خالد عبد المجيد لـ«قاسيون»: نحن مع المقاومة ضدَّ من يعلِّق الآمال على الاتفاقيَّات مع العدو
حاوره: جهاد أسعد محمد
التقت قاسيون بالأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الرفيق خالد عبد المجيد، وأجرت معه الحوار التالي:
حاوره: جهاد أسعد محمد
التقت قاسيون بالأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني الرفيق خالد عبد المجيد، وأجرت معه الحوار التالي:
شهدت صالونات القصر الجمهوري، وغرف وزارة الخارجية اليمنية على مدى أربعة أيام حركة غير عادية، تمثلت في قيام الوسيط اليمني- وزير الخارجية- بلقاءات مكوكية تنقل آراء ومواقف كل طرف للآخر، من وفد حماس إلى الوفد المسمى «وفد منظمة التحرير الفلسطينية» وبالعكس! تجاه تفسير بنود المبادرة اليمنية الخاصة بإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني. وقبل الدخول في قراءة ماتمخضت عنه تلك الساعات الطويلة والثقيلة من الحوارات التي جرت بـ«الإنابة» وعبر الوسطاء، وتحت غطاء من «حرب» التصريحات الصحفية المضادة للفريقين، لابد من إضاءة بعض الجوانب التي شابها التعتيم المقصود، لإخفاء العديد من الحقائق.
هناك، قرب ظلِّ المدينة التي انكسرت أعمدة بيوتها. بالقرب من أخر صاروخ سقط قبل قليلٍ، كان الجند يستجوبون الليل، عمن عبر فيه مقاتلاً، أو هارباً من حرب تحدث دوماً في بلادنا. فقد كان الانفجار العظيم، يتكرر في اللحظة ألف مرة، بحثاً عن روح لا زالت ترتدي جسدا، ويشعل مدفأة لبشرٍ لا يأبهون في البرد. يشعل ألف حريقٍ، وألف محرقة.
في وقت واصلت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي كل ما تعودت عليه من ممارسات احتلالية في الضفة الغربية، تواترت وتضاربت الأنباء حول (تفاهم غير معلن) يقر (تهدئة) بين الكيان الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تقودها (وساطة مصرية)، بينما تنفي مصادر حركة (حماس) وكذلك المصادر الإسرائيلية ذلك. لكن المراقبين لاحظوا، بالتزامن مع تلك الأنباء، تراجع عدد الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية من القطاع، مقابل تراجع العمليات العسكرية التي تنفذها قوات الاحتلال ضده.
عبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن استغرابها واستهجانها واستنكارها مما صدر من تصريحات لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بخصوص حق العودة والتي زعم فيها مؤكداً «أنه لا يستطيع أن يطالب بعودة ملايين اللاجئين ويبحث مع إسرائيل تفاصيل عدد العائدين».
أسبوع مضى على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين «حماس» وحكومة العدو، بوساطة مصرية فعالة، ونشطة، بعد توقف دام أكثر من أربعة عشر شهراً، عزفت خلالها الحكومة المصرية عن لعب أي دور مؤثر في هذا الجانب.
بكثير من الضجة الإعلامية التي صاحبتها مترافقة مع كثير من التحفظات والتشكيك تم الإعلان أن «الهدنة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي والتي أبرمت بوساطة مصرية، ستدخل حيز التنفيذ الساعة السادسة من فجر الخميس»، التاسع عشر من الشهر الجاري.
جاء التقرير الذي نشره مؤخراً «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية» العامل في الضفة الفلسطينية المحتلة، والتابع لهيئة الأمم المتحدة، ليعيد قرع جرس الإنذار، حول عمليات تهجير وطرد الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم وأحيائهم. ففي صفحات التقرير الجديد، إعادة تأكيد على ماكانت تصدره المنظمات والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية حول سياسة «التهجير الصامت» التي تعمل على تنفيذها حكومة العدو داخل الضفة المحتلة، والتي وفر لها «اتفاق أوسلو» سيئ الذكر، السيطرة الكاملة على 3,3 مليون دونم، أي مايعادل 60 % من مساحة الضفة، وتشمل المستعمرات، والمساحات المجاورة لها، وتبرير كل جرائمها في الأراضي المحتلة ضمن مايسمى منطقة «سي» تحت دعاوي كاذبة، وحجج واهية، تستند على عدم قانونية البناء! إذ أن أجهزة حكومة العدو تحرم الفلسطينيين داخل هذه المنطقة من تراخيص البناء، وتسارع لهدم مايبنونه. لقد أشار التقرير إلى تصاعد واضح في عمليات الهدم في الأشهر الأخيرة. فقد تحولت (124) منشأة سكنية ومهنية خلال الربع الأول من العام الحالي إلى أنقاض، بينما تم هدم (107) منشأة فقط خلال عام 2007، مما يعني أن خطة اقتلاع الفلسطينيين من وطنهم تسير بشكل منهجي ومدروس، حسب «الرؤيا» الصهيونية التي صاغها على مدى عقود عدة «جابوتنسكي، بن غوريون، بيغن، شارون» والتي يمكن تلخيصها بسياسة «التطهير العرقي».
هدد ايهود أولمرت في كلمة استهل فيها افتتاح اجتماع حكومته الأحد الماضي أن الكيان الإسرائيلي يقترب من نقطة الحسم في مسألة الوضع في محيط قطاع غزة ، مشدداً على أنه لا يمكن السماح باستمرار هذا الوضع ويتوجب العمل لتمكين سكان جنوب «إسرائيل» من «العيش بأمان».
الهجوم الإسرائيلي على غزّة خيارٌ جرى التحضير له منذ فترةٍ طويلة، واتخذ قرار تفعيله قبل تسلّم إدارة أوباما مهامها في البيت الأبيض. فالتغيرات الحاصلة في واشنطن غير ملائمة للتوجهات التوسعية في تل أبيب. إذن، حاولت إسرائيل الضغط على الرئاسة الأمريكية الجديدة بوضعها أمام الأمر الواقع.. لكن لتنظيم عمليتها العسكرية، اضطرت إسرائيل للاستناد إلى دعم شريكين عسكريين جديدين هما المملكة العربية السعودية ومصر، أصبحا يمثلان محوراً صهيونياً - إسلامياً مفارقاً. تقوم الرياض بتمويل العمليات، هذا ما يكشفه تييري ميسان، في حين تنظّم القاهرة عملياتٍ شبه عسكرية.