مصر: المشهد السياسي قبل المحاكمة وبعدها
لا يعبّر الحكم الذي قضى بتبرئة مبارك ونجليه من قضايا الفساد وقتل المتظاهرين عن الطبيعة الفعلية للنظام الحالي، فالحقبة الآن تحكمها مصالح طبقية وسياسية متضاربة، وهذا يعني أنها لا تمثّل اتجاهاً واحداً داخل المجتمع أو مؤسّسات الحكم المختلفة. هكذا، لا يعود «الحكم بالبراءة» صالحاً للفصل بين ما هو ثوري وما هو فلولي أو مناقض للثورة، فالمعيار اليوم يحتكم إلى الواقع الذي يتطوّر وفقاً لمنطق مفارق لتصوّراتنا المسبقة عنه. الثورة نفسها تصبح في هذا السياق عرضة لتأويلات شتّى ولا تعود نسختها الخاصّة بيناير المعبّر الوحيد عن قيمها، فلكلّ طبقة وشريحة اجتماعية ثورتها الآن، وان كان الدستور الجديد يضع عبر صياغته القانونية الجميع في سلّة واحدة.