مطالب الحزب الشيوعي في ألمانيا 1848
فريدريك انجلس فريدريك انجلس

مطالب الحزب الشيوعي في ألمانيا 1848

مطالب الحزب الشيوعي في ألمانيا، وثيقة برنامجية كتبها ماركس وإنجلس في باريس بين 21-29 آذار 1848. وكان البلاتفورم (المنطلق) السياسي لعصبة الشيوعيين في الثورة الألمانية التي انفجرت للتو.

صدرت المطالب كمنشور منفرد، وجرى توزيعها كوثيقة توجيهية إلى أعضاء عصبة الشيوعيين العائدين إلى ألمانيا. وقد نشر ماركس وإنجلس وأنصارهما هذه الوثيقة البرنامجية بين الجماهير الشعبية إبّان الثورة الألمانية عام 1848. «المحرر»

حول تاريخ عصبة الشيوعيين

انعقد المؤتمر الثاني لعصبة الشيوعيين في أواخر تشرين الثاني وأوائل كانون الأول 1847، وقد حضره ماركس فيمن حضر، ودافع فيه عن نظرية جديدة أثناء المناقشات المديدة (فقد دام المؤتمر عشرة أيام على الأقل). وفي آخر المطاف أزيلت جميع الخلافات أو الشكوك، وتمت المصادقة على المبادئ الجديدة بالإجماع. وعهد إلى ماركس وإليّ بوضع بيان، فقمنا بذلك في أقرب وقت، وقبيل ثورة شباط ببضعة أسابيع، أُرسل البيان (بيان الحزب الشيوعي) إلى الطبع في لندن. ومذ ذلك، طاف العالم كلّه، وترجم إلى جميع اللغات تقريباً. ولا يزال مرشداً للحركة البروليتارية في شتى البلدان.
وعوضاً عن شعار العصبة القديم (جميع الناس إخوة)، حل النداء الكفاحي الجديد (يا عمال العالم اتحدوا) الذي ينادي على الملأ بصفة النضال العالمية. وبعد سبعة عشر عاماً، دوّى هذا الشعار في العالم أجمع كنداء كفاحي لجمعية الشغيلة العالمية، وفي الوقت الحاضر، سجلته البروليتاريا المناضلة في جميع البلدان على راياتها.
وانفجرت ثورة شباط، فقررت اللجنة المركزية اللندنية القائمة حتى ذاك أن تحيل صلاحياتها فوراً إلى الدائرة القيادية في بروكسل. ولكنّ هذا القرار وصل إلى بروكسل عندما كانت تسودها الأحكام العرفية وعندما كان قد أصبح من المستحيل على الألمان أن يعقدوا اجتماعات في مكان ما. وكنا قد عزمنا جميعنا على السفر إلى باريس، ولهذا السبب اتخذت اللجنة المركزية الجديدة أيضاً قراراً بحل نفسها، وأحالت جميع صلاحياتها إلى ماركس وخولته تشكيل اللجنة المركزية الجديدة على الفور في باريس. وما كاد الأشخاص الخمسة الذين اتخذوا القرار في 3 آذار 1848 يتفرقون، حتى اقتحم البوليس غرفة ماركس واعتقله وأجبره في اليوم التالي بالذات على السفر إلى فرنسا، أي إلى حيث بالضبط أراد أن يذهب.
وفي باريس التقينا جميعاً من جديد بعد فترة وجيزة. وفي باريس وضعت الوثيقة التالية التي وقعها أعضاء اللجنة المركزية الجديدة وجرى توزيعها في جميع أرجاء ألمانيا والتي لا يزال في وسع الكثيرين أن يستخلصوا منها في الوقت الحاضر الكثير من الدروس:
مطالب الحزب الشيوعي في ألمانيا
تعلن ألمانيا كلها جمهورية واحدة موحدة لا تتجزأ.
يتقاضى ممثلو الشعب تعويضاً لكي يكون في إمكان العامل الاشتراك في برلمان الشعب الألماني.
تسليح الشعب تسليحاً عاماً.
أراضي الملوك وما إليها من الممتلكات الاقطاعية، وجميع المناجم على اختلافها، وما إلى ذلك تصبح ملكاً للدولة. وفي هذه الأراضي، تدار الأعمال الزراعية في مصلحة المجتمع بأسره على نطاق كبير وبوساطة أحدث الأساليب العلمية.
تعلن الرهونات على أراضي الفلاحين ملكاً للدولة. يدفع الفلاحون فوائد هذه الرهونات للدولة.
في المقاطعات التي تقوم فيها استئجار الأراضي، يدفع ريع الأرض أو بدل الإيجار للدولة بصورة ضريبة.
تأخذ الدولة في يدها جميع وسائط النقل: السكك الحديدية والقنوات والبواخر والطرق ومحطات البريد... إلخ. تصبح هذه ملك الدولة وتوضع تحت تصرف الطبقة غير المالكة.
تحديد حق الوراثة.
إقرار ضرائب تصاعدية عالية وإلغاء الضرائب على سلع الاستهلاك.
تأسيس مشاغل وطنية. تضمن الدولة لجميع العمال وسائل العيش وتأخذ على عاتقها أمر العناية بالعاجزين عن العمل.
التعليم العام المجاني.
السعي بكل العزم إلى تطبيق الإجراءات المذكورة أعلاه في مصلحة البروليتاريا الألمانية والبرجوازية الصغيرة والفلاحين الصغار. لأن الملايين التي لا تزال تستثمرها في ألمانيا حفنة ضئيلة من الأفراد والتي سيحاولون اضطهادها في المستقبل أيضاً لم تتمكن من التوصل إلى حقوقها وإلى السلطة التي تلائمها بوصفها صانعة جميع الثروات إلا بتطبيق هذه الإجراءات.

اللجنة:
كارل ماركس، كارل شابر، هنريخ باور، فريدريك إنجلس، يوسف مول، ولهلم فولف.
المصدر: ماركس إنجلس، بصدد الثورة الاشتراكية، مقال إنجلس حول تاريخ عصبة الشيوعيين، دار التقدم، ص 141-144-400

معلومات إضافية

العدد رقم:
1046
آخر تعديل على الإثنين, 06 كانون1/ديسمبر 2021 11:27