جميل لروسيا اليوم: مذكرة التفاهم مع «التنسيق» تؤسس لتحالف وطني واسع
عرضت قناة «روسيا اليوم» يوم الأربعاء 20/8/2014 لقاءً تم تسجيله مؤخراً مع د.قدري جميل، عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية تناول جملة من المسائل المتعلقة بتطورات الأزمة السورية وسبل حلها ودور القوى الوطنية في ذلك.
وحول التوقيع على مذكرة التفاهم بين جبهة التغيير والتحرير وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، قال جميل «أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي»، مشيراً إلى أن هذا التوقيع «يعكس تغييراً هاماً بسلوك هيئة التنسيق خلال الفترة الماضية، والذي انتقل إلى موقع الاعتراف بوجود قوى معارضة أخرى يمكن التفاهم معها، وأعتقد مذكرة التفاهم هذه تفتح الطريق أيضاً لقوى معارضة الداخل الوطنية الأخرى غير الممثلة بهذا التفاهم لأن تلتحق بتفاهم من هذا النوع، أي أنه يؤسس لتحالف معارضة وطنية واسع يسهل الوصول إلى الحوار ويسهل لهذا الحوار أن يصل إلى نهايته المنشودة».
وأضاف أن هذا التطور الهام «يعكس أن معارضة الداخل هي قوة حقيقية قادرة على تقديم بدائل أمام الخيار الذي كان موجوداً في جنيف2، معارضة الخارج فقط لا غير، والتي أوصلت عملياً صيغة جنيف2 إلى طريق مسدود» موضحاً أنه اليوم ومع تسمية مبعوث دولي جديد ومع احتمال تجدد جنيف فإن «المعارضة الوطنية في الداخل استطاعت أن تتوصل إلى تفاهم يؤسس لها كي تكون طرفاً محاوراً جدياً للنظام، هذا الأمر كان مفقوداً في السابق».
وأعرب جميل عن اعتقاده بأن «كل وطني في سورية بغض النظر عن مشاربهم لهؤلاء الوطنيين- إن كانوا معارضة أو موالاة- سيسرون جداً بتوقيع مذكرة تفاهم على هذه الأسس بين تشكيلين أساسيين للمعارضة السورية في الداخل، أسس مبدئية تفتح الطريق للذهاب باتجاه تكوين تصورات وتفاهمات أوسع لها كما تقول مذكرة التفاهم بإعداد خارطة طريق للحل السياسي يتم الالتزام بها لاحقاً في أي حوار– تشكيل لجنة لإعداد تصور مشترك لمستقبل سورية الديمقراطي والبنى الدستورية والقانونية المنشودة».
وحول ما إذا كان ذلك ينبغي أن يتجسد بحكومة توافق وطني اجاب جميل: «دعنا نقول حكومة وحدة وطنية..! نحن في الجبهة منذ نهاية العام 2011 تكلمنا عن حكومة وحدة وطنية، وأعتقد أن الكلام غير خاطئ في الحديث عن حكومة وحدة وطنية تضم كل السوريين لتجاوز الأزمة الحالية كي نصل إلى النقطة التي يختار فيها السوريون مصيرهم بأنفسهم ويقررون من سيدير البلاد بشكل ديمقراطي لا غبار عليه، هذا هو الهدف من هذه المرحلة بين الحوار والانتقال إلى مرحلة تدار فيها سورية عبر صندوق الاقتراع الذي يمثل كل السوريين».
وأشار في هذا الصدد إلى أنه قبل مشاركة المعارضة في أية حكومة حالية أو لاحقة «يجب الاتفاق على برنامج، برنامج التغيير الجذري الوطني الديمقراطي الشامل، هذا البرنامج إن لم يتم الاتفاق عليه لا معنى للمشاركة بأية حكومة، لذلك المهم اليوم الحوار الجدي بين الأطراف الأساسية في سورية من أجل الوصول إلى اتفاقات وتفاهمات تخرج سورية من الأزمة نهائياً».
وحول إلى أي مدى يمكن بالفعل الذهاب إلى طاولة جديدة للحوار في جنيف، أوضح جميل «أولا المجتمع الدولي عيّن بديلاً للإبراهيمي وهذا مؤشر هام برأيي ويجب أخذه بعين الاعتبار، أي أن المبعوث الأممي لحل الأزمة السورية أصبح موجوداً وهو سيباشر عمله في أول أيلول، والحكومة السورية ممثلة بوزارة الخارجية رحبت بتعيين هذا المبعوث الأممي وهذا موقف إيجابي يسجل لصالح الحكومة السورية، وأعتقد أن المعارضة الوطنية السورية ترحب أيضاً بتعيين هذا المبعوث الأممي، لذلك المجتمع الدولي رغم تدافع الأحداث في أوكرانيا وغزة لم ينس الأزمة السورية وماتزال هناك متابعة لهذا الملف، و فيما يخص البدء الفعلي، لكي يكون هنالك محاور جدي، فهذا مطلوب من الأساس وكان هذا رأينا وكررنا سابقاً بضرورة أن تمثل معارضة الداخل، وقلنا إن استئثار معارضة الخارج بتمثيل المعارضة كلها هو نمط من تكريس فكرة الحزب القائد على المعارضة السورية بمجملها، لذلك نحن اليوم بمذكرة التفاهم هذه فتحنا الآفاق كي يجري تمثيل واسع للمعارضة السورية وخاصة الداخلية الوطنية بشكل أن يؤدي جنيف المهمة المطلوبة منه».
ستنشر جريدة قاسيون نص المقابلة كاملة في عددها اللاحق