول مشروع برنامج «الإرادة الشعبية» 1

آراء وملاحظات حول مشروع برنامج «الإرادة الشعبية» 1

تبدأ قاسيون اعتباراً من العدد الحالي بنشر المواد الواردة إليها لمناقة مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية الذي أطلقه للنقاش العام على صفحات الجريدة

من يملك المنصة المعرفية سينتصر سياسياً
قراءة أولية في مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية

زهير المشعان

يشكل إعداد مشروع البرنامج المحطة الثالثة والأهم في بناء الحزب حيث كان إعلان ميثاق شرف الشيوعيين المحطة الأولى على أساس القيم والأخلاق الشيوعية، والثانية تبني الموضوعات البرنامجية. وهو يرسم مهام واضحةً منطلقاً في ممارسته من رؤية للواقع الثابت والمتغير ويفتح الآفاق من أجل تحقيق الاشتراكية معتمداً المنهج الماركسي في التحليل .

نّ طرحه للنقاش العام ليس للإطلاع وإنما للكشف عن كنه الأفكار والمهام ولتشكيل قاعدة معرفية وقاعدة جماهيرية اجتماعية وسياسية.
المقدمة:

يقول المثل (المكتوب باين من عنوانه) فالمقدمة تحدد الهوية ومفاتيح المعرفة والمهام:
يؤكد البرنامج أن الحزب يناضل من أجل اعتراف الكادحين به كممثل لمصالحهم وللقيام بدوره الوظيفي وبناء الاشتراكية وفق الواقع السوري ولم يدّعِ ذلك.
المرجعية هي الماركسية اللينينية وتطبيقها يعتمد على:
التجربة والعمل الجماهيري.
المراجعة الدائمة لحدود الثابت والمتغير. للخلاص من الجمود والعدمية اللتين كانتا سبباً للقطيعة مع الجماهير والواقع.
الحزب هو وريث للحركة الشيوعية والوطنية الثورية في العالم وهنا ربط واضح بين الوطني والأممي الثوري.
هو تتويج لعمل اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين.التي بنت رؤية فكرية على المستوى العالمي والإقليمي والداخلي والعمل بعقلية المنتصرين. وهنا قمة المعرفة والشجاعة والدقة العلمية في استشفاف المستقبل.


الرؤية :

المعرفة والإبداع،والحلقة الغائبة سابقاً وسبب العزلة عن القاعدة الاجتماعية والسياسية وضياع جهود الشيوعيين السابقين وفقدان دورهم الوظيفي.
الرؤية هي الصلة بين النظرية والواقع
تقدم الحركة الثورية العالمية في بداية القرن العشرين وتراجعها انتهاءً بسقوط الاتحاد السوفييتي (والمفيد بيان السبب بعدم تطوير الديمقراطية والفساد وتهميش الجماهير مما ولد انحرافاً فكرياً كمفهومي التعايش السلمي والتطور اللارأسمالي)
الرأسمالية تنتج الأزمات وهذه الأزمة نهائية لأنها توسعت أفقياً وعمودياً وهذا يقتضي موقفاً نهائياً إما أن تنتصر الحضارة البشرية بالاشتراكية الجديدة وإمّا البربرية،ودور العامل الذاتي (وهنا نؤكد أن انتصار الشعب السوري بقواه الوطنية والثورية سيسهم في تغيير خارطة العالم).
انقسام المعسكر الرأسمالي الأمريكي الأوربي والرأسمالية الصاعدة (البر يكس) يدفع باتجاه الثنائية الحقيقية شعوب رأسمالية(وهذا يستند إلى مقولة لينين أن الشعوب خلال نضالها ضد الاستعمار ستندار ضدّ الرأسمالية).
الحرب هي الرئة الحديدية التي تتنفس منها الرأسمالية. ولخطورة قيام حرب عالمية ثالثة بسبب وجود قوة الردع النووي عملت على:
إثارة حروب داخلية وفق انقسامات دينية طائفية عرقية قومية كما يجري في منطقتنا
إدخال حصان طروادة (الليبرالية المتوحشة) إلى الأطراف، وتدمير جزئها العسكري..كما في سورية مع تغليفها بمفاهيم خادعة كاقتصاد السوق الاجتماعي والديمقراطية.
استبدال العباءات القومية والتقدمية بالإسلام السياسي،والإخوان المسلمين كتنظيم عالمي فاشي ممثل للرأسمال المالي العالمي كالنازية، يولّد التطرف لخداع الجماهير ولإدامة الاشتباك..مع التمييز بين الإسلام السياسي والتيار الديني الشعبي كجزء من تراث المنطقة وما فيه من قيم العدالة والمساواة، وهذا يدفع باتجاه اتحاد شعوب الشرق.
شكلت الرؤية قراءة متميزة للواقع الموضوعي وحركته, وأرى من الضروري تبويبها وفق الأفكار المطروحة فيها..ولقد اتُّهمنا بالجنون عند طرحها المتواتر منذ سنوات، أما الآن  فالواقع يثبت على الأرض مدى صحتها ودقتها.

آخر تعديل على الإثنين, 31 آذار/مارس 2014 16:10