«الإسرائيليون» العالقون بالخارج يخافون التعريف بهويتهم
المستوطنون الذين علقوا في الخارج منذ أن ابتدأ كيان الاحتلال (الإسرائيلي) المعركة الحالية مع إيران في 13 حزيران 2025، يخشون التعريف بهويتهم، في سلوك يؤكد أن «إسرائيل» صارت منبوذة عالمياً بشكل متزايد.
فمنذ 7 أكتوبر العداء «لإسرائيل» بات أوضح عالمياً.
وفي تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، وترجمته شبكة قدس الإخبارية الفلسطينية، نُقل عن المدون «الإسرائيلي» أوري ليرون (27 عامًا) تفاصيل تجربة شخصية أثارت جدلًا واسعًا حول شعور «الإسرائيليين» بالخطر عند وجودهم خارج "إسرائيل" في أعقاب 7 أكتوبر.
ففي إحدى ليالي الشتاء، وبعد أشهر من اندلاع الحرب على غزة، جلس ليرون مع أصدقائه في حانة بإيرلندا، حيث انطلقت محادثة ودّية مع مجموعة فتيات على طاولة مجاورة. "تحدثنا وشربنا الجعة، وكانت الأجواء طبيعية. حتى اللحظة التي سُئلنا فيها: من أين أنتم؟" يقول ليرون. "ترددنا لثوانٍ، ثم قلنا: من (إسرائيل). عندها انقلب كل شيء. النظرات أصبحت حادة، إحدى الفتيات غادرت على الفور، والثانية صرخت:«قتلة أطفال! لماذا أنتم هنا أصلاً؟».
ويضيف ليرون، في حديثه لصحيفة يديعوت أحرونوت: "خلال لحظات، بدأ الحضور في الحانة بالتجمهر حولنا، يصرخون ويشتمون. شعرت بالخطر الحقيقي. نظرت لأصدقائي وقلت: سندفع الحساب ونغادر فورًا. خلال 16 ثانية كنا خارج المكان، تاركين الطاولة بما عليها من مشروبات وأطعمة".
وبحسبه، لم تكن ردة فعله آنذاك نابعة من اعتبارات "الشرح" أو "الدفاع عن الموقف الإسرائيلي"، بل من دافع بقاء صرف. "عندما يكون الخطر فوريًا، لا تفكر بشيء سوى الحفاظ على حياتك"، يقول، موضحًا أن التجربة ظلت تؤرقه طويلًا بعد عودته، إذ لم يكن يتحدث عن سياسة أو جيش، "بل فقط قلت إنني من (إسرائيل)، وكان ذلك كافيًا لإشعال الكراهية".
وترى الصحيفة أن مثل هذه المواقف أصبحت مألوفة (للإسرائيليين) منذ السابع من أكتوبر، خاصة في الدول الغربية، حيث بات البعض يعيد النظر في كيفية تقديم هويتهم، بل وفي ما إذا كان يجب التصريح بها أصلًا. وتشير إلى أن العملية العسكرية (الإسرائيلية) الأخيرة ضد إيران، زادت من تعقيد الموقف، حيث يُقدّر أن أكثر من 100 ألف (إسرائيلي) عالقون حاليًا في الخارج، ويشعر كثير منهم بأن الخطر، سواء كان جسديًا أو نفسيًا، أصبح واقعيًا أكثر من أي وقت مضى.
وفي هذا السياق، ليرون، الذي زار 68 دولة بينها دول إسلامية، كيف أصبح يخفي هويته (الإسرائيلية) في بعض المواقف. ففي إندونيسيا، على سبيل المثال، عندما سأله بعض السكان المحليين عن أصله، أجاب بأنه روماني.
رغم ذلك، يعترف بأن بعض المواقف تحوّلت إلى فرص حوار غير متوقعة. ففي إحدى جولاته على الدراجة النارية في فيتنام، جلس بالقرب من شاب ألماني يحمل شارة "فلسطين حرة". وبعد تردد، أخبره ليرون أنه من (إسرائيل). "شحب وجهه وقال لي: حقًا؟ ثم استمر النقاش بيننا 45 دقيقة، شرحت له وجهة نظري عن 7 أكتوبر".
ويؤكد أن قراره في مثل هذه اللحظات يخضع لحكم "الحدس"، فإذا شعر بأن الشخص الذي أمامه يشكل خطرًا، يتجنب الانخراط في نقاش معه. ويضيف ليرون "في جزيرة جاوة مثلًا، هناك أعلام فلسطين في كل مكان، وكتابات جدارية معادية (لإسرائيل) لذلك لم أقل الحقيقة وادعيت أنني من رومانيا، حتى تعلمت بعض الكلمات باللغتين الرومانية والإندونيسية لدعم القصة".
أما بشأن المظاهر الخارجية التي قد تفضح هويته، مثل "صندل شورش" الشهير، أو القمصان من ماركة "بيلابونغ"، أو الحقائب الجانبية، وحتى نجمة داوود المعلقة في عنقه، فيشير إلى أنها كلها تُقرأ بوضوح كرموز لـ"إسرائيلي"، وينصح بتقليلها في بعض السياقات.
معلومات إضافية
- المصدر:
- قدس الإخبارية