حطم البحارة الألمان سلسلة القيادة ورفضوا خوض الحرب وأعلنوا التمرد. وكان ذلك بداية لثورة السوفييتات الألمانية يوم 29 تشرين الأول 1918، وليس مصادفةً بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية 1917 التي أخذت الريادة بتدشين عصرٍ جديدٍ، إذا بدأت الثورات تشتعل في بلدان أوروبا في موجة متلاحقة استمرت حتى نهاية 1918 وبداية 1919. حيث اشتعلت الثورات في النمسا وبلغاريا وبافاريا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا وفنلندا وألمانيا، وتساقطت المَلكيات الأوروبية واحدة بعد أخرى. ونشأت جمهوريات السوفييتات في هنغاريا وبافاريا وفنلندا وغيرها. واندلعت ثورة السوفييتات الإيطالية (عالج غرامشي التجربة الإيطالية في سلسلة مقالات عن المجالس العمالية). ونشأت حركة عمالية واسعة للتضامن مع روسيا السوفييتية في أمريكا وبريطانيا. وتمرّدت القوات الفرنسية ورفعت العلم الأحمر. وكتب سوفييت عمال المخابز في إيرلندا على الأبواب: «نحن نصنع الخبز لا الأرباح». في ظل هذا الوضع، اندلعت الثورة في ألمانيا خريف عام 1918.