حول احتمال عدوان جديد
مرة أخرى يرتفع زعيق قوى الحرب في الإدارة الأمريكية، ومن معها في سلسلة قوى التبعية، من جهات إقليمية ودولية وسورية، مهددة بتوجيه ضربات عسكرية، بذريعة الانتصار للمدنيين في الغوطة، بعد نشر تقارير إعلامية عن استخدام السلاح الكيماوي.
تحاول قوى الحرب من خلال هذه الحملة الدعائية الواسعة، التغطية على سلسلة تراجعاتها على النطاق الدولي، وإعادة لملمة صفوف حلفائها الذين ينفضون من حولها، وتدارك الانقسام الحاد في دوائر صنع القرار الأمريكي، وعرقلة الخيارات البديلة عن محاولاتها في استدامة الاشتباك، و تهدف الحملة أيضاً إلى تأخير الاستحقاقات التي يفرضها التراجع المستمر في وزن قوى الإرهاب، وعموم العمل المسلح على الأرض السورية، ومنع أو على الأقل تأجيل بحث مسألة الوجود العسكري الأمريكي كقوة احتلال على الأرض السورية، وهي في الوقت نفسه، – أي الحملة – فصل من فصول شيطنة روسيا أمام الرأي العام العالمي.
إن قوى العدوان من كل شاكلة ولون، أعجز من أن تقوم بأية أعمال عدوانية واسعة، تستطيع من خلالها تغيير الاتجاه العام لتطور الأحداث، فهذا الاتجاه الذي يتجسد باستعادة السيادة الوطنية، والحفاظ على وحدة الدولة السورية، بات اتجاهاً ثابتاً لا رجعة عنه، بحكم زيادة دور ووزن القوى الصاعدة في عالم التعددية القطبية الجديد، واستراتيجياتها القائمة على الالتزام بالقانون الدولي.
إن التأكيد المستمر على عجز الحلف الأمريكي العدواني، لا يلغي ضرورة التنبه واليقظة والحذر، بل على العكس يستوجب الوضع الإسراع بالعمل لتطبيق القرارات الدولية، المتعلقة بالحل السياسي وخصوصاً القرار 2254، بكل ما يعنيه، فهذا الحل هو الرد الأمثل، والأقل كلفة في لجم كل أشكال العدوان، و بكل مستوياته، وقطع الطريق على مشاريع الفوضى والتقسيم، التي تحاول قوى الحرب إحياءها من جديد.